2012/07/04

الدراما السورية تتباهى بنجماتها.
الدراما السورية تتباهى بنجماتها.

  محمد الامين - الوطن لم تشهد الدراما السورية بعد ظاهرة (تورم) النجمات كما هو حاصل في الدراما المصرية حيث تمسك مجموعة من الفنانات بمفاتيح مهمة في صناعة الدراما المصرية سواء كانت سينمائية أو تلفزيونية ويفرضن شروطهن المهنية والإبداعية على شركات الإنتاج والمخرجين بل حتى على المحطات الفضائية فالأعمال تفصّل على مقاسهن، وأجورهن تستنزف ميزانيات الأعمال. أما في الدراما السورية فالوضع على النقيض – حتى الآن- تماماً فالفنانات السوريات مجتهدات يبحثن عن العمل الجيد والدور المناسب وما زلن خارج معادلة (الهيمنة) وخاصة لجهة الأجر رغم أن سقف أجور بعض النجمات السوريات قد ارتفع في العامين الأخيرين ومع ذلك ما زال أدنى بكثير من سقف أجور النجوم السوريين باستثناء نجمة أو اثنتين لا أكثر. وبما أن الدراما السورية لم تفرز آليات صنع نجوم لأسباب متعددة فإن الممثلات السوريات يلجأن إلى الاجتهاد الفردي والتألق في الأداء والإخلاص إلى أبعد الحدود لصنع مجدهن ونجوميتهن. ويشهد رمضان الحالي تألق العديد من الممثلات السوريات حيث مازالت السيدة منى واصف حاملة لرايتهن الإبداعية المتميزة فهذه الممثلة التي يختلط الفن بدمها اختلاطاً لا فراق بعده تدهش في كل دور تلعبه حتى لو كان بضعة مشاهد. قيل الكثير عن منى واصف واستحقت أرفع وسام سوري إلا أنها مازالت تستفز الأقلام التي تتعب وهي لا تتعب إبداعاً وحضوراً وصدقاً وإقناعاً. تعطي كل شخصية حقها وكأنها تقف لأول مرة أمام الكاميرا. هي مبدعة في (باب الحارة) وصادقة إلى حدود البكاء في (وراء الشمس) ومتألقة في (الصندوق الأسود) و(أسعد الوراق) وأعمال أخرى فهي لا تهدأ طوال العام تشارك بعدة أعمال ولكن في كل عمل تشعرنا أنها كرست نفسها له. منى واصف استنفدت كل الألقاب لدرجة أن المرء يحار كيف يصفها. وتلعب النجمة سلاف فواخرجي بطولة عمل تاريخي صعب وتؤدي شخصية معقدة ومركبة ولها أبعاد كثيرة وهي (كليوبترا). سلاف من نجمات الدراما السورية اللواتي يبحثن عن العمل الجيد الذي يؤدي رسالة مهما كان صعباً. تذهب إلى الخيارات التي ترضي غرورها كممثلة مهما كانت متعبة، قارئة وباحثة عن أدق تفاصيل الشخصيات التي تتصدى لها، قد تخطئ أحياناً ولكن ما يخفف من تبعات هذا الخطأ أنها اجتهدت ومن يجتهد ويصيب فله أجران ومن يخطئ له أجر واحد. سلاف فواخرجي قيمة كبيرة في الدراما السورية والعربية وواجهة مضيئة لها لا يستطيع أحد أن يقلل من شأنها وربما آن الأوان بعد عامين من العمل في الدراما المصرية أن تختار عملاً يكرّس عودتها إلى الدراما السورية حضوراً طاغياً وتأثيراً عميقاً. وتتألق النجمة الموهوبة أمل عرفة في العديد من المسلسلات السورية التي تعرض في رمضان ولكن دورها في (أسعد الوراق) هو الذي يستحوذ على اهتمام المتابعين والنقاد فقبولها بلعب شخصية أدتها السيدة منى واصف قبل 35 عاماً وما زالت حاضرة في ذاكرة السوريين هو بحد ذاته تأكيد على ثقة صادقة بالنفس والموهبة. وخطوة شجاعة لا تقدم عليها إلا أمل عرفة التي شربت الفن من منابعه الصافية وبذلك شبت وكبرت بموهبة (شبعانة) وقوية ومتفردة. أمل عرفة تكتب فتبدع وتؤدي فتدهش.. ممثلة وكاتبة ومطربة ومثقفة، إنها أنموذج للفنانة السورية التي نريد. أمل عرفة نجمة هذا الموسم. وتؤكد الفنانة سلافة معمار أن دورها في مسلسل (زمن العار) الذي عرض في رمضان الفائت لم يكن (طفرة) وإنها تستحق أن تكون في دائرة النجمات اللواتي صنع نجوميتهن الموهبة والدأب والصبر فهي تتألق في أداء شخصية الفتاة التي تقاوم شهوتها في مسلسل (ما ملكت أيمانكم) ويبدو واضحاً أنها استطاعت تطويع الشخصية من خلال الإمساك بتفاصيلها الدقيقة وهذا يدلل على موهبة كبيرة وإحساس عال، ورغم أن اللهجة قد تقف عائقاً أمام الوصول إلى مفاتيح الشخصيات البدوية إلا أن سلافة مقتنعة إلى أبعد الحدود وهي تلعب شخصية (صبحة الحفيانة) في مسلسل (أبواب الغيم) وهذان الدوران يؤهلانها لتكون من بين أهم نجمات موسم 2010. تقترب الفنانة الشابة ميسون أبو أسعد من أبواب النجومية بثقة وهدوء فهي تبني هذه النجومية دوراً إثر دور حتى يكتمل مشهدها إنها تصعد سلم التألق درجة درجة لا تستعجل الوصول إلى القمة وربما أصبحت قاب قوسين منها فهي في مسلسل (سقوط الخلافة) تلعب شخصية الأميرة العثمانية العاشقة بحرفية عالية وكذلك تلعب شخصية الفتاة التي تبحث عن ذاتها في مسلسل (وراء الشمس). ميسون أبو أسعد ممثلة مجتهدة تعرف جيداً إلى أي الأعمال تنظر فتختار أجودها. أعتقد أن الدراما السورية في طريقها للحصول على نجمة متميزة بكل المقاييس. وتتابع الفنانة ديمة قندلفت مسيرتها الناضجة من خلال الأداء البعيد عن الاستعراض المجاني للموهبة. أداء عفوي ولكنه مدروس جيداً، ديمة قندلفت تملك أدوات الممثلة النجمة والنجمة الممثلة. وغير بعيد عنها تقف الفنانة الشابة كندة حنا التي تبشر بولادة نجمة مهمة وأعتقد أنه كان عليها الانتظار قبل العمل في الدراما المصرية. وتتألق كاريس بشار وهي ممثلة من طراز رفيع في العديد من المسلسلات التي تشارك بها، كما أن هناك الكثير من الممثلات السوريات اللواتي يؤكدن أن الممثلة السورية تمتلك الموهبة والحضور منهن الفنانة ضحى الدبس التي تعتبر من أهم الفنانات السوريات اللواتي لا يتركن أي فاصل بينهن وبين الشخصية فهي تؤدي بكل جوارحها. وقد عادت النجمة الأردنية صبا مبارك هذا العام إلى الدراما السورية التي انطلقت منها وهي تلعب دورين مهمين في مسلسلي (وراء الشمس) و(أنا القدس). وكذلك عادت الفنانة فرح بسيسو بعد سنوات من الغياب.