2012/07/04

الثنائيات الناجحة في الدراما العربية
الثنائيات الناجحة في الدراما العربية

عبد الكريم العبيدي - البعث

عرفت الدراما العربية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ثنائيات فنية ناجحة شكّلت علامات مميزة في مسيرة هذا الفن وعززت من قناعات أهميتها وحضورها على الساحة الفنية للدرجة التي ارتبطت بوعي المشاهد بأن عدم وجود أحد عنصري الثنائي لايمكن دونه تصور نجاح العمل الذي طبعته الذاكرة الإنسانية بقوة يصعب محوها.

يعتقد العديد من النقاد والباحثين أن انتقال فكرة الثنائيات إلى الدراما العربية جاءت بعد نجاحات مماثلة حققتها السينما الصامتة وتحديداً أفلام شارلي شابلن ولوريل وهاردي وفي عروض برودواي المسرحية المباشرة. هذا التأثير المباشر شاهدناه مبكراً في أعمال سينمائية لأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب و رقية إبراهيم، ثم في أفلام عبد الحليم حافظ وشادية، وفريد الأطرش وسامية جمال، وفريد شوقي وهدى سلطان، وأنور وجدي و ليلى مراد وفيروز الصغيرة، وستيفان روستي وزكي رستم، عمر الشريف و فاتن حمامة..الخ. وهي أعمال ظلت تتراقص على وتر الذاكرة الفنية كلما استدعى حضورها مناسبة الحديث.

لم تقتصر الثنائيات الفنية الناجحة على الدراما المصرية بل تعدتها إلى الدراما العربية كالدراما السورية، حيث حقق فيها الثنائي دريد ونهاد قفزة نوعية ارتبطت بذهن المشاهد العربي مقارنة بشخصيتي لوريل وهاردي الشهيرة، لابل وصل تشبيههما لدرجة القول بالتشابه مع الثنائي الكارتوني الأكثر شهرة على مرّ التاريخ «توم وجيري». وزاد هذا الثنائي نجاحاً تكاملهما مع الكاتب محمد الماغوط الذي ورغم انفصال دريد ونهاد لأسباب قاهرة خارجة عن إرادتهما بعد ضيعة تشرين، إلاّ أن دريد – الماغوط واصلا نجاحهما الكبير في عدة أعمال ظلت خالدة منها:كاسك ياوطن و فيلم الحدود والتقرير..الخ.

في الكويت.. برزت ظاهرة الثنائيات الفنية بعيد السبعينيات متمثلة بالفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله، اللذين قدما أعمالاً مهمة كـ «بساط الفقر» و«درس خصوصي» و«خالتي كماشة» و «رقية وسبيكة». كما ظهرت في الفترة نفسها ثنائيات كويتية مكونة من خالد النفيسي وحياة الفهد وغانم الصالح ومريم الصالح وعلي المفيدي ومريم الغضبان.. وأخيراً الثنائي الشهير داود حسين وأمل الجراح. هذه الثنائيات مثلت المرحلة الأثرى في مسيرة الدراما الخليجية.

أما في المملكة العربية السعودية فقد برع الفنانان القديران الثنائي الشهير عبد الله السدحان وناصر القصبي اللذان قدما سلسلة طاش ما طاش المعروفة لأكثر من ستة عشر موسماً. وفي العراق كان الثنائي محمد حسين عبد الرحيم وأمل طه، وزهير محمد رشيد وبشرى عبد الحسين. يمثلان أروع الثنائيات الفنية الناجحة في الأعمال الدرامية دون منازع.

لم تقتصر الثنائيات الفنية الناجحة في الدراما على مستوى الممثلين بل تعدتها إلى مستوى الكتاب والمخرجين، حيث قدما أروع الأعمال الدرامية. ونتذكر جيداً أعمال حسن الإمام وأعمال الكاتب العربي الكبير نجيب محفوظ، كما نتذكر أعمال المخرج الدرامي المصري المعروف إسماعيل عبد الحافظ التي كتبها أسامة أنور عكاشة.. وهنا ينبغي ألا ننسى ثنائيات نهاد قلعي وخلدون المالح، ووليد سيف وحاتم علي.

في الختام ينبغي القول: إن الثنائيات الناجحة في الدراما العربية كمثيلتها الغربية مثلت عناصر قوة مضافة استطاعت أن تقدم فناً راقياً ومحترماً قال كلمته في أن العمل الفني لايمكن أن يكون فردياً بل يحتاج نجاحه إلى جهد جماعي عنوانه الكاتب -الممثل – المخرج ومجمل العناصر الفنية الأخرى.