2012/07/04

العشرة الأوائل في هوليوود
العشرة الأوائل في هوليوود


سهام خلوصي – الكفاح العر بي

في السينما، كما في كل شيء، هناك سنوات يكون فيها البعض محظوظا فتحقق افلامه النجاح وهناك بعض آخر راهن على الجواد الخطأ فلم تحقق أفلامه النجاح المطلوب، والنجاح المقصود هنا، الارباح التي تقاس بالدولار طبعاً. سنة 2011 حققت لبعض النجوم أحلامهم بينما لم تكن بالنسبة الى البعض الآخر على مستوى آمالهم المجنونة. هنا نقوم بمراجعة نستند فيها على الارقام لنرى من هم المحظوظين ومن هم الذين جافاهم الحظ في السنة المنصرمة.

تشير الارقام الى أن جوني ديب يحتل المرتبة الاولى فهو قدم ثلاثة افلام حققت ايرادات بلغت 341 مليون دولار اميركي في الولايات المتحدة، وحققت ايرادات عالمية بلغت مليار و142 مليون دولار اميركي. وطبعاً النجاح الاكبر كان من نصيب فيلم «قراصنة الكاريب: ينبوع الابدية». وهو الجزء الرابع من سلسلة تحقق ارباحا خيالية وغير مسبوقة. وهذه السلسلة التي تنتجها شركة ديزني يتألق فيها جوني ديب بشكل استثنائي. ونجاح جوني ديب هذا جعله قيمة أكيدة في هوليوود وجعله يحظى بمميزات لم تعط حتى الآن لأي نجم أميركي. فهو مثلاً له الرأي الاول في اختيار المخرج الذي سيعمل معه، له أيضاً الرأي الاول في كيفية أدائه الدور وفي اختيار ماكياجه ومظهره. ففي سلسلة «قراصنة الكاريب» نجح جوني في أداء شخصية القرصان جاك سبارو كما رسمه هو. وطبعاً هو في بداية هذه السلسلة لم يكن يملك كل تلك القوة، ولكن مع الوصول الى الجزء الرابع اصبح باستطاعته أن يقول نعم أو لا حتى بالنسبة الى تصوير جزء جديد. وحتى بالنسبة الى تحديد تاريخ عرض الفيلم، وهذه مميزات لم يحظ بها اي نجم قبله.

والواقع ان جوني ديب لم يكتف بدور جاك سبارو ليعيش على امجاده فكانت له افلام اخرى بشخصيات اخرى ابرزت موهبته الاستثنائية وأسلوبه الخاص في الأداء الذي يشد الجماهير من كل الاعمار وخصوصاً الشباب الى افلامه. انه ظاهرة، ولهذا فإن المجلات المتخصصة لم تستطع ان تتغاضى عن ذلك ولم تحرج من أن يكون جوني ديب صورة غلافها لأكثر من مرة طوال السنة الماضية. مع بدء عرض «قراصنة الكاريب» في جزئه الرابع، ومع بدء عرض فيلمه «The Tourist» الذي لم ينل نجاحا كبيرا، وأيضا مع فيلم «Rango» الذي اعتبر تحية للوسترن وحقق أرباحا بلغت 241 مليون دولار، منها 121 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها.

المرتبة الثانية احتلتها ناتالي بورتمان. ويمكن ان نقول انها المرتبة الاولى بالنسبة الى الممثلات. عدد افلامها في السنة الماضية بلغ اربع افلام حققت ايرادات في شباك التذاكر في الولايات المتحدة ما مجموعه 358 مليون دولار و889 مليون دولار في العالم.

انها سنة لا تنسى بالنسبة الى ناتالي بورتمان، فهي لأول مرة تحوز على اعجاب ورضا ومديح الجمهور والصحافة وصناع السينما. وهي في هذه السنة نالت جائزة اوسكار افضل ممثلة عن دورها كراقصة باليه في فيلم «Black Swan» الذي حقق ارباحا بلغت 310 مليون دولار في العالم، مقابل تكلفة للفيلم لم تتعد 13 مليون دولار.

كذلك نجحت بورتمان في جذب الجمهور الى فيلم «Sex Friends» (وكانت بطلته ومنتجته التنفيذية)، كما جذبت الجمهور في فيلم «Thor». وحده فيلم «Your Highness» حيث تلعب الدور الثاني لم يلامس قلب الجماهير الاميركية. وطبعاً العام المقبل سيكون عام كل الاحتمالات بالنسبة الى الممثلة الشابة التي اصبحت أماً. فهي عليها أن تحسن الاختيار كي تتجنب لعنة الاوسكار التي اصابت نجمات كثيرات قبلها. كما هالي بيري مثلا التي بعد نيلها جائزة الاوسكار لم تحقق افلاما ناجحة.

المرتبة الثالثة للممثل ليوناردو دي كابريو الذي ما زال المنسي الاكبر في جوائز الاوسكار او حتى في الترجيحات لهذه الجوائز. وهذا امر يتساءل كثيرون حول اسبابه وإحجام الاكاديمية عن تسميته منذ فيلم «تيتانيك».

بالنسبة الى الباقي كل شيء يبدو جيدا لهذا الممثل. فيلم «Inception» حقق ايرادات بلغت 825 مليون دولار في العالم، وحقق له اكبر نجاح في الصالات منذ فيلم «تيتانيك». وأكده هذا النجاح كممثل في فيلم آخر هو «shutter Island».

وإذا كان كممثل يسجل ارتفاعا كبيرا في الاسهم إلا انه كمنتج لا يربح كثيرا بل يمكن ان نقول انه فشل في فيلم «القبعة الحمراء» على المستوى المالي والفني.

المرتبة الرابعة احتلها الممثل البريطاني الاصل كولن فيرث. فهذه السنة توج ملكا للعالم في آخر حفل للأوسكار، فقد نال جائزة افضل ممثل عن تجسيده لشخصية الملك الذي يتأتئ جورج الخامس في فيلم «The King’s Speech». وحصد الى جانب الاوسكار كل جوائز السينما التي تعطى لأفضل ممثل عن هذا الدور.

وهو بالطبع جدير بهذه المكانة لأنه عرف بأنه قيمة عالية في السينما الانكليزية وبعدها في السينما العالمية منذ ان شارك في فيلم «Mamma Mia» وفي الفيلم المستقل «Single Man»، وقبلها في دور الرجل الذي يتنافس مع هوغ غرانت من اجل عيني رينيه زيلليغر في فيلم «Bridget Jones».

كولن فيرث رسم طريقه بعناية عبر اختياراته لأعماله بذكاء. وننتظره قريبا في فيلم «Gambit» لمايكل هوفمان مع كاميرون دياز عن سيناريو للأخوين كووين، وأيضا في فيلم «Stoker» لبارك شانووك.

في المرتبة الخامسة يأتي جيف بريدجز وهو في السنة المنصرمة قدم فيلمين مختلفين كليا الاول «Tron» للمخرج جوزف كوزنسكي والثاني «True Grit» للأخوين كووين. وعن دوره في هذا الفيلم رشح جيف بريدجز لجائزة اوسكار افضل ممثل. والفيلم يعتبر تحية لافلام الوسترن. ويمكن ان نقول انه Remake او اعاده لفيلم «مئة الف دولار من اجل شريف» للممثل جون وين. ولكن جيف بريدجز يؤكد انه لم ير الفيلم الاول، ثم أن الاخوين كووين اقتبسوه رأسا من الكتاب الاساسي الذي اخذ عنه الفيلم وجيف نفسه اكتفى بقراءة الكتاب كي يرسم الشخصية. على العموم، الفيلمان حققا ارباحا  كبيرة وصلت الى 343 مليون دولار في الولايات المتحدة، وبلغت 649 مليون دولار في العالم.

في المرتبة السادسة يأتي مات دامون وقد رأينا له خلال السنة ثلاثة افلام. الاول هو «True Grit» الذي تشارك بطولته مع جيف بريدجز وهو للأخوين كووين كتابة وإخراجاً.

والفيلم الثاني هو «Hereafter» من اخراج كلينت ايستوود. اما الفيلم الثالث فهو «The «Adjustement Bureau للمخرج جورج نولفي وشاركته البطولة ايميلي بلانت.

والافلام الثلاثة حققت ارباحا بلغت 265 مليون دولار في الولايات المتحدة، و470 مليون دولار في العالم.

في المرتبة السابعة تربع روبرت داوني جونيور وذلك من خلال فيلم واحد جسد فيه شخصية شرلوك هولمز. والفيلم حقق ارباحