2013/05/29

الدراما السورية تدخل موسماً جديداً
الدراما السورية تدخل موسماً جديداً

  محمد الأمين - الوطن الدراما التلفزيونية السورية على أعتاب موسم جديد بدأت تتبلور ملامحه شيئاً فشيئاً حيث من المتوقع أن يشهد الشهر القادم انطلاق عمليات تصوير أكثر من مسلسل لعل أهمها المسلسل الاجتماعي المعاصر (الغفران) للكاتب حسن سامي يوسف والمخرج حاتم علي والإنتاج لشركة (عاج) للإنتاج الفني التي دخلت بشراكة مثمرة مع قناة (دبي) الفضائية وهي تستعد أيضاً لعمل مكون من ستين حلقة يدخل ضمن إستراتيجيتها بإعادة إنتاج بعض كلاسيكيات الدراما السورية والعربية والعمل الجديد هو (دليلة والزيبق) الذي قدم في أواخر السبعينيات من القرن الماضي بتوقيع المخرج شكيب غنام ولعبت بطولة النسخة القديمة السيدة منى واصف والنسخة الجديدة من تأليف الكاتب هوزان عكو وإخراج سمير حسين ومن المتوقع أن يلعب بطولتها النجم قصي خولي والنجمة الأردنية صبا مبارك ومن الأعمال الأخرى التي اتضحت هويتها مسلسل (في حضرة الغياب) الذي يتناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش وهو من تأليف الكاتب والإعلامي حسن م يوسف وإنتاج مؤسسة فراس إبراهيم ولم يحسم بعد أمر المخرج الذي سيتصدى لهذا العمل المهم. وهناك أكثر من عمل في الموسم القادم ينتمي لما اصطلح على تسميته البيئة الشامية منها (الدبور) في جزء ثان ومسلسل يحمل عنوان (طالع الفضة) وهو من تأليف الفنان عباس النوري وزوجه الكاتبة عنود خالد ومن المفترض أن يخرجه سيف سبيعي وتنتجه شركة (سورية) الدولية وكان المخرج بسام الملا قد أعلن منذ بعض الوقت أن مشروعه القادم يحمل عنوان (خان الشكر) وتؤكد مصادر أن هناك نية لإنتاج جزء سادس من مسلسل (باب الحارة). كما يستعد المخرج أنور القوادري للشروع في تصوير عمل من تأليفه يحمل عنوان (رجل من الشرق) يستعرض فيه بدايات تأسيس السينما في سورية ومصر من خلال الاستناد إلى سيرة حياة رجال كان لهم إسهامات سينمائية رائدة منهم والده تحسين القوادري ورفيق الصبان ويلعب النجم الشاب قيس الشيخ نجيب بطولة هذا العمل الذي تنتجه شركة (الجابري) السورية وكان القوادري قد قدم منذ عامين مسلسل (عرب لندن) وهناك نص للكاتب فادي قوشقجي يحمل عنوان (تعب المشوار) ومن المرجح أن يقوم سيف سبيعي بإخراجه ونص للكاتب فؤاد حميرة يحمل عنوان (حياة مالحة) وكلا العملين من إنتاج شركة (بانه) للإنتاج الفني ومن النصوص الأخرى المتوقع أن ترى النور في العام القادم نص للكاتبة أمل حنا يحمل عنوان (جلسات نسائية) وهو من إنتاج شركة (سورية الدولية) ونص للكاتبة ريم حنا يتناول شؤوناً تخص المراهقين من المرجح أن يخرجه مروان بركات. وهناك أعمال أخرى حيث من المفترض أن تدخل مؤسسة الدراما التي تأسست في هذا العام لتكون حائط الأمان لصناعة الدراما في سورية تدخل حقل الإنتاج وسيكون باكورة إنتاجها مسلسل عن البيئة الحلبية من إخراج عبد الغني البلاط. كما يشهد الموسم الدرامي القادم عودة المسلسل الشهير (مرايا) للفنان ياسر العظمة والمخرج سامر برقاوي وإنتاج شركة قبنض للإنتاج الفني، وأمام المخرج باسل الخطيب أكثر من مشروع منها مسلسل عن المقاومة اللبنانية. ومن المتوقع أن يشهد الموسم القادم إنتاج مسلسل تاريخي يتناول سيرة حاتم الطائي وهو من تأليف وفيق خنسا وللمخرج أحمد إبراهيم أحمد. إذا تدخل الدراما السورية موسماً جديداً وبأعمال تبدو من عناوينها أنها تحمل شيئاً جديداً على صعيد المضمون لتحافظ بذلك على التنوع الدرامي الذي تتميز به. ندخل موسماً جديداً وأصداء وتداعيات الموسم الفائت مازالت ماثلة وخاصة أن نتائج الكثير من الأعمال السورية لم تكن على مستوى الطموح والأمنيات حيث لم يشكل الموسم بمجمله إضافة حقيقية للدراما السورية وخاصة على صعيد الخطاب الفكري المتميز فالدراما التي قدمت خلال السنوات الفائتة أعمالا من العيار الثقيل على الصعيدين المعاصر والتاريخي بدت وكأنها تعيش مرحلة تراجع وتكرار على صعد عدة. ومن المظاهر السلبية التي بدأت تقلق المراقبين للشأن الدرامي السوري الارتفاع الكبير لأجور النجوم وتدخلهم في الأعمال على طريقة نجوم الدراما المصرية الذين انتبهوا أخيراً للخطأ الذي ارتكبوه وبدؤوا رحلة مراجعة أثمرت العديد من الأعمال الناجحة التي لفتت أنظار المشاهدين العرب. ومن المظاهر الأخرى المقلقة التهجم على الصحفيين والنقاد في كل شاردة وواردة فالجميع تقريباً بات يبحث عن المديح المجاني الذي يغيّب النقد الحقيقي الذي لولاه لما تقدمت الفنون فالفن يعتبر بلا قيمة وجوهر إذا لم يكن هناك نقد يرافقه ويغنيه. الفنان الحقيقي هو الذي يبحث عن الناقد الذي يهديه عيوبه ولو لم يكن هناك نقاد لوجب على الفنانين (خلقهم). كما سادت ظاهرة الاستسهال لدرجة أن مشاهد كتبت في مواقع التصوير وتصدى للإخراج من هو غير جدير به، وقد اقترح أحد الخبثاء أن يكتب على شارة أحد المسلسلات: نشكر كل من ساهم بإخراج هذا المسلسل.