2013/05/29

 	الدراما التركية المدبلجة..تحتضر... والأسباب كثيرة؟!
الدراما التركية المدبلجة..تحتضر... والأسباب كثيرة؟!


وسام حمود –  الوطن السورية

الأعمال الدرامية الأجنبية المدبلجة للغة العربية بدأت من المكسيك حيث كانت مع أشهر أعمالها (كساندرا) الذي لقي متابعة عربية لا توصف، وفجأة أطلت علينا الدراما التركية لتأخذ حيزاً كبيراً من الشاشات العربية التي باتت تتسابق بالانفراد بعرض أهم الأعمال وبشكل حصري، واللافت أنه حتى وفي شهر رمضان المبارك يستمر عرض الأعمال التركية، رغم كثافة الدراما العربية سواء من مصر أو الخليج أو سورية.

واللافت في الأمر أيضاً أن أنجح الأعمال المدبلجة كان باللهجة السورية التي دخلت كل بيوت الوطن العربي، وكانت الأعمال الأهم والأبرز والأنجح مثل سنوات الضياع، على مر الزمان، خريف الحب وغيرهما من الأعمال التي لاقت رواجاً كبيراً رغم البطء الذي تسلكه الأجزاء الطويلة لهذه الأعمال.

كما ساهمت بدبلجة الأعمال التركية بشهرة الممثلين الأتراك في الوطن العربي، حتى باتت أسماؤهم كأسماء نجومنا العرب إضافة لسلاسة اللهجة السورية ووضوحها التي كان لها الدور الكبير في نجاح هذه الدراما.

وللوقوف على عملية الدوبلاج، وصعوبتها، وتميزها التفت «الوطن» مع شركة ساما للإنتاج الفني والتي تميزت بإنجاز عدد كبير من الأعمال التركية وتسويقها وعرضها على شاشات الوطن العربي، والتي لها مكانة مهمة بين الكثير من الشركات العربية.

وكان هذا اللقاء مع عدد من كوادر شركة ساما..

زينة جنباظ مديرة العلاقات العامة لشركة ساما تحدثت عن كيفية اختيار المسلسلات التي تتم دبلجتها، موضحة أنه يعرض على الشركة من محطات تركية مجموعة من الأعمال، فتقوم الشركة بمشاهدتها فيقع الاختيار على أكثر الأعمال نجاحاً في تركيا، ونبحث في نوعية العمل ومضمونه، والشركة تتعامل مع قناة (إم. بي. سي) التي أحياناً تقوم بطلب رأينا حول العمل الذي يُعرض عليها، جنباظ وحول سؤال «الوطن» عن كيفية اختيار ممثلي أو بطل العمل، تقول إن اختيار الممثل يكون عبارة عن محاولة للتطابق من حيث بحة الصوت، وأحياناً التشابه الوجهي، وأيضاً الاعتياد على الصوت حينما تتكرر الشخصية.

وحول مقياس العمل الدرامي المدبلج الناجح تضيف جنباظ إن نجاح العمل مرتبط بذوق المشاهد فأنا قد أحب عملاً لا يحبه غيري.

وحول إذا ما كان نجاح ساما مرتبطاً بلورا أبو اسعد أكدت جنباظ أن نجاح الشركة يعود إلى الراحل أديب خير الذي ساعد لورا أبو أسعد وأعطاها المهنة، وأن الراحل أديب خير كان له الفضل على مهنة الدوبلاج في سورية بل هو الذي صنع الدوبلاج في سورية.

أديب خير كان أكثر من معلم ورغم رحيله ساما ستبقى كما هي. الممثلة إيمان عبد العزيز اعتبرت أن أهم ميزة في العمل المدبلج أن تكون مرتاحاً لتعطي العمل رونقه لو كان بطيئاً ورغم أن مردود العمل المدبلج ليس جيداً لكنه مميز وممتع.

مضيفة إن العمل في الدوبلاج متعب جداً لكن العمل في الدراما متعب أكثر، وحول التفاف الجمهور العربي نحو العمل التركي رغم بعده عن عاداتنا توضح عبد العزيز أنها ترى قرباً من عاداتنا خاصة أنهم احتلونا لسنوات طويلة فأخذنا من عاداتهم وتقاليدهم، وعلى الرغم من تعصبي للدراما السورية إلا أنني أحب مشاهدة الأعمال التركية التي تعتمد على الأزياء والديكور والمظاهر الطبيعة.

أما الممثلة رنا زرقا فترى أن أهم ميزة في العمل المدبلج أنه عمل منفصل بحد ذاته، صعب جداً فأنت تحاولين أن تتقمصي شخصية بصوتها وأحاسيسها ومشاعرها.

ومجرد أن تفكر بإيصال هذه الشخصية للجمهور فهذا بحد ذاته عمل ممتع، وترى زرقا أن العمل المدبلج أصعب من العمل الدرامي المصور لأنه يعتمد على إيصال الصوت من دون ظهورك كممثل، وحول ما إذا كانت الدراما التركية قد طغت على العربية ترى زرقا أن الدراما التركية طغت على العربية، والسورية انفردت بالنجاح لأن الدوبلاج كان باللهجة السورية وهي لهجة محببة وصلت لقلوب العالم والأعمال المدبلجة باللهجة السورية نجحت بشكل كبير والدليل أن الخليج ومصر قدما أعمالاً مدبلجة ولكنها لم تنجح كما الأعمال التي قدمت باللهجة السورية.

زاهر قصيباتي موظف مكساج في شركة ساما أوضح أن عملية المكساج هي مثل المونتاج، المونتاج هي الحالة النهائية للصورة، أما المكساج فهو الحالة النهائية للصوت، وهو يعتمد على ثلاث ركائز:

1- البونس: وهي الموازنة بين الموسيقا التصويرية والمؤثرات الصوتية والكلام.

2- الكلام الذي يعتمد على شيء اسمه (ليبستك) أي حركة الشفاه مع الدبلجة.

3- المؤثرات الصوتية بمعنى أننا حين نترجم العمل للعربي نضع الأجواء العامة مثل (رنة موبايل، تسكيرة باب... الخ) وذلك كي نعطي الجو ذاته للعمل والمكساج يرفع العمل إلى 180 درجة ويكسره 180 درجة.

أما المشرف العام منار السمكري تحدث عن مهنة الدوبلاج واصفاً إياها بالمهمة جداً والممتعة وأن اختيار الممثل يتم من خلال تقارب الأصوات بين الممثلين العرب والأتراك، وحول ما إذا كان مشرف العمل هو من يختار الممثلين أوضح السمكري أن مشرف العمل هو من يختار الكادر التمثيلي حيث يطرح مجموعة من الأسماء على الأستاذ وليم عنيني ويتم الاختيار بالتشاور ودائماً اختيارنا متشابه.

وعن سبب تفاوت الأجر بين الممثلين يؤكد السمكري أن التفاوت بالأجر ليس كبيراً بين الممثلين وإن واحد فإنه يكون بسبب وجود نجوم الدراما في العمل.