2012/07/04

الدوبلاج يفرض تحدياً موسيقياً يمكن تخطّيه.. الدراما السورية قفزت في حقل الموسيقا التصويرية فكانت الصديق الوفي لأذن المشاهد
الدوبلاج يفرض تحدياً موسيقياً يمكن تخطّيه.. الدراما السورية قفزت في حقل الموسيقا التصويرية فكانت الصديق الوفي لأذن المشاهد


آلاء عامر – بلدنا



لا تقلّ الموسيقا التصويرية المرافقة للعمل الدرامي أهميةً عن حبكة القصة ونجوم العمل، ما يذكّرنا بحضورها الأول الذي كان سابقاً للحوار في الأفلام الصامتة في بدايات صناعة السينما العالمية، فنظراً إلى عدم توافر تكنولوجيا الصوت في ذلك الوقت، كان يتمّ التعبير عن المشاهد من خلال عرض الفيلم الصامت على الشاشة، ويقوم الموسيقيّ، أو عازف البيانو، بعزف المقطوعات التي تناسب المشاهد المختلفة..

وإذا كان عازف البيانو في أفلام شارلي شابلن، بطل الفيلم وأحد أهم عناصر نجاحه، فإنّ الموسيقا التصويرية التي ترافق المشاهد الدرامية في أفلام ومسلسلات الدراما السورية تتبوّأ مركزاً متقدماً، على الرغم من أن الجمهور في أحايين كثيرة يتابع المشهد ويشعر بجماله دون أن يحلل مركباته، ليكتشف أنّ الموسيقا أحدثت في نفسه  الشعور ذاته الذي يرغب المخرج في إيصاله إليه، من خلال إشراك أذن المشاهد في  متابعة الأحداث.

¶مسلسلات ما زالت موسيقاها مطبوعة في ذاكرتنا

لا شك في أنّ جميع متابعي الدراما السورية، على اتساع رقعتهم، يكفيهم أن يسمعوا جزءاً صغيراً من موسيقا أغنية «ياناس خلوني بحالي»، حتى ينسبوها إلى مسلسل بقعة ضوء، والأمر نفسه ينطبق على العديد من الأعمال السورية منها: الانتظار، أهل الغرام، الزير سالم، جلسات نسائية... وغيرها.

ومن المؤكد أنّ الدراما السورية ما كانت لتحقّق ما حقّقته من نجاح لولا تكامل موسيقاها مع مكوّناتها الدرامية الأخرى. ولا يسعنا ذكر الموسيقا التصويرية دون أن يخطر في بالنا اسم الموسيقار طاهر مامللي (ساحر الموسيقا التصويرية)، الذي أسهم في وضع الموسيقا الدرامية في سورية في مكان أكثر رقياً، كما لا يمكننا نسيان أسماء موسيقيين آخرين مثل: سعد الحسيني، سمير كويفاتي، رضوان نصري، رعد خلف..

ومؤخراً بدأت الأعمال الشامية تدخل مضمار التنافس على الموسيقا، ما يبشّر بأنّها لن تنتهي بطريقة مأسوية عمادها الاستسهال، بعد أن تنبّهت إلى أهمية التخلّص من رداء النمطية الذي لبسته أثناء انطلاقها، ومن أهم الأعمال الشامية التي تميزت بموسيقاها «طالع الفضة»..

¶ تحدي موسيقا المسلسلات المدبلجة

بقليل من الانتباه، يمكن لمشاهدي الأعمال التركية المدبلجة ملاحظة أن القائمين على الدوبلاج يواجهون مشكلة مرافقة الموسيقا التصويرية للكلام المحكيّ باللغة التركية، وأنّهم يضطرّون إلى إلغاء أجزاء وتكرار أخرى عندما يقومون بالدوبلاج، وتتضخّم هذه المشكلة عندما يرافق الحوار التركي أصوات البيئة المحيطة بالحدث.. فعندما يسير الممثلون  في الشارع مثلاً لا تكاد الأصوات المحيطة بهم تُسمع لشدّة ما يضطر المشرفون على الدوبلاج إلى تخفيضها وإلصاق الكلام العربي فوقها، حتى إنّهم، في بعض الأحيان، يلغونها بشكل شبه كامل ما يفقد المشاهد كثيراً من صدقيتها.. لكنّ هذه العقبة يمكن تخطّيها من خلال الاتفاق مع الجهات المنتجة للمسلسل الأصلي بصناعة نسختين للعمل؛ الأولى محكية والأخرى فقط موسيقية، ما يوفّر على المدبلجين ثغرة فقدان بعض المشاهد للموسيقا التصويرية، أو للأصوات البيئية..

الموسيقا التصويرية والإعلان

كثيراً ما يتمّ اقتباس الموسيقا التصويرية الناجحة في صناعة الإعلانات، فيوظّف نجاح الفيلم وموسيقاه التصويرية في خدمة ربط المنتج المروّج له بالفيلم، فيثبت في أذهان الجمهور المستهدف، خاصة بعد أن يكون الفيلم مهداً لنجاح المنتج بعد أن حصد نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

وأقوى مثال على ذلك، أنّ موسيقا الأفلام الأمريكية كانت من أهم أسباب شهرة بعض المنتجات التي أخذت مقطوعات من موسيقاها للإعلان، وكأنها امتداد لها، مثل إعلانات التبغ الأمريكي «مارلبورو» التي اقتبست من موسيقا فيلم «العظماء السبعة» في حملاتها الترويجية، ما أضفى صبغة الفيلم على سجائر مارلبورو وكأنها شريك في الفيلم!.