2012/07/04

الدراما السورية في ظل الأزمة: التصريح ممنوع
الدراما السورية في ظل الأزمة: التصريح ممنوع

غيث حمور – دا ر الحياة

على عكس نظيرتها المصرية التي توقفت مع اندلاع أولى شرارات «ثورة يناير»، بقيت الدراما السورية محافظة على خطها البياني لفترة طويلة على رغم مرور أكثر من شهرين على اندلاع أولى احتجاجات دمشق. واللافت استمرار حركة الكاميرا في الدوران في غالبية الأعمال المنتجة لرمضان (بشقيها الخاص والعام)، في حين توقفت كاميرا عدد قليل من المسلسلات، كان للقطاع العام (الحكومي) النصيب الأكبر منها.

ومن المسلسلات التي تواصل تصويرها في دمشق على رغم أن بعضها تعرض لعدد من المواقف التي تحتم عدم الاستمرار: «صبايا 3»، «العشق الحرام»، «طالع الفضة»، «الزعيم»، «رجال العز»، «الانفجار»، «حياة مالحة»، «بقعة ضوء 8»، وكلها من إنتاج القطاع الخاص. إضافة الى مسلسلي «سوق الورق» و «ملح الحياة»، وهما من إنتاج القطاع العام.

ومن أبرز الأعمال التي توقفت عن التصوير «الشبيهة» للمخرج فراس دهني، وهو إنتاج خاص (شركة «العنود»). أما سبب توقفه فيعود الى «صعوبة استمرار فريق التصوير في العمل في ظل الأحداث التي تعيشها سورية»، فيما أجلت شركة «ميراج» مسلسل «رابعة العدوية» إلى الموسم المقبل للأسباب ذاتها.

وهناك أربعة مسلسلات من إنتاج القطاع العام توقفت أيضاً، بعدما كان بعضها جاهزاً لبدء التصوير، وهي «المصابيح الزرق»، «شرف قاطع طريق»، «أنت هنا» و «المفتاح». ويعود السبب في هذا التوقف أو التأجيل أو حتى الإلغاء لخلاف بين مديرة المديرية العامة للإنتاج التلفزيوني ديانا جبور ووزير الإعلام الجديد عدنان محمود، الذي يرى - استناداً الى موقع «بوسطة» الإلكتروني السوري - أن «التريث في الإنتاج الدرامي في ظل الوضع الحالي أمر ضروري، ولو أدى ذلك لتفويت الموسم المقبل».

بناءً على هذه المعطيات جاءت ردود الفعل متباينة، فمن وجهة نظر الدراميين، رأى بعضهم أن «الوضع الحالي يستلزم الالتفاف حول الوطن وعدم إضاعة الوقت في أمور ثانوية كهذه»، بخاصة أن هؤلاء يرون في الدراميين «المثقفين» «قادة للمجتمع يمكنهم أن يقودوا سورية إلى بر الأمان، وأن أي عتب حالي على موقفهم غير مقبول»، فـ «العتب مرفوع».

ورأى آخرون أن «استمرار عجلة الإنتاج هو الأفضل لتأكيد أن ما يحدث في الداخل لا يؤثر في الصناعة الدرامية السورية، وأن قوة سورية الأساسية في صناعتها وذلك بشقيها الخاص والعام». وعلى رغم أنهم بدأوا يقلقون من عملية التسويق التي بدأت تأخذ مناحي متعددة بخاصة أن بعض التسريبات تؤكد أن القنوات الخليجية ستقاطع الأعمال السورية للموسم المقبل، لكنهم يصرون على المضي قدماً واضعين في حسبانهم أن «الرزق على الله». فيما كان لفريق ثالث رأي مختلف، يتلخص بأن «توقف بعض شركات القطاع الخاص قد يكون مقبولاً في ظل الأحداث، وذلك لحماية رؤوس أموالهم، لكن توقف القطاع العام غير مقبول، وهذا من شأنه أن يؤكد أن الدولة السورية تمرّ بأزمة خطيرة على رغم أن غالبية الجهات الحكومية والإعلامية السورية تنفي وجود أزمة كهذه».

الآراء الثلاثة التي قدمناها للدراميين السوريين على رغم اختلافها، التقت في أمر واحد، وهو الابتعاد عن التصريحات العلنية. فالذين توقفوا عن التصوير يرفضون التصريح بذلك، والذين يستمرون في التصوير يرفضون التصريح أيضاً ويتكتمون على عملهم، وحتى الذين يعارضون توقف القطاع الحكومي كانت تصريحاتهم خجولة وقليلة. وعلى رغم المحاولات الحثيثة لقطة من «الانفجار».jpg التي بذلتها «الحياة» لاستطلاع آراء الدراميين السوريين في هذه القضية، فإن معظم الردود التي تلقيناها، طلب أصحابها عدم الإفصاح عنها، أو عدم الإفصاح عن مصدرها على الأقل.

في المقابل يمكن تلمس الاختلاف بين آراء الدراميين ورد فعل الشارع السوري الذي يرى أن صناع الدراما سواء توقفوا عن العمل أم لم يتوقفوا، لم يأخذوا دورهم الفاعل في خضم الأزمة السورية الراهنة وبخاصة أن مواقفهم لم تكن واضحة ومحددة، وأن كل ما كانوا يقدمونه من مشاكل المجتمع السوري في مسلسلاتهم ليست إلا كـ «ذر الرماد في العيون»، وأنهم لم يكونوا سوى تجار في «قوت» الشعب. واعتبر آخرون أن غالبية هؤلاء الدراميين لم تحمل في خططها أي مشروع فني واضح يمثّل الشعب، إنما اهتمت بمشاريع تجارية لزيادة أرصدتها في البنوك.