2013/05/29

العام الثاني للأحداث ترك أثره بأشكال مختلفة الفنانون السوريون بين الرحيل والترحال
العام الثاني للأحداث ترك أثره بأشكال مختلفة الفنانون السوريون بين الرحيل والترحال


علاء محمد – دار الخليج

لم تشهد السنة الثانية للأحداث في سوريا تغييراً جوهرياً في مواقف الفنانين، فاستمر كل منهم على موقفه . والتغييرات، إن وجدت، فهي بحدود التفاصيل والجزئيات الصغيرة، كأمكنة وجود بعض الفنانين، والتصعيد في النبرة أو التهدئة، أو “رحيل” البعض بسبب الأحداث أو بشكل طبيعي، وترحال إلى بلاد أخرى .

“الخليج” ترصد انعكاس الأوضاع على الوسط الفني السوري في هذا التحقيق .

بينما كان المخرج الليث حجو يقود فريق عمل مسلسله الجديد “سنعود بعد قليل” في مدينة طرابلس اللبنانية، تعرض الفريق الذي ضم نخبة من نجوم الدراما السورية، لهجوم من قبل البعض .

وجاء في التفاصيل أن دريد لحام تعرض للدفع، فوقع أرضاً، بينما تلقى باسم ياخور لكمةً على وجهه، وكان نصيب قصي خولي صفعة، مع اعتداء على المخرج الليث حجو ومساعديه .

حاول المخرج حجو نفي ما جرى، لكن بياناً صدر عن مديرية الأمن العام اللبناني في اليوم التالي، جاء فيه أن اللواء أشرف ريفي، مدير الأمن العام، استقبل وفد الفنانين السوريين واعتذر منهم عما بدر من لبنانيين بحقهم، واعداً بأن يتم تأمين أماكن قيامهم بنشاطهم الفني بعناصر حماية من الجيش اللبناني .

وكان شهر فبراير/شباط في العام الماضي شهد تعرض وفد من الفنانين السوريين للاعتداء في القاهرة عند وصول الوفد لمقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لشرح وجهة نظرهم، فسالت دماء من رأس زهير عبد الكريم، وتعرضت لينا حوارنة للضرب المبرح، ونجت تولاي هارون من الاختطاف .

لم تكن السنة الثانية رحيمة على الفنانين، حيث قتل محمد رافع على يد مجموعة مسلحة، بينما أصابت قذيفة مجهولة المصدر سيارةً كان يقودها نجم السينما والمسرح السوري، الفنان ياسين بقوش، فأردته قتيلاً .

في السنة الأولى، اعتبر موقف الفنان جمال سليمان الأبرز بين زملائه في الوسط الفني السوري، ذلك أن جمال كان الوحيد الذي طالب بتغيير النظام وبمؤتمر صحفي . لكن في السنة الثانية لم يخرج أي موقف مشابه لأي فنان سوري بمن في ذلك جمال نفسه، وذلك بعد أن غادر الفنان سوريا، فأقام في مصر منذ قرابة العشرة أشهر .

بعض الفنانين عبّروا عن معارضتهم النظام وشاركوا في الدراما السورية وأبرزهم عبد الحكيم قطيفان، لكنهم يغيبون هذا العام، وقد زاد عدد الفنانين المهاجرين من سوريا، حيث اقتربوا من الخمسين ممثلاً معظمهم من فئة الصف الأول: جمال سليمان، عبد الحكيم قطيفان، مازن الناطور، سلافة معمار، كندا علوش، سامر المصري، مها المصري، فارس الحلو، مي اسكاف، مكسيم خليل، هيثم حقي، جهاد عبدو، لويز عبدالكريم، محمد آل رشي، جلال الطويل وآخرون .

من أكثر ما لفت الانتباه واقترب من أن يوضع في خانة “المضحك المبكي”، كان ردود فعل أنصار كل طرف من طرفي الصراع على وفاة أي فنان سوري لمرض أو لنوبة قلبية مفاجئة .

فقد بلغ عدد الفنانين الذين رحلوا في السنة الثانية للأحداث التسعة، وبعد كل وفاة كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “الفيس بوك”، تعج بالاتهامات المضادة عن المسؤولية عن الوفاة “الطبيعية أصلاً” . حيث ركّز الموالون في تعليقاتهم على وفاة أي فنان بأن الراحل كان قد ضاق ذرعاً بعمل المعارضة والمجموعات المسلحة، فآثر الرحيل عن الحياة . وفي اتجاه معاكس كانت صفحات أخرى لمعارضين تعتبر أن الفنانين الذين رحلوا فضّلوا الموت على البقاء في حياة يسودها هذا الحكم . وكانت الأصوات العقلانية لدى الطرفين قليلة جداً بل ونادرة .