2013/05/29

البطولة الأنثوية مغيّبة مع سبق الإصرار ..
البطولة الأنثوية مغيّبة مع سبق الإصرار ..


سلوان حاتم - الثورة

في كل المجتمعات وفي جميع المحافل والأماكن وخلال المناظرات والمحاضرات يتم التأكيد على أن المرأة العربية حاضرة, ويتم التركيز على أنها (بطلة) كونها تعيش لتثبت نفسها في مجتمع تغلب عليه الصفات الذكورية .

هذه (البطلة) التي قد نسمع عنها أو نقرؤها في الروايات, أو في قصص التاريخ تكاد تكون شبه غائبة عن البطولات الدرامية أو بتعبير أدق يأتي حضورها بشكل خجول عبر الدراما سواء في التاريخية أو الكوميديا الجماعية أو الفردية بالإضافة إلى بعض الأعمال المعاصرة ولا سيما تلك التي تشبه إلى حد ما الأعمال الأجنبية ولكن بـ (لكنة) عربية إن صح التعبير, فلماذا لا نشاهد حضوراً دائماً للبطولة الأنثوية في درامانا..؟‏‏

إذا ما نظرنا إلى مواضيع الحكايات التي تتحدث عنها المسلسلات السورية نجد أن المرأة هي المحرك الرئيسي للعمل, ولكن دورها كبطلة يظهر كعنصر مساعد وليس كعنصر رئيسي, فالمرأة التي هي زنوبيا ودليلة وأسمهان في الأعمال التاريخية تقتصر في الدراما الحالية على الأم والزوجة والحبيبة وفي أفضل الحالات تخرج في عمل ما لتكون بطلة (محامية او خادمة أو صحفية..) و تقتصر بطولتها على سرد أحداث فقط وربما لو وجد البعض ممثلين ينوبون عنها في هذه الأدوار (كما قُدمت الشخصية الشهيرة أم كامل من قِبل أنور البابا) لكنا لم نرَ الفنانة رغدة في دور زنوبيا ولا كاريس في دور دليلة ولا سلاف فواخرجي في دور أسمهان, فلماذا لا نرى كثيراً بطولات أنثوية وما الذي يجعلها تغيب لمواسم عن أعمالنا الدرامية, و يجعل البطولة الذكورية أكثر حضوراً ؟.‏‏

الشريك في الحياة وهو الرجل غاب عن البطولة ورضي دور العنصر المساعد في أعمال حققت نجاحاً كبيراً مثل (دنيا) (صبايا) (أشواك ناعمة) حيث اعتبرت أعمالاً أنثوية بجدارة وحققت النجاح والانتشار عبر المحطات أي إن السلعة الدرامية للبطولة الأنثوية موجودة ومرغوبة بعكس ما يظن البعض, ولم تقتصر على مسلسل (أمهات) أو (الداية) بل إن بعض الأعمال قدمت المرأة في مجتمعنا بأنها لا تقل شأناً عن الرجل من حيث تحدي الصعوبات مثل (الهاربة) سوزان نجم الدين, (عشتار) و(رفة عين) أمل عرفة, (رجاها) نورمان أسعد, (الخيط الأبيض) جومانة مراد, ولكن هذه الأعمال أتت وبشكل مترامٍ عبر سنوات طويلة وغير متتالية فحققت نجاحاً يسجل لها قبل أن تتلاشى شخصيات العمل إلى الذاكرة الأرشيفية للدراما.‏‏

حديثنا حول البطولة النسائية يدفعنا للتساؤل لماذا ظهرت المرأة كبطلة تاريخية أو كشخصية لها حضورها الاجتماعي و الفني وغابت عن أعمال البيئة وليس المقصود هنا بيئة بعينها بل في مختلف البيئات..؟ ولماذا لا تكون هناك أعمال مستمرة تكون المرأة فيها هي البطلة بعيداً عن إطار الكوميديا أو الاجتماعي الذي يحاكي المجتمعات الغربية ويقلدها ؟. لماذا لم نشاهد مسلسلات تظهر التحديات والصعوبات التي تعوق عملها وتظهر ما تتعرض له من مضايقات في العمل أو في الحياة العامة ولماذا لا تظهر بعض الشخصيات الأنثوية السلبية ويركز الضوء على أنها حالات شاذة لا ظاهرة صحيحة في إطار التركيز على ما تقوم به بعيداً عن جمالها ؟.‏‏

إن كانت المشكلة في المواضيع والأفكار فالروايات العالمية التي تتحدث عن المرأة كثيرة, والقصص التي تتناول حياتها موجودة, ربما الحديث عن أعمال نسائية يساعد الدراما في البحث عن مواضيع جديدة تخوض غمارها وخاصة أنه عندما تقدم الدراما أعمالاً جديدة وتلقى النجاح تبقى لسنوات طويلة تنتج ما يشبهها حتى يمل منها المشاهد !.‏‏