2012/07/04

الديو الغنائي .. تعاون أم استثمار ؟
الديو الغنائي .. تعاون أم استثمار ؟


سلوان حاتم – الثورة

قد يتطلب اختيار شريك الحياة أو التجارة مقومات خاصة فهل هذه المتطلبات تنطبق على التعاون الغنائي (الديو) أم أن هذه الأسس تحكمها علاقة استثمار ونجاح الآخر أو هي لون جديد يخوضه المطرب لقياس مدى نجاحه مع الآخر أو لاستعراض امكانياته على حساب من معه كما حدث في كثير من الثنائيات ؟.

(حكيم عيون) للموسيقار محمد عبد الوهاب مع راقية ابراهيم و(يا سلام على حبي وحبك) لفريد الأطرش وشادية دلائل على أن الديو منذ القدم كان ومازال يحظى بموقع جيد في الساحة الغنائية وقام بتجربته كبار المطربين واستمر مع الأجيال المتعاقبة ، فهد بلان وسحر (آه يا قليبي) وعبدالحليم حافظ في أفلامه مع شادية ومسرحيات فيروز وصباح مع الكبيرين نصري شمس الدين ووديع الصافي والكثير من الثنائيات التي باتت عنوان نجاح كبير وفيما سبق كان الديو يأخذ طابع (آدم وحواء) أي مطرب ومطربة واعتمد على تكافؤ الثنائي بالمقدرة الصوتية . وقد عرف الديو مع بداية التسعينيات نجاحاً كبيراً وتحديداً عام 1992 عندما قدم استديو الفن وائل كفوري ونوال الزغبي ومما قدماه (مين حبيبي أنا) و(صوتك مفتاح الجنة) وكانت الساحة الغنائية تضم ثنائيات قليلة مثل الشقيقتان (نينا وريدا بطرس) والشقيقان (موفق وحكم الحكيم) وقبلها عرف التعاون الثنائي إحدى أنجح الأغنيات (صباح الخير يا وطني) التي جمعت أمل عرفة وفهد يكن.‏

نجاح الديو استمر مع أواخر التسعينيات و بداية الألفية الجديدة حيث قدم حميد الشاعري مع هشام عباس أغنية (عيني) التي حققت نجاحا هاماً, بعدها تعاون الشاعري مع مصطفى قمر في (يا غزالي) ومع مايا نصري في (عايش بيك) ومع عالية في (بتحبني) ، كما جرى تعاون بين خالد عجاج ومحمد منير (ليه يا دنيا) و كاظم الساهر ولطيفة (يا حياتي) و سميرة سعيد والشاب مامي (يوم ورا يوم) وغيرها من الأغنيات وبالتأكيد اختلفت مقاييس الديو لأن (آدم وآدم) كان له وجود لكنه لم يمنع تعاون (آدم وحواء) وإن كان التعاون في الأداء لأن معظم هذه الثنائيات لم تكن حوارية بين المطربين أي ترافق الغناء فقط ربما لأنها لم تكتب لتغنى كديو.‏

الكبير وديع الصافي عاد في ديو حواري مع نجوى كرم (وكبرنا) وكذلك عرفت مايا نصري النجاح في ديو مع هادي (انت حبيب عيوني) وقدمت اليسا ديو مع راغب علامة (بتغيب) وكذلك تامر حسني وشيرين عبد الوهاب (لوكنت نسيت) وتعاونت شيرين وجدي مع محمد المازم في (روميو وجولييت) ثم تتالت موضة الديو حتى بات معظم النجوم يساعدون في شهرة المطربين الجدد وإن كان التعاون من قبل الثنائي ذاته لم نشهده من جديد سوى نادراً ربما لأن كل مطرب ظن أنه سبب نجاح هذا الديو أو أن شريكه في الأغنية سبب الفشل ولكن البعض استمر مع مطرب جديد كما فعل عاصي الحلاني بتعاونه مع رويدة عطية بعد أن تعاون مع كارول صقر وكذلك علي الديك الذي نجح مع دومينيك في (الناطور وجاي ع بالي) ثم تعاون مع لورا خليل في (ما زمر بنيك) ومروان خوري تعاون مع كارول سماحة (يارب) ثم مع الين لحود في (بعشق روحك) .. إلا أن مستوى النجاح اختلف عند البعض بتغير الشريك الغنائي ، ولم يتوقف الديو على اختيار العرب بل عرف الكثير من التعاون مع مطربين أجانب .‏

الديو هو تعاون ثنائي قائم أساسا على المصلحة الغنائية فالبعض قصد التنويع والبعض قصد الشهرة والبعض قصد عرض العضلات الصوتية وقوته أمام ضعف الشريك وإذا عدنا إلى جميع الديو سنجد أننا شاهدنا مطرباً ومطربة أو مطرباً ومطرباً أو شقيقين (شادي وهادي أسود) أو شقيقتين(نينا وريدا بطرس) ولكن لم نسمع أن مطربة تشارك مطربة في ديو خاص بهما إلا في بعض البرامج التلفزيونية مثل تاراتاتا وستار اكاديمي وفيما عدا ذلك لم نسمع أي ديو أنثوي فهل الغيرة تأخذ مكانها أم أن مقاييس الصوت والامكانيات لها دورها أم أن نظرة المطربة الأنثى لشريكها لا تجده إلا في الرجل ربما فكل شيء في الفن جائز وقد يكون للماضي أو للمستقبل رأي آخر فيما نقول.‏