2012/07/04

الزائرة.. هل المال أهم من الوالدين؟...سرميني: مخاطبة الضمير الإنساني الحي عبر رسائل مبسطة
الزائرة.. هل المال أهم من الوالدين؟...سرميني: مخاطبة الضمير الإنساني الحي عبر رسائل مبسطة


وائل العدس – الوطن السورية

أنهت المخرجة سهير سرميني عمليات تصوير فيلمها الجديد «الزائرة» عن نص للدكتور طالب عمران وسيناريو وحوار رانيا درويش، وإنتاج الفضائية التربوية السورية، وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: مظهر الحكيم، شكران مرتجى، جهاد سعد، روعة ياسين، شادي زيدان، رباب كنعان، صبحي الرفاعي، علا بدر.

«الزائرة» فيلم اجتماعي إنساني يحكي في محوره العام قصة أبو سمير الرجل المسن الذي يلقى رعاية مبتذلة من أولاده لكي يحصلوا على ميراثهم ووالدهم مازال على قيد الحياة، ومع هذه المجريات هناك العديد من الأحداث التي تدور في حالة درامية مشوقة تعالج تفاصيل الموضوع، إلى أن يحصل أولئك الأولاد على ما كانوا يخططون له، ونرى في النهاية ماذا سيحل بأبي سمير وممن يلقى رعايته.

«الوطن» رافقت كواليس الفيلم في أيامه الأخيرة.. وأعدت لكم التقرير التالي:

أبعاد إنسانية

أكدت المخرجة سرميني أن الفيلم يحمل أبعاداً إنسانية اجتماعية، وتربوية أخلاقية، وليخاطب الضمير الإنساني الحي، ويوجه رسائل مبسطة في الطرح، لكنها ذات قيمة عميقة في جوهر الهدف العام للفيلم، لكونه للأسرة والمجتمع.

وقالت: هناك إسقاطات مأخوذة من الخيال العلمي، المأخوذ بذكاء من الواقع الخيالي والذي من الممكن أن يحدث في أي زمان ومكان، والخيال في الفيلم لا يعني التعقيد، وإنما عكس صورة من عالمنا لا نقتنع أنها من الممكن أن تحدث، ولكنها ستحدث في الفيلم، ولن أفصح عن هذا المحور الآن وسأتركه للعرض الجماهيري للفيلم.

وأضافت: إن نص الفيلم يحتوي على جوهر خلاق من الإسقاطات التربوية التوعوية الهادفة، وهذا النص الذي كتب له سيناريو محكم يعالج ذاك الجوهر، وأنا كمخرجة تكمن مسؤوليتي بتحويل النص من السيناريو الأدبي إلى سيناريو إخراجي يضيف جمالاً على جمال وأهمية النص، وهذا ما عملت عليه أنا فريق العمل، وقد أخذ الفيلم وقتاً كافياً من التحضيرات الفنية والإنتاجية تخللتها جلسات عمل مكثفة للتحضير لإنجاز الفيلم.

وأوضحت أن «الزائرة» فيلم تلفزيوني وليس سينمائياً، لكنه سيعرض جماهيرياً ويضم نخبة كبيرة من النجوم الذين أحبوا المشاركة بناء على الفكرة والمضمون المطروقين للمرة الأولى حسب توقعي، وأشكر الكادر الذي عمل معي وأتمنى أن يحقق الفيلم هدفه المنشود.

يذكر أن المخرجة سهير سرميني أنهت الشهر الماضي عمليات تصوير فيلمها «عرائس السكر» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وسيناريو ديانا فارس، ويتناول الفيلم قضايا الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وطبيعة وشكل التعامل الأسري والمجتمعي معهم.

تركيبة متكاملة

أما الفنان مظهر الحكيم فيقول: لم أعرف في البداية سبب اختياري لهذا الدور لكني أدركت ذلك لاحقاً، فالدور يتطلب حالة إنسانية متكاملة ربما أمتلك جزءاً كبيراً ومهماً منها مع بناتي «أماني ونسرين» وفي علاقتي أيضاً مع الفنانين، فاستطعت أن أتفهم الحالة وأحتضنها، وأشكر المخرجة سهير سرميني لأنها اختارتني لهذا الدور رغم أنه يحكي عن شخصية أكبر مني بكثير.

وأوضح: أؤدي شخصية أبو سمير وهو رجل مسن وواصل لمرحلة العجز، أولاده يتملكونه ويتملكون كل شيء، ليتحول من دور الأب إلى أداة للوصول إلى مبتغاهم بالحصول على الثروة.

وأضاف: يبحث المخرج عن تركيبة متناسقة وتوليفة موحدة و«هارموني» بين الممثلين، وشعرت أن المخرجة سرميني تمتلك هذه الرؤية في اختيارها لشخصياتها.

تاجر أقمشة

بدوره قال الفنان جهاد سعد تعليقاً على مقولة بأن النجوم السوريين مبتعدون عن السينما إلى الدراما: أرى أن السينما هي دراما وهي حكاية أو قصة شعبية، وأحب الأفلام القصيرة التلفزيونية أو السينمائية، وأحياناً الأفلام أو المسلسلات الطويلة يكون فيها مد درامي لا يوصل إلى المبتغى منه، وقصة الفيلم التلفزيوني، هي قصة عائلة من الممكن أن تمس شريحة كبيرة من الناس في المجتمع وليس له أي محور، ومن الصعب للتلفزيون أن يوجه دائماً رسالة إلى الناس، وأنا أرى أنه لا بد من مشاركتي في أي عمل يوجد فيه رسالة موجهة إلى الناس.

وأضاف: المسلسل يطرح المشكلة خلال ثلاثين حلقة، أما الفيلم فإنه مختلف باعتباره يقدم الحالة بشكل مكثف ويشعر الممثل بالمتعة بشكل أكبر، لذلك من المهم أن أشارك بهذا العمل، وأوجه الشكر للتربوية السورية التي تحاول أن تقدم العمل بطريقة جيدة، وهذا النوع من الأفلام هي تجربة أحب أن أخوضها.

الأخت الكبرى

أما الفنانة شكران مرتجى فأكدت أنها شاركت في الفيلم لأن النص لامسها بأمر ترفضه تماماً في المجتمع له علاقة بعقوق الوالدين وسيطرة المال على الأحاديث والمشاعر والعلاقات الإنسانية، إضافة إلى أنها كانت راغبة بالتعامل مع المخرجة سرميني، مضيفة: أنا مسرورة جداً بهذه التجربة وخاصة أن أسرة العمل «ظريفة كتير».

ونفت مرتجى أن تكون مبتعدة عن المشاركة في الأفلام، مشيرة إلى أن هاجسها يكمن في تأدية دور جميل إن كان في المسرح أو التلفزيون أو السينما أو حتى في الإذاعة.

وعن دورها تقول: أؤدي شخصية «رزان» الأخت الكبرى في العائلة، حيث نظن لوهلة أن أفراد العائلة مترابطين لنكتشف فجأة شيئاً له علاقة بالمصلحة والمال، لا أريد حرق الفكرة..

طيبة.. ولكن!

وتكشف الفنانة روعة ياسين عن شخصيتها فتقول: أؤدي شخصية «نورا» وهي الأطيب بين الأخوات في العائلة، لكنها تشارك أخوتها بذات الهدف من خلال الطمع بأملاك والدهم لأن مستواهم المعيشي بحاجة إلى دعم.

وتضيف: يُظهر الأولاد محبتهم واهتمامهم للحصول على الأملاك، فيشعر الأب بذلك ويستبق الأحداث ويوزع أملاكه على أولاده قبل وفاته، فيتركه أولاده ويقيم في مأوى عجزة ويتوفي هناك، لتشعر «نورا» بأنها أخطأت بحق والدها بعد ذلك.


صهر العائلة

وأخيراً قال الفنان شادي زيدان: «الزائرة» هو الفيلم الثاني لي مع التربوية.. قرأت النص وشعرت بأنه يحتوي على قضية مهمة تلامس مجتمعنا ولها علاقة بمحبة الأولاد لبعضهم بالإضافة إلى مسألة الطمع.

وتابع: جذبتني شخصيتي وشعرت بأني قادر على تقديم شيء مختلف، وهي شخصية مضر «صهر العائلة» وهو المحرك الأساسي لإثارة المشاكل بما يتعلق بالورثة باعتباره يدفع زوجته للمطالبة بحقها، هذا هو الخط العام للشخصية ولا نستطيع الاسترسال أكثر لأن مدة الفيلم قصيرة.