2012/07/04

«الانفجار» .. رسالة إنسانية عميقة عن الحب والسلام
«الانفجار» .. رسالة إنسانية عميقة عن الحب والسلام

ميسون شبانـي- تشرين دراما

في محاولة لمحاربة الفكر الإرهابي والتطرف، وكيفية التصدي لهذه النظريات والأفكار، يأتي مسلسل «الانفجار» من حدود سورية ليوجه رسالة إنسانية عميقة عبر مجموعة من الأحداث الاجتماعية والبوليسية المشوقة الغاية منها أن تقول: (لا لقتل الإنسان) من خلال قصة انفجار حافلة متوجهة من دمشق إلى حلب واستغلال إحدى المجموعات هذه الرحلة لتقوم بتفجير الباص بعد أن توحي لمنفذي العملية من ضعاف النفوس بأن الموجودين على متن هذه الرحلة هم من أعداء الوطن في حين أنهم كانوا أناساً بسطاء عاديين.

وقد تم إغفال هوية المجموعة الإرهابية تجنباً لأي حساسيات سياسية أو دينية مع أي جهة كانت،وتم التعريف عن هذه المجموعة بعصابة من ذوي النفوس الضعيفة الذين دفعتهم ظروف الحياة الصعبة من جهل وفقر وبطالة أو من ظروف عائلية غير مستقرة إلى ارتكاب جريمتهم، ولا يشكل ظهور أفراد العصابة إيحاء من أي نوع كان عن انتماءاتهم، فهم أفراد عاديون في المجتمع من حيث الملبس والمظهر ومن حيث استخدامهم لمفردات لغة العوام البسيطة. ‏

العمل من تأليف الكاتب أسامة كوكش وإخراج أسامة الحمد ويضم نخبة من الفنانين السوريين في مقدمتهم : ‏

باسم ياخور، تاج حيدر، كندا حنا،خالد تاجا، فادية خطاب، زهير رمضان، مهيار خضور، فايز قزق، بشار إسماعيل، رنا شميس، محمد حداقي، مرح جبر، عاصم حواط، ديمة قندلفت، جهاد عبدو، جلال شموط، جهاد عبدو، أسامة حلال، رضوان عقيلي، باسل حيدر... وغيرهم. وهو ومن إنتاج شركة الهاني للإنتاج والتوزيع الفني .. ‏

المخرج أسامة الحمد قال: مسلسل الانفجار دراما اجتماعية تحكي عن خمس عائلات مختلفة وكل واحدة من هذه العائلات يضطر للسفر- على اختلاف المهن والجغرافيا التي ينتمون إليها- ويجمعهم هذا الباص ويكون هناك مجموعة إرهابية تخطط لحادث إرهابي ونكتشف أنها تسعى لتفجير الباص المتجه من دمشق إلى حلب من قبل أحد المتطرفين حيث يؤدي التفجير إلى تدمير حياة عدة عائلات ويبرز آثار هذه الجريمة على مجموعة من الأسر، ويعرض آثارها على من تورط بتنفيذها؛ ليكون درسا لضعاف النفوس،بالتوازي مع المتابعة البوليسية لكشف هذه المجموعة الإرهابية من خلال بعض مشاهد الاكشن والمشاهد التي تخص عمل جهاز الأمن والتي نظهر فيها آلية عمل هذا الجهاز بطريقة عصرية وعلمية،وأنا أقدم الصورة الحقيقية لهؤلاء الساهرين على أمن وسلامة المواطن.. ‏

وأضاف المخرج الحمد: المسلسل يطرح قصة حب حزينة لكنها جميلة تجذبنا بطريقة طرحها فمن عمق الألم يولد الحب والرومانسية وتبرز روح التصميم بأن الجمال لابد أن يمحي القبح والشمس لابد أن تبدد سواد الليل ووحشته. ‏

ويتابع :في نهاية هذا النفق المظلم لابد أن يبرز بعض النور ليمنح الناس التفاؤل وليتعزز إيمانهم بأوطانهم ولنقول لكل مجرم أن العدالة آتية لا محالة، وهذا المسلسل يمكن أن نرى إسقاطاته في أي مكان من العالم. ‏

