2013/05/29

الـــدرامــــا الســـــوريــــة والصحـــوة النــسائيـــــــــــة
الـــدرامــــا الســـــوريــــة والصحـــوة النــسائيـــــــــــة


روزالين الجندي – البعث


شكلت الدراما السورية رغم خطواتها الناجحة, عبر مسيرتها الممتدة لعشرات السنين, الكثير من الأسئلة وخاصة تلك المتعلقة بتشابه المواضيع المطروحة في السنة الواحدة, فما أن يعلن عن عمل يعالج موضوعاً أو قضية معينة حتى نرى عشرات الأعمال التي تليه تنصب في ذات الإطار.. هكذا غزتنا الدراما البدوية بقصص حبها وثأرها وكذلك الفانتازيا التاريخية, ومن بعدها الدراما البوليسية والبيئة الشامية بزعيم حارتها وعكيدها ومكائد نساء حارتها إلى آخر هذه الفورات الدرامية إن جاز لنا التعبير..

واليوم ونحن نتابع أخبار الدراما السورية لهذا العام على يد صناعها من مخرجين وكتاب, يبدو لنا أن هذا العام هو عام الصحوة النسائية في الدراما السورية أي أن مواضيع النساء, قصصهن, مشاكلهن من طلاق وعنف, وخيانة وغيرة، وغيرها هي التي ستدور حولها معظم أعمال الموسم الدرامي المقبل, أي المرأة هي محور 2013.

بداية هذه الأعمال كانت مع "صرخة روح" للمخرج ناجي طعمة, هذه الخماسية التي صُورت بمشاركة كتاب متعددين والتي دخلت كما سمعنا على يد إحدى كتّابها الكاتبة رانيا بيطار إلى مواضيع تتعلق بالخيانة الزوجية, وكذلك يندرج عمل "حائرات" الذي يخرجه المخرج سمير حسين للكاتب أسامة كوكش ومن إنتاج مؤسسة الانتاج الإذاعي والتلفزيوني تحت هذا الإطار إذ يتناول من خلال مجموعة من النساء يجمعهن مكان وظيفي واحد مجموعة من القضايا النسائية كالطلاق, والخيانة, والعنف ضد الزوجة وغيرها من المواضيع الذي يقول صناع العمل أنهم يناقشوها بجرأة ستفاجئ المشاهد.. وهذا العمل ليس الأخير الذي انضم لقائمة المواضيع النسائية إذ تابعنا مؤخراً تصريح كاتبة "صبايا" نور شيشكلي عن دخول عملها الدرامي "صبايا" في موسمه الجديد تلك المساحات السابقة أيضاً وهذا ليس كل شي فقد انضم منذ أيام المخرج أحمد ابراهيم أحمد إلى الدراما النسائية هذا العام بمجرد انتهائه من تصوير عمله "زمن البرغوت" بجزئه الثاني, بعمل جديد أعلن عنه وهو "نساء من هذا الزمن" ليناقش القضايا النسائية السابقة أيضاً ولكن كما يقول من وجهة نظر جديدة.

فما الذي يدفع بالكتاب وشركات الانتاج للتنافس في المواضيع ذاتها, حتى لو اختلفت زاوية وكيفية الطرح، سؤال سيبقى معلقاً منتظراً الإجابة مادامت الدراما السورية خاضعة لرغبات السوق والأيدي الخفية لرؤوس الأموال, وكذلك الغيرة التي تطفو إلى السطح بمجرد الإعلان عن عمل جديد!!

وإلى أن يأتي موسم العرض الرمضاني سنظل نناقش ونجادل في مسألة الاختلافات في الطرح والـــرؤية بين هــــذه الأعمـــــال والأعمال التي قد تنضم لها وتقع على قائمة الدراما النسائية لهذا العـــام أيضــــاً!!