2013/05/29

الظاهرة تجددت هذا العام وبدون دواع درامية الممثلون السوريون "يقتحمون" عالم الغناء
الظاهرة تجددت هذا العام وبدون دواع درامية الممثلون السوريون "يقتحمون" عالم الغناء


خلدون عليا – دار الخليج

غناء الممثلين في المسلسلات والأفلام ليس جديداً، وقد أدى كثير من النجوم في الماضي أغاني في أعمالهم أخذت شهرة واسعة، علماً بأنهم لم يلعبوا فيها أدوار مطربين أو جسدوا سيرة مغنين مشهورين، لكن هذه الموجة اختفت فترة في سوريا، لتعود في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وفي المسلسلات وإن لم تستدع الحاجة الفنية لغناء الممثل .

وفي التحقيق التالي نرصد أحدث الأعمال وما قدمه الممثلون فيها من أدوار وأغانٍ .

لا يخفى على أحد أن المزج بين الغناء والتمثيل جاء منذ بداية الزمن الجميل للدراما السورية . . أي منذ أيام الكبار »دريد لحام« و»نهاد قلعي« و»رفيق سبيعي«، حيث أدى »غوار الطوشة« العديد من الأغاني الجميلة خلال أفلامه ومسلسلاته التي قدمها في السينما والتلفزيون منذ أيام الأبيض والأسود وصولاً إلى عالم الألوان، ولعل أكثر ما قدمه شعبيةً هما أغنيتي »يامو يا ست الحبايب« و»فطوم فطوم فطومة«، وقد نالت هاتين الأغنيتين الكثير من الشهرة والانتشار، وأبرزتا الأداء الجميل غنائياً . . عدا عن النجومية في التمثيل لدى دريد لحام، وكذلك كان حال النجم السوري، وفنان الشعب رفيق سبيعي »أبو صياح«، عندما قدم العديد من الأغاني في أعماله، وفي مقدمتها »شرم برم كعب الفنجان«، والتي نالت الكثير من الشهرة وما زالت حتى يومنا هذا .

ولعل المزج بين الغناء والتمثيل ورغم أنه كان حاضراً منذ ذلك الزمن، إلا أنه عاد للظهور بقوة في الدراما العربية عموماً والسورية خصوصاً، وبالتحديد خلال السنوات القليلة الماضية فبتنا نشاهد العديد من الممثلين يؤدون أدواراً غنائية في المسلسلات، بالطبع ما عدا أعمال السير الذاتية التي تتناول حياة مطربين ومطربات راحلين، حيث أحياناً يؤدي الممثل أو الممثلة الدور، ويقوم بالغناء بنفسه أو يتم إسناد الدور إلى مطربة أو مطرب فيتحولون إلى التمثيل، بالإضافة إلى الغناء، وبالعودة إلى المزج بين التمثيل والغناء في الدراما السورية، فإننا نستذكر تجربة النجمة السورية أمل عرفة في مسلسل »خان الحرير« لشيخ المخرجين السوريين هيثم حقي، من خلال شخصية »هنوف السمرة«، وهي المطربة البدوية التي كانت تقيم في خيمة على الطريق وتستقبل المسافرين، وقد حققت هذه الأغاني التي قدمتها عرفة الكثير من النجاح والانتشار، وخصوصاً أنها تمتلك صوتاً جميلاً . . فهي قدمت العديد من الأغاني قبل أن تتحول للتمثيل وتبرع فيه أيضاً، وربما أسهم هذا العمل وهذه التجربة الباب واسعاً أمام انتشار ظاهرة الغناء والتمثيل في آن معاً .

في الموسم الدرامي الرمضاني المنصرم ،2012 شهدنا العديد من التجارب التي أدى فيها الفنانون والفنانات أغاني ضمن الأعمال التي شاركوا بها، وفي مقدمة هؤلاء الفنانة نسرين الحكيم التي أدت شخصية »هنوف« المغنية البدوية التي جعلت من خيمتها استراحة للسائقين على طريق السفر في مسلسل »سيت كاز« فكرة وإخراج زهير قنوع، حيث قدمت الحكيم التي تملك خامة صوتية جيدة، العديد من الأغاني بصوتها في العمل، عدا مشاركتها في أداء الشارة التي أداها عدد من المشاركين في العمل، وفي مقدمتهم الفنان أيمن رضا الذي شارك الحكيم في أداء بعض الأغاني في المسلسل الذي لم يحقق أي حضور . . وكان من أسوء الأعمال الدرامية لموسم 2012 رغم الأداء الجميل للفنانة نسرين الحكيم فيه .

ولم يقتصر المزج بين الغناء والتمثيل على نسرين الحكيم، بل حضر سامر المصري بهذا الاتجاه من خلال أدائه شارة الجزء الثاني من مسلسل »أبو جانتي«، عدا عن أدائه العديد من الأغاني المطعمة باللغة الإنجليزية، وهو نفس ما اعتمده المصري في الجزء الأول من المسلسل، حيث قدم نفس النموذج من الأغاني مع اختلاف بسيط يتعلق بالكلمات التي تغيرت تلاؤماً مع الانتقال إلى إمارة دبي للتصوير، ومن المعروف عن المصري أنه يمتلك صوتاً جميلاً، ومع ذلك، فإنه لم يحقق أي نجاح في هذه الأغاني كونها أصبحت معادة بالنسبة للجمهور رغم اختلاف الكلمات، عدا عن التواضع الكبير في المستوى العام للعمل الذي نال موجة عارمة من الانتقادات كما حصل لجزئه الأول .

تضمن الجزء الرابع من مسلسل »صبايا« للكاتبة نور شيشكلي والمخرج سيف الشيخ نجيب تجربة غنائية للفنانة جني إسبر، التي تابعت تجسيد شخصية »ميديا« في العمل، حيث أدت أغنية عن السلام والطفولة، وفي العمل نفسه قدم الفنان فادي أندوراس الذي انضم للجزء الرابع مجموعة من الأغاني .

كما شهد الموسم الدرامي الرمضاني المنصرم مشاركة عدد من محترفي الغناء في التمثيل منهم للمرة الأولى، مثل الفنانة هويدا يوسف، ومنهم من كرر التجربة مثل زينة أفتيموس وربيع الأسمر، حيث شاركت هويدا يوسف في مسلسل »بنات العيلة« للكاتبة رانية بيطار، والمخرجة رشا شربتجي، حيث لعبت دوراً تمثيلياً في العمل بشخصية مطربة اسمها ميرا، حيث قدمت هويدا مجموعة من أغنياتها، كما قامت بتسجيل عدد من الأغنيات الجديدة خصيصاً للمسلسل .

ومن المطربين الذين كرروا مشاركتهم في الدراما السورية، المطرب اللبناني ربيع الأسمر الذي شارك في الموسم الماضي بمسلسل »بومب أكشن« مع المخرج فيصل بني المرجة، وكرر التجربة في العام الحالي مع المخرج نفسه من خلال مسلسل »أوراق بنفسجية« .

كذلك شاركت الفنانة الشابة زينة أفتيموس في الدراما السورية هذا العام من خلال الجزء التاسع من »بقعة ضوء« للمخرج عامر فهد، حيث شاركت إحدى طالبات برنامج »ستار أكاديمي« في عدد من لوحات العمل الكوميدي الناقد، وقدمت في إحداها أغنية باللغة الفرنسية، وهذه المشاركة الثانية لأفتيموس في الدراما السورية بعد مشاركتها الأولى في مسلسل »شيفون« للكاتبة هالة دياب، والمخرج نجدت أنزور، حيث يتم عرض العمل حالياً على إحدى القنوات الفضائية العربية .

إذاً شهد موسم دراما رمضان الماضي حضوراً للتبادل الفني بين الغناء والتمثيل . . لتبقى هذه التجارب مرهونة بحكم الجمهور والنقاد عليها، كما أنه من الواضح أن الصوت الجميل والقدرة على أداء الأغاني أصبح ميزة إضافية للعديد من الفنانين والفنانات، وأضحت تفتح لهم مجالات واسعة للعمل وتقديم أدوار مختلفة، علماً بأن عدداً من الفنانين السوريين يملكون أصواتاً جميلة ومنهم أماني الحكيم ومحمد خير الجراح ونسرين طافش وصفاء سلطان وباسل خياط وديمة قندلفت ووائل أبو غزالة . . عدا عن قدرة عدد لا بأس به من الفنانين على الأداء الغنائي بشكل جيد ومنهم باسم ياخور وسيف الدين سبيعي .