وأضاف: ما أعجبني في النص هو كم الألم الذي فيه والأفكار المطروحة فيه والمثيرة للجدل في بعض محاورها وكم من الممكن أن يتقبلها المجتمع فأحببت الدخول في هذا المشروع رغم صعوبته. ‏

مدير الإنتاج عماد الحلاق أكد بأن العمل أخذ فترة طويلة قبل البدء بالتصوير وقال: العمل يمتد لثلاثين حلقة وهو ذو تكلفة إنتاجية عالية نتيجة تعدد أماكن التصوير والتي بلغت (130) موقعاً تصويرياً ومشاهد الانفجار إضافة إلى الاستعانة بنخبة من الفنانين والفنيين المشاركين في هذا العمل، وبالنسبة لمشاهد الانفجار سيتم التعاون مع الغرافيك وكل من المخرج والكاتب إضافة إلى كادر فني سوري متخصص في هذه النوعية من المشاهد وأعتقد أن تنفيذه سيأخذ الكثير من الوقت والجهد كي يظهر بالشكل المطلوب. ‏

تبدأ الأحداث لتوّصف الآثار السلبية البشعة وهذا ما يظهر عبر عائلة أبو سامر (زهير رمضان) التي تفقد ابنها سامر (طالب في السنة الثالثة هندسة) وتعاني الأسرة من فقدان الشاب الوحيد لديها ومع استشهاده يصبح الأب قلقاً من المستقبل ويبدأ التفكير بإيجاد حلول قد تكون غير مرضية لعائلته . ‏

أما عائلة أبو عامر(خالد تاجا) وهي عائلة متوسطة الحال يصاب ابنها سومر(مهيار خضور) في الانفجار إصابة بالغة أدت إلى شلل الأطراف السفلية عنده وفقدانه لرجولته مما خلق معاناة لدى زوجته ليلى (كندا حنا) التي كانت حاملاً عند حدوث الجريمة، وهنا تبرز رغبة التحدي وصراع بين سيطرة الأحداث الدموية وتأثيراتها وبين التحول للنموذج الإيجابي لسومر حتى يجد طريقاً له في الحياة هو وزوجته ليلى التي تتبدل حياتها كلياً فهي من ناحية تقيم مع رجل عاجز من كل النواحي علماً بأنها في مقتبل العمر ولم يمض على زواجها أكثر من عام وتمنعها تربيتها وتعاطفها مع زوجها من التخلي عنه. ‏

ويسيطر التفكك على عائلة ناصر فتحاول زوجته هيفاء (مرح جبر) الحفاظ على الأسرة من دون جدوى حيث تعاني ابنتها ريم (تاج حيدر) (سنة ثانية آداب) من غياب الأب وتتزوج من صديقها سامي (أسامة حلال) زواجاً عرفياً بعد سوء تصرف ومعاملة شقيقها لها هذا عدا حاجتها للدعم المادي بعد غياب الأب فتعمل كجليسة أطفال وتتعرض خلال عملها لنماذج مختلفة من البشر. ويلاحق الفشل بالدراسة عدنان (طارق الصباغ) (طالب بكالوريا) الذي يصل أخيراً لقرار ترك الدراسة بعد وفاة والده معتقداً أن من واجبه العمل لتأمين احتياجات الأسرة فيغرق في عالم الحبوب المخدرة بسبب أبو الحكم مروج المخدرات (أندريه سكاف) ويسبب لعائلته الكثير من المتاعب من حيث تحول أخلاقه إلى حالة سيئة مرتبطة بتعاطي الحبوب كما يستهلك دخل العائلة المادي حتى يتمكن من دفع ثمن هذه الحبوب ويتحايل بشتى الطرق للحصول على المال ويتحول إلى شخص عنيف أحياناً يطول عنفه أخته ريم وأخيه كرم. ‏

من جهة أخرى يطرح المسلسل عائلة أبو جواد (رضوان عقيلي) فإصابته أدت إلى تحويله إلى شخص سلبي جداً يعبر عن رفضه لما تعرض له بالصمت، ويتابع الأخبار باستمرار بعد فقدان ابنه وتحاول زوجته (ضحى الدبس )تحسين الوضع المالي بعد فقدانها لولدها بالتعاون مع ابنتها، ما يجعلها تدخل في أجواء غير مريحة بالإضافة إلى حالة القهر والفقر.‏