2012/07/04

الدراما السورية عبر 35 قناة بأسعار مخفوضة
الدراما السورية عبر 35 قناة بأسعار مخفوضة


غيث حمّور – دار الحياة

بعدما كان مقررا أن تدخل الدراما السورية الموسم الرمضاني بأكثر من 50 عملا، وصل عدد الأعمال المنتجة إلى 27 عملا فقط. وفي الشهرين الأخيرين كان هناك تخوف كبير من مشكلة تسويق هذه الأعمال على الفضائيات العربية، وبخاصة الخليجية منها (نتيجة مواقف أبطالها من الأحداث الداخلية)، كما توقع كثر أن "قوائم العار" والشرف والحملات لمقاطعة الأعمال السورية على مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لها دور في عملية التسويق.

حتى كتابة هذه السطور وصل عدد القنوات التي ستبث الأعمال السورية إلى 35، بينها عشر قنوات خليجية، منها "أبو ظبي الأولى"، "دبي"، "الحكايات"، "أم بي سي"، "أوربت"، "روتانا"، "قطر"، "الكويت"، وست قنوات لبنانية منها "الجديد"، "إل بي سي"، "أم تي في"، وست قنوات مصرية منها "ميلودي"، "النيل"، "فنون"، وخمس قنوات مغاربية منها "الجزائر"، "تونس"، "نسمة"، وثلاث قنوات عراقية منها "السومرية"، واثنتان أردنيتان منها "رؤية"، إضافة إلى القنوات السورية الثلاث (سورية، سورية دراما، الدنيا).

وعلى رغم أن تسويق الأعمال يبدو لافتا، نظرا للقنوات العارضة، والتي كان لقناة "الجديد" اللبنانية والقناة الجزائرية الجزء الأكبر، إذ يعرض على الأولى خمسة أعمال ("في حضرة الغياب"، "الدبور 2"، "الخربة"، "العشق الحرام" و"الغفران")، ومثلها على الثانية (جلسات نسائية، دليلة والزيبق، يوميات مدير عام 2، مرايا 2011، في حضرة الغياب)، غير ان قيمة هذا التسويق انخفضت، فأسعار المسلسلات أقل بكثير منها في السنوات الماضية، وبعضها وصل للنصف.

وأضاف هؤلاء أن الأمر لا يقتصر على الأعمال السورية فحسب، بل على الأعمال المصرية التي عانت من انخفاض أسعارها أيضا، نتيجة الأحداث التي تعصف بالعالم العربي ككل، وهو الأمر الذي جعلهم يقبلون بهذا التخفيض أسوة بالأشقاء العرب.

وذكر أحد المنتجين أن "الدراما هي لعبة سوق، فالقنوات الفضائية يبقى همها الأول الربح، من هنا كان تسويق الأعمال بعيدا من المواقف السياسية المحلية أو الإقليمية". وعن انخفاض الأسعار أضاف أن عملية الشراء مرتبطة بالعملية الإعلانية، وانخفاض الموارد بسبب عزوف عدد من الشركات العربية عن الإعلان في رمضان نتيجة ظروفها الداخلية التي تأثرت بالأحداث العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا وسورية، ما أدى لانخفاض القوة الشرائية لدى المحطات وبخاصة الصغيرة منها. وهذا بطبيعة الحال أثّر على قيمة الأعمال، وهو سبب ثاني لقبول المنتجين السوريين بتخفيض أسعار أعمالهم مراعاة لظروف القنوات الفضائية التي تعاني من تراجع الشق الإعلاني لديها.


مقاطعة.. ولكن

أحد أكثر المواضيع تداولا كان المقاطعة الخليجية التي بدت مجرد كلام، إذ تعرض عشر قنوات خليجية الأعمال السورية، تتفاوت بين عمل واحد ("الولادة من الخاصرة" على قناة أبو ظبي الأولى)، وعملين ("ام بي سي" مع "الزعيم"، و "جلسات نسائية"، و "حكايات" مع "السراب" و "دليلة والزيبق")، وثلاثة اعمال ("قناة دبي" مع "الغفران" و"رجال العز" و"دليلة والزيبق").

والملاحظ قلة الأعمال من حيث العدد، وهو الأمر الذي أكّده عدد من الفنانين السوريين مقارنة مع السنوات الخمس الماضية. واعتبر هؤلاء أن الأمر لا علاقة له أبدا بالأحداث الأخيرة، فـ "الجهات الخليجية أصبحت تنتج أعمالها، وأصبح لديها كوادرها الخاصة، ومشروعها الخاص الذي بدأت بإعداده قبل أكثر من عشر سنوات من طريق الاستفادة من الخبرات السورية والمصرية. والآن وقد أصبح لديها الكوادر المعدة والمشاريع الخاصة، أصبحت تنتج أعمالها، لكنها مع ذلك لا تستطيع الاستغناء عن الأعمال السورية، لذلك لا نزال نشاهد عددا منها على شاشاتها، وإن تقلص العدد". وعزا هؤلاء الإقبال على الدراما السورية الى "الخصوصية التي تتمتع بها من حيث ملامسة نبض الشارع العربي ومشاكله وقضاياه، وهو امر ما زالت الدراما العربية، من بينها المصرية والخليجية، غير قادرة على ملامسته بالشكل المطلوب".

وعن مواقفهم السياسية ودورها في عملية التسويق قال عدد من الفنانين أنّها لم تؤثر في شكل كبير على عملية التسويق، وإن كان لها دور في عملية الانتقاء، فبعض القنوات اختار أعمالا لفنانين تتوافق رؤاهم مع رؤيته السياسية، ولكن كان هذا بالحد المقبول، والدليل أن بعض القنوات وبخاصة الكبيرة منها، لم تفرق بين عمل وآخر على أساس أبطاله، ولكن على أساس سويته الفنية، والتطلعات التي تريده القناة من هذه الأعمال على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.


تأجيلات

أما في ما يتعلق بانخفاض الإنتاج وتأجيل عدد من الأعمال إلى الموسم المقبل، فيرى عدد من الإعلاميين السوريين أنه جاء نتيجة الأحداث السياسية. ولكن أيضا كان للحملة الإعلامية التي بدأت قبل أربعة أشهر والتي توقعت مقاطعة المحطات العربية للدراما السورية، دور كبير في التأجيل، خصوصا ان عددا من المنتجين أجّل أعماله خوفا من هذه القضية، علما ان التسويق الكبير للأعمال السورية خلال هذا الموسم على الفضائيات كشف كذب هذه الحملة، وأكّد أن للدراما السورية مكانا مهما على الخريطة العربية، بصرف النظر عن المواقف السياسية أو الأحداث الداخلية. وأضاف أحدهم ان التطورات التي جرت أخيرا بين سورية وقطر لم تمنع التلفزيون القطري من عرض عملين سوريين هما "الدبور"، و"كسر الأقنعة".