2012/07/04

«الطقس»: صراع رديء بين الخير والشرّ
«الطقس»: صراع رديء بين الخير والشرّ

يزن الأشقر - الأخبار

مزعجة هي هوليوود، توفّر كل الإمكانات لعمل سينمائي يستطيع احتواء الحدّ الأدنى من جماليّات السينما، وتأتي بقصة قد تخرج بنحو جيد لو جرى تناولها على الطريقة الأوروبية، لكنّها تنسفها بفظاعة وابتذال. فيلم The Rite (الطقس) يؤكّد هذه المعادلة. المخرج السويدي مايكل هافستروم صاحب «شر» (2003) الذي حاز جوائز عدّة وحظي بترشيحات، وأفلام رعب أخرى، يعود هنا بشريط رعب جديد، يبدأ جيداً، لكنّه يفقد توازنه سريعاً.

الفيلم مقتبس عن كتاب للأميركي مات باغليو ألّفه بعدما شارك في حلقة عن طرد الأرواح في روما، وشهد جلسات عدة لطرد الأرواح. الفيلم الذي هو عبارة عن رحلة طالب لاهوت من الشك إلى الإيمان، يتبع ذلك الموضوع. مايكل كوفاك (كولين دونيهيو) الذي يعمل والده في مجال تكفين الموتى، يقرر العدول عن رغبته في سلوك الرهبنة أثناء دراسته اللاهوت، بعد أن تساوره الشكوك. لكن معلمه الأب ماثيو يقرر إرساله إلى الفاتيكان للمشاركة في حلقة دراسية عن طرد الأرواح، علّه يغير رأيه. هناك، يتعرّف إلى لوكاس (أنطوني هوبكنز) الذي يملك خبرة في طرد الأرواح، ليشهد بنفسه كيف تجري العملية، علّه يكفّ عن شكوكه. من هنا، تبدأ أحداث الفيلم في اللعب على الثيمات الأساسية بين الشك والإيمان، والخير والشر.

الشريط الذي ينتمي إلى فئة أفلام الرعب، يعتمد أساساً على أداء هوبكنز، والتصوير السينمائي والأحداث المرعبة التي يحاول أن يوفر الجو الملائم لها. بداية، يتدرج الفيلم في محاولته المتعثرة لبناء حبكة جيدة. لكن الجو البارد الذي يبنيه ليخلق الأجواء المرعبة سرعان ما ينهار ليرافقه التخويف الرخيص بالموسيقى العالية المفاجئة، وبعض اللقطات السينمائية الجيدة تتبعثر على حساب اللقطات المبتذلة، وأداء هوبكنز المتوازن يبلغ ذروة التهريج المضحك مع مرافقته للمؤثرات الغرافيكية.

التركيز على كون «القصة حقيقية» يزيد الوضع عبثيّة بالتأكيد. بينما امتدحت بعض الجهات الدينية الفيلم، رآه آخرون بروباغاندا دينية. لكن بعيداً عن النقاش الديني، يلحظ المشاهد بعض التشابه بين الشريط والأفلام الأخرى التي تتناول الثيمة ذاتها، خصوصاً فيلم ويليام فريدكين المميز «طارد الأرواح» (1973)، سواء في مشاهد التحضير الأخيرة، أو حتى في شخصية مايكل كوفاك التي تشبه شخصية الأب داميان كاراس في شكه الديني ومظهره. وإذا أخذنا كل هذا، لا يبقى من الفيلم شيء إلا حسابه متعة مذنبة، لكن غير مقنعة بالتأكيد في تقليده وتقليديته: نحن أمام حوار سيئ، وشخصيات غير مطوّرة، وبناء درامي متعجّل