2013/05/29

البدانة في الوسط الفني ليست عيبا وصنعت نجمات كثيرات
البدانة في الوسط الفني ليست عيبا وصنعت نجمات كثيرات


القاهرة - أ ش أ

شهد تاريخ الفن ظهور عدد من الفنانات اللواتي حققن نجاحا ونجومية كبيرين، رغم بدانتهن وعدم تمتعهن بمواصفات النجومية ليغيرن قاعدة أن للنجومية مواصفاتها الدقيقة وشروطها الصعبة، أهمها تمتع النجمات والفنانات بقوام متناسق ورشيق، وحرصهن على رشاقتهن من أجل الظهور على الشاشة بأجمل حلة.

من هؤلاء الفنانات، الراحلة "ماري منيب" التي اشتهرت بخفة دمها، و"ليلى حمدي" الشهيرة برفيعة هانم، وحديثا شهدنا الفنانة "ليلى علوي" التي تعتبر من أجمل جميلات السينما المصرية، ورغم بدانتها استطاعت أن تصبح من أهم النجمات في الثمانينيات من القرن الماضي، ومرت "صابرين" بمرحلة صارت فيها بدينة بشكل مفرط، مما أهلها لتأدية دور أم كلثوم في المسلسل الذي روى سيرة "كوكب الشرق".

وهناك الفنانة "مها أحمد"، والمطربة "شيرين عبد الوهاب" التي زاد وزنها بشكل كبير بعد الحمل والإنجاب، ثم استعادت رشاقتها، والفنانة "فيفي عبده" التي أصيبت بالبدانة،كما أصيبت الفنانة سمية الخشاب بالبدانة لفترة.

ورغم نجومية العديد من هؤلاء الفنانات، إلا أننا نجد الكثيرات من الفنانات البدينات يلجأن للرجيم القاسي لإنقاص وزنهم بشكل يعكس عدم قبول الوسط الفني للفنانة السمينة، ويتهم المخرجون بأنهم المسئولون لأنهم يحرمون مواهب كثيرة من الحصول على فرص يستحقونها، بحجة أنهن من صاحبات الوزن الثقيل.

ولكن المخرج نبيل الجوهري يدحض في تصريحات هذا الاتهام، ويقول: "انتهت منذ زمن هذه النظرة أن الفنانة يجب أن تكون جميلة ونحيفة أو أنيقة وشيكا، فاليوم الفن في العالم كله يعتمد على الواقعية بمعنى أن الدور إذا كان يحتاج ممثلة أو فنانة بدينة فنختار الممثلة المناسبة لهذا الدور".

وأضاف، "اليوم اعتلت نجمات كثيرات القمة وهن لسن بالضرورة جميلات أو أنيقات لأن هذه النظرة تغيرت على مستوى العالم وانتهت من الفن، وهناك في تاريخ الفن في مصر ممثلات عظيمات حققن إنجازات رائعة بموهبتهن، رغم أنهن لم يكن جميلات أمثال "ماري منيب"، و"زينات صدقي"، وتركن بصمة في تاريخ السينما المصرية".

وقال الجوهري: إن معايير اختيار الفنان يضعها المخرج على الورق، غير أن مفردات الشخصية هي التي تحدد الممثل أوالممثلة، والمخرج هو الشخص الوحيد المنوط به اختيار الشخصية التي تناسب هذا الدور لأنه في النهاية سوف يحاسب على اختياره.

وأضاف، "أحيانا نجد ممثلا كوميديا يؤدي عملا تراجيديا، لأن المخرج يري أنه الشخصية الأنسب لأداء هذا الدور وليس بالضرورة أن يظل الممثل الكوميدي يؤدي أدوارا كوميدية على طول الخط، والممثل التراجيدي يؤدي أدوارا تراجيدية طول الوقت، لأن الممثل في النهاية مشخصاتي يؤدي كل الأدوار".

وعن لجوء بعض المخرجين بإضفاء البدانة على بعض الممثلات كما حدث مع الفنانة مي عز الدين في فيلم "أيظن" قال "هذا يعود لتركيبة الورق الذي يتطلب عمل شخصية معينة وهي ليست السمة الأساسية في صناعة السينما".

وتأكيدا لموقف "الجوهري"، ترى الفنانة "ميار الغيطي" أن كل الأدوار التي عرضت عليها كانت تناسبها ولم يطلب منها أن تغير من شكلها، مؤكدة أن ظهور الفنانة السمينة أو النحيفة يعود للدور الذي تؤديه وأهميته، لافتة إلى أن "وفاء عامر" في مسلسل "كاريوكا" طلب منها أن تظهر بدينة في نهاية المسلسل فاستعان المخرج ببعض المفردات التي تظهرها سمينة حتي تطابق الفنانة تحية كاريوكا التي كانت تتسم بالسمنة المفرطة في أواخر حياتها .

وقالت: "هناك فنانات ظهرن في شخصية معنية والجمهور أحبهن بهذا الشكل، فمثلا الفنانة "مها أحمد" بدينة والجمهور يحبها بهذا الشكل.

وأكدت أنه ليس بالضرورة أن تقوم الفنانة بعملية تخسيس من أجل دور لأن هناك واقعية حاليا في الفن الذي ينقل صورة المجتمع بكل أشكاله السمين والنحيف والأهبل والدكتور والعالم والمجرم، والفنانة جزء من هذا المجتمع وليست تمثالا، وهناك فنانات كبار ونجمات لا يقبلن إلا الأدوار التي تناسب شكلهن وأوزانهن.