2012/07/04

   	العري كليب مافيا تجتاح الوسط الفني
العري كليب مافيا تجتاح الوسط الفني

  عبادة إبراهيم - البيان باتت الساحة الفنية اليوم أقرب بالمسرح الكبير، تتمايل عليه المغنيات لإبراز أناقتهن وجمالهن غير مكترثين بإمكانياتهن الصوتية، فتشعر وكأنك أمام عرض أزياء كواليسه تزخر بالموضة المدهشة وأحيانا بالمفارقات التي تثري عالمهم. فالعري كليب حجز لنفسه مقعدا بين تلك الصيحات ليظل مثار اهتمام مغنيات الإغراء. (الحواس الخمس) تجول بين العروض وحصد أراء النجوم حول هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على ما يقدم من أعمال فنية.تقول فله الجزائرية: أرى إرهابيين يحاولون تهميش الأصوات القوية، وإهلاك الأغنية العربية، ومافيا تحاول تدمير المطربين المحترمين وإعطاء مساحة للأصوات المؤذية التي تضر العين قبل الأذن، وذلك من خلال تمهيد الخطوات لهم للعالمية، وغنائهم لعمالقة الغناء كأم كلثوم وعبد الوهاب.وتسليط الضوء عليهم، ولا أعرف إن كان الغناء في البانيو أو بعلق المصاصة نوعا جديدا من الطرب، أنا بالفعل مصدومة لما يحدث في الوسط الفني، حتى إنني قمت بتشفير بعض القنوات في بيتي حتى لا ترى ابنتي هذه الكليبات المبتذلة. في حين ترى أصالة أن الغالبية العظمى من المغنين يندرجون تحت نطاق التسلية، لأنهم باختصار وعلى حد قولها (مهابيل)، ونسبة ضئيلة جدا هم من يقدمون الفن الأصيل بعيدا عن الابتذال والعري المتزايد بكثرة على شاشات الفضائيات. رسالة سامية تسترجع معنا مليحة التونسية ذكرياتها قائلة: زمان كان الفن طربا ومتعة ورسالة سامية ذات معان هادفة، أما الآن فتغيرت الحال للأسوأ، فالبعض اتخذ الفن وسيلة لتحقيق الكسب المادي وبأي طريقة كانت، فيقدمون أعمالا دون المستوى اللائق؛ أغاني أقل ما يقال عنها انها مبتذلة لا تراعي المشاعر والذوق العام، فلم يعد مهما اختيار الكلمات والألحان اللائقة بقدر ما يشترط توافر عدد من العارضات يقدمن المشاهد الجريئة. وتكمن الخطورة في أن التلفزيون يدخل كل بيت، لذا نجد أشباه الفنانين يطالعوننا في كل وقت، لذلك أحرص على ألا يشاهدها ابني الصغير حتى لا يسمع هذا الكلام، ويرى هذه الكليبات العارية؛ فألجأ لتشفير بعض القنوات الفضائية.وتضيف، عندما أردت الغناء في مصر بعد إصداري الألبوم الأول في تونس، كان لابد أن أقف أمام لجنة لتقييم الأصوات المكونة من الموسيقار عمار الشريعي وكمال الطويل وحلمي بكر حتى يتم قبولي وتعرض أغنياتي على قنوات التلفزيون المصري، فقمت وقتها بالذهاب للأستاذ إبراهيم الحجار الذي تتلمذت على يده. وتعلمت منه فنون الغناء الشرقي والتواشيح حتى أستطيع اجتياز اختبارات اللجنة؛ فالمطرب كان يعاني كثيرا حتى يصل صوته للجمهور ويقتنع به، لذلك أتمنى أن يكون الجمهور أكثر وعيا، والقنوات الفضائية وشركات الإنتاج اكثر دقة في اختيار المواهب الجديدة التي تقدمها للجمهور. الإغراء لا يدوم طويلا بينما تقول جنات: الأصوات الجميلة تفرض نفسها مهما كانت العوائق التي تقابلها، والفنانة التي تعتمد على الإغراء لا تعيش فترة طويلة، وإنما تظهر وتختفي، ولا يصبح لها وجود لأنها تعتمد على العري، وعندما سألناها عن هيفاء وقدرتها على تحقيق النجومية بعد طرقها باب الإغراء قالت: هيفاء فنانة جميلة تهتم بأناقتها وإطلالتها على المسرح، فهناك الكثير من المعجبين الذين يتسابقون لمشاهدتها، وليس لسماع صوتها. الغناء تحول إلى تجارة وتقول سمية:أرفض تقديم العري والإغراء في كليباتي لأنني أرى أن نجاح مثل هذه النوعية مؤقت لن يدوم طويلا، ولو كانت هذه سكتي لكنت سرت فيها من البداية ولكني أعتمد على صوتي، إضافة إلى الكلمة واللحن الجيد، والكليب الذي لا يخدش الحياء، فأنا لا أريد تصنيفي كإحدى مطربات العري، إنما أريد أن أصل لجمهوري عن طريق صوتي. وربما تكون هناك أصوات في بدايتها اعتمدت على الإغراء ولكنها بعد ذلك أثبتت كفاءتها، وعلى سبيل المثال الفنانة اليسا التي دخلت عالم الفن عبر بوابة الإغراء إلا أن إحساسها القوي وقدرتها على اختيار الأغاني الجميلة جعلاها تبتعد عن هذه الدائرة، أما عن رأيها فيما يحدث حالياً على الساحة الفنية تقول: للأسف الغناء أصبح تجارة لمن يدفع أكثر، وساعد في ذلك شركات الإنتاج التي تتبنى مواهب غير حقيقية، إضافة إلى القنوات الفضائية التي لا تقبل بعرض الأغاني إلا بعد حصولها على مبالغ مالية كبيرة، فالغناء أصبح سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر بغض النظر عن الصوت الجميل. الفتاة البريئة ما يجري من عري وابتذال يضايقني ويحزنني؛ هكذا بدأت راندا حافظ حديثها معنا قائلة: هؤلاء الفنانون يغيرون مفهوم الغناء، ويشوهون صورة الفن، ويخدشون حياء الجمهور. والأسر المحافظة التي تهتم بألا يشاهد أبناؤها مثل هذه الأمور المخجلة، لذلك حاولت بقدر الإمكان في الكليب الأخير أن أبرز بمظهر الفتاة الشقية البريئة الحائرة في حبها، لأعكس حضارة المجتمع الشرقي الذي أعيش فيه. الاعتماد على الجمال تقول فيفيان مراد: يزعجني اعتماد بعض الفنانات على جمالهن وأجسادهن والإغراء المبتذل، وعلى سبيل المثال هيفاء وهبي؛ فهي تعتمد على جمالها الذي فتح أمامها الأبواب المغلقة وأعطاها المال الذي جعلها تصل إلى الشهرة التي تحلم بها، وكذلك إليسا، ففي بدايتها اعتمدت هي الأخرى على جمالها. ولكنها مع الوقت وبدعم روتانا لها أصبحت تقدم أغاني وألبومات ناجحة، على الرغم من أن صوتها على المسرح (بيخجلني)؛ فهو مختلف تماما عما نسمعه في الكاسيت. العتبة جزاز نفت المغنية اللبنانية قمر أن يكون كليبها الأخير (العتبة جزاز) قد تضمن مشاهد مبتذلة، معترفة أنه جريء، إلا أنه لا يخرج عن المألوف، مشيرة إلى أنها راضية تماما عن نفسها في ألبومها الجديد، خصوصا انه يتضمن أنماطا موسيقية جديدة. إسعاد الجمهور تقول المغنية دانا: لا أجد أنني أتعمد الإثارة سواء في الأغاني أو أسلوب ملابسي، وما أقدمه نوعا ما من أنواع الدلع الموجود بي، وليس مصطنعا، ولكن كل ما يهمني إسعاد الجمهور. الإغراء الطبيعي ترى هيفاء وهبي أنها لا تقدم إغراء أو إثارة في أي عمل تقوم به، فهي لا تتعمد التصنع وتحاول دائما التصرف بطبيعتها المرحة أثناء تصوير أغنياتها.