2013/05/29

السيناريست علي وجيه: أتمنى تقديم طرح فكري ـ درامي ـ فني يليق بالمتلقي
السيناريست علي وجيه: أتمنى تقديم طرح فكري ـ درامي ـ فني يليق بالمتلقي


أوس داوود يعقوب – تشرين

«بإمكانكم أن تكونوا فخورين بحصولكم على هذه الجائزة، معايير التحكيم عالية، وفوزكم يعني أنّ فيلمكم متفوّق بالحرفية والإبداع على بقية الأعمال بشكل لافت ومميز..»،

بهذه الكلمات استقبل المبدع الشاب الكاتب والسينارست علي وجيه (صاحب نص فيلم «نخاع»)، وزميله المخرج الشاب وسيم السيّد خبر تألقهما عالمياً من خلال فوز مشروعهما السينمائي الأول بجائزة «التفوّق والامتياز الذهبية» في مهرجان «بست شورت كومبيشين» [Best Shorts Competition] في ولاية «كاليفورنيا» في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن مسابقة «أفضل الأفلام القصيرة».. عن تجربته هذه، وعن مشروعه الدرامي «فلاش سوري كتير»، الأول من نوعه على الشبكة العنكبوتية، وعن جديده السينمائي والدرامي، تحدثنا معه فكان هذا الحوار..

ما هي الرسالة التي رغبت في إيصالها للمتلقي عبر فيلمك «نخاع»:

لا أحبّ شرح رسالة أو رسائل الفيلم، بل أترك ذلك للجمهور والنقاد يمكنني القول إنّنا في «نخاع» تحدّثنا عن الرتابة في العلاقة بين الذكر والأنثى/ وحالة اللاحوار بين أيّ طرفين على المحك. وضعنا المتلقي في أجواء الملل والضيق والأحادية، توطئة لإيصال ما نريده، طبعاً، مستويات القراءة متعددة، ولكل تأويله وتحليله الخاص، هنا أتوجّه بالشكر لكل من عمل في «نخاع» من فنيين وإداريين في المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وتحية كبيرة إلى الممثلين مازن عباس ونسرين فندي.

برأيك هل هناك مقاييس محددة للوصول بالفيلم المحلي للعالمية؟ وهل تتفق مع من يرى أن أول شروط نجاح الفيلم عالمياً مرتبط بالدرجة الأولى بارتفاع تكلفته الإنتاجية؟

الجديّة في التعامل مع المشروع والإصرار على ظهوره بجودة عالية، والصبر للوصول إلى طرح عال في إطار سينمائي مختلف عن السائد، والنشاط والمثابرة في التواصل مع جهات ومهرجانات سينمائية مختلفة... كلها عوامل يفترض أن تؤدّي إلى نتائج إيجابية عملية على أرض الواقع، ومنها الوصول إلى منابر عالمية متعدّدة.

التكلفة الإنتاجية ليست مقياساً أو مؤشراً، وإن كان توافر الدعم المادي الجيد مفضلاً بالتأكيد، والدليل هو أنّ فيلم «نخاع» يعدّ من الأفلام منخفضة الميزانية، وهناك الكثير من الأمثلة من عالم السينما المستقلة وصلت إلى أكبر التظاهرات والمهرجانات العالمية.

من خلال تجربتك الشخصية ما هي شروط الوصول بالفيلم للتألق محلياً وعربياً وعالمياً؟ بمعنى هل هناك برمجة ما مسبقة للوصول بالمنجز البصري لخوض غمار المنافسة الدولية في المهرجانات السينمائية الإقليمية والدولية؟


كما قلت سابقاً، الجديّة والجودة العالية والمثابرة في مراسلة المهرجانات والنقاد والجهات المختلفة، عوامل تجتمع مع بعضها لتحقيق نتائج ما.

ثنائية يرى الكثير من صناع الفن السابع في وطننا العربي أنها باتت مستحيلة وهي فيلم يحصد الجوائز ويكون في الوقت نفسه جماهيرياً .

لا أتفق شخصياً مع تصنيف الجماهيري والنخبوي، وإن كنتُ أعترف أنّ «نخاع» فيلم خاص من نوع سينمائي قد لا تتقبّله كل شرائح المجتمع، هي مدارس وتيارات يعمل وفقها المرء، وليس من باب الجماهيري والنخبوي، هذا لا ينفي طبعاً أنّ الأفلام التجارية التي تسعى لاستقطاب الجمهور مهمّة جداً، وبات وجودها ضرورةً ملحة في بلادنا لإعادة الجمهور إلى الصالات، وإن كان مستواها لا يرضي النقاد في بعض الأحيان.

ما هي الخصوصية التي ميزت الفيلم وجعلته يحصد الجائزة الأولى في مهرجان عالمي، كما إنه رشح للمشاركة في شهر أيلول القادم في مهرجان «سالينتو السينمائي الدولي» في إيطاليا، (حدثنا عن هذه المشاركة)؟

«نخاع» نال جائزة الامتياز والتفوّق الذهبية ضمن منافسة للسينما Best Shorts Competition، وهي ليست مهرجاناً تقليدياً، ويستعدّ للمشاركة في مهرجان «سالينتو السينمائي الدولي» في إيطاليا في شهر أيلول/ سبتمبر القادم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، لا يمكنني أن أتحدّث عن أسباب معينة لفوز الفيلم بأيّ جائزة أو تنويه، وأترك للزملاء النقاد ذكر سلبيات الفيلم وإيجابياته، وكلاهما موجود طبعاً

مؤخراً فاز نص لك بدعم إنتاجي من المؤسسة العامة للسينما ما هي تفاصيل هذا الخبر؟ وما هو الموضوع الذي تناولته في هذا النص؟

نعم، نال نص الفيلم القصير «دوران» منحة المؤسسة لهذا العام من ضمن 10 نصوص، وهو من إخراج وسيم السيّد أيضاً، «دوران» يناقش العلاقة الجدلية بين الذكر والأنثى من زاوية أخرى، ويتساءل عن مفاهيم مثل التحرر والالتزام، والتقبل والتعايش بين الرؤى المختلفة، ضمن رؤية سينمائية محلية، أتمنّى أن نوفّق في تقديم فيلم يحترم المتلقي ويحرّض الأسئلة والأفكار لديه.

ما هو تقييمك للمشهد السينمائي في سورية؟

المشهد السينمائي متواضع طبعاً، ولا يلبّي طموحاتنا المشروعة بصناعة سينما حقيقية تتيح لنا تقديم ما لدينا في هذا المجال.

لننتقل للحديث عن الدراما التلفزيونية؛ كنت سباقاً في الكتابة الدرامية لعمل درامي حُقّق على الشبكة العنكبوتية، حدثنا عن هذه التجربة؟

هذا العمل هو أول دراما سورية للنت، حاولت رصد تأثير الأحداث في سورية على الشارع والمواطن العادي بغض النظر عن الموقف السياسي، حمل المشروع جرعة نقدية لا بأس بها ضمن قالب شبابي وبنفس أقرب إلى الفيلم القصير، وهو من إخراج وسيم السيّد الذي أخرج «نخاع» أيضاً، وله أوجّه التحية كذلك مع الممثلين الأساسيين في المشروع: حسام جليلاتي ووئام إسماعيل، وكل الفنيين والممثلين والنجوم الذين عملوا تطوعاً، ولموقع «بوسطة» الإلكتروني الذي قدّم مساهمة إنتاجية مهمة جداً لقيام المشروع واستمراره.

لماذا كتبت عملاً لينجز عبر الانترنت، وليس عملاً درامياً للتلفزيون؟ أهو نوع من التجريب؟

المشروع صنع خصوصاً للإنترنت، ولم يصل للتلفزيون للأسف بعدها، بسبب الرفض الرقابي الذي طاله، هذا الأمر كان محبطاً في الحقيقة. والموضوع ليس تجريباً على نحو بحت، فنحن شاهدنا تجارب عربية ناجحة في هذا المجال مثل «شنكبوت».

كيف تلقيت صدى هذه التجربة من قبل النقاد والجمهور؟

يمكنني القول إنّ تجربة «فلاش سوري كتير» حققت المطلوب منها بالنسبة لنا، والصدى الذي تلقيناه بعد 15 حلقة مرض إلى حد ما شعبياً ونقدياً.

ما هو تقييمك للمشهد الدرامي السوري عامة؟

لست في وارد تقييم عام، ولكن ما أقوله دائماً إنّ المشهد التلفزيوني في سورية هو شبه صناعة وليس صناعة بالمعنى الحقيقي للكلمة/ وهو مشهد تابع لأهواء المحطات الخارجية والمعلنين. نسبة الدراما التنويرية في تناقص دائم/ حتى تكاد تنعدم إلا من بعض المحاولات الفردية القليلة. إذا بقي الأمر على هذه الحال، فإنّنا نصدّر ثقافة استهلاكية تجهيلية لأجيال بأكملها تعدّ التلفزيون والدراما مصدراً حقيقياً للثقافة.

شخصياً، أتمنّى أن أتمكّن من تقديم طرح فكري - درامي - فني يليق بالمتلقي ويحترم همومه وثقافته وذكاءه.

ما هي مشاريعك الدرامية المستقبلية؟ ماذا تكتب؟ بمعنى أي نوع درامي تكتب حالياً؟

إضافة إلى «دوران»، هنالك نص فيلم قصير آخر في عهدة مخرج شاب نعلن عنه في حينه. المشروع الأهم حالياً بالنسبة لي ينجز كتابةً بالشراكة مع الصديق رامي كوسا، وهو نص تلفزيوني اجتماعي بعنوان «الأرق»، نسعى لأن يجد مكاناً في موسم 2013م.