2012/07/04

الرعب  الأميركي  في  العراق  ترصده المخرجة  بيغولو  في شريط ذكي وأسماء واعدة غير نجومية
الرعب الأميركي في العراق ترصده المخرجة بيغولو في شريط ذكي وأسماء واعدة غير نجومية

اللواء
الرعب الأميركي في العراق ترصده المخرجة بيغولو في شريط ذكي وأسماء واعدة غير نجومية
(The Hurt Locker) منافس (AVATAR) ندّاً للند بـ9 أوسكارات و لا مقارنة جائزة بينهما والثاني متقدّم حتماً في الصالات وفي حسابات النقد···    

 
   

تنشغل ساحة السينما العالمية بالكلام عن الأوسكار هذه الأيام وقد سعينا للإجابة عن سؤال استفهامي ليس مُبكراً الكلام عنه، وهو هل شريط: (The Hurt Locker) للمخرجة كاترين بيغولو، قادر على منافسة (AVATAR) لمُطلق بيغولو المخرج جيمس كاميرون، بعدما منحت الأكاديمية كلاً من الفيلمين تسعة ترشيحات للجوائز· لن نفعل مثل برامج التوك شو، حين الإعلان عن الفائزين، وندعوكم إلى الانتظار حتى نهاية هذه المقالة بل سنبادر إلى القول إنّ ما قدّمته بيغولو خاص، جيّد، متميّز، وصادق في رصده لعامل الخوف والرعب لدى الجنود الأميركيين من لعبة التفجيرات الدموية الواسعة في العراق، لكنه لا يرقى إطلاقاً إلى ما استطاعه ، حامل لواء التجديد في صورة الفن السابع عالمياً، وبالتالي فالكفّة مائلة إلى كاميرون في وقت أكدت المعلومات الميدانية الضعف الكبير في إيرادات شريط بيغولو في الصالات الأميركية، الأمر الذي دفع منتجيه إلى إطلاق نسخ dvd منه، باكراً لتعويض خسائره، واسترداد الميزانية التي صُرفت لتصويره في عمان بالأردن، بعدما تعذّر ذلك داخل العراق، وحتى الأمس القريب لم يكن جنى سوى 12 مليون دولار· على كل حال، يحسب الأوسكار أنّه لم يترك الساحة لفيلم واحد حصد من الصالات من شبابيك التذاكر ما لم يحلم به منتجه ولا في أي منام لقد تعدّى المليار دولار، وتجاوز إيرادات كل الأفلام عبر تاريخ السينما ليجيء فيلم بيغولو، خاصاً لكن من دون أهلية الوقوف في وجه بينما لم تبد المعركة كأنها مواجهة بين مخرجين مُطلقين، فكلاهما من الفنانين الكبار في هوليوود، ولم يفكرا قطعاً بهذه الصورة الضيقة· لكن أي خصوصية لـ (The Hurt Locker) الذي يلعب سينمائياً بالمقلوب، فيقدّم ممثلين غير نجوم في الأدوار الاولى ويعتمد على أسماء نجوم بارزين في خانة ضيوف الشرف من وزن: رالف فنيس، غي بيرس، وديفيد مورس، هؤلاء يطلّون في أدوار عابرة· بالمقابل يحضر جيريمي نير، أنطوني ماكي، براين جيراغتي، كريستيان كامارغو، سهيل الدباغ، كريستوفر صايغ، وايفانجلين ليلي، في أدوار بارزة وأولى، مع حضور لوجوه عربية كان سهلاً الاستعانة بها طالما تم التصوير في عمان ومنها: نبيل كوني، فيصل سادون، عماد داود، حسن درويش، وصفي آمور، نبراس قاسم وعمر ماريو· كل هذا لا يُلغي أنّ الصورة الأميركية التي تُقدّم تمثل رعباً حقيقياً يعيشه الأميركيون في العراق، ما يعني أنّهم ليسوا من يمسك بزمام الأمور، ومع ذلك وهم يقومون في الشريط بتعطيل العبوات الناسفة فإن المدنيين ليسوا راضين عما يقومون به إطلاقاً، حيث الوجوه المدنية تضج بالكثير من المعاني السلبية ضدهم· فِرقة عسكرية خاصة، معها معدات حديثة جداً للعثور على المتفجرات وتعطيلها يعيش أفرادها لحظات جزع وانهيار مع تساؤلات علنية تقول: لماذا نفعل ذلك لغيرنا ونعرّض حياتنا للخطر؟! لكنها دون إجابات شافية إطلاقاً، فالذي يحصل هو أنّ هؤلاء يرون في مهمتهم منح للشعب العراقي بعضاً من السكينة والسلام، وهو ما لم يتحقّق طوال سبع سنوات من الغزو· الاشتباه بعبوة في منطقة سكنية، تصلها الفِرقة، ويتم رصد المكان، وإرسال الروبوت الآلي الذي يقدِّر حجم المتفجرة، وينقل إلى الخبراء المراقبين كيفية التعامل معها، منعاً لحصول كارثة كبيرة تطيح بالبشر والحجر في المكان، ويتم إضافة إلى كل ذلك إلباس أحد الخبراء ثياباً مضادة للانفجارات، ويتحرّك باتجاه العبوة، لكن هذا الموظف لا يسلم دائماً من الموت حيث أطاح تفجيران بخبيرين رغم ارتدائهما لهذا اللباس الواقي· وضع النص وساهم في الإنتاج مارك بال، وهو اعتمد على اللقطات البطيئة الثاقبة المعنى - على الفراغ - على الانتظار - الخوف - الترقّب والمتابعة الجادة في محاولة لتوصيل رسالة نموذجية عن معنى مواجهة الأخطار، من دون طرح سؤال جوهري عن الأسباب التي أوجبت وجود هؤلاء هنا· تقدّم صورة شبيهة بما سبق وأعلنه سينمائياً، اوليفرستون سابقاً في فيلمه: يوم تجرّأ فيلم أميركي على إعلان ما يناقض الفكرة السائدة عن غلبة للجنود الأميركيين في حرب فيتنام على الدوام، بينما الحقيقة التي يقدّمها الشريط تقول بأنّهم كانوا يخافون جداً، ولا يتورّعون عن الهرب أو الاختباء أو إصابتهم بنوبات عصبية من الخوف تجعلهم غير قادرين على فعل شيء · سينافس هذا الفيلم على أبرز جوائز الأوسكار، ومن سوء حظه أو من حسنه، ربما إنّه إزاء عملاق يُدعى آفاتار يستحيل تجاوزه، لذا سيكون تاريخ الخامس من آذار/ مارس حاسماً في هذا المجال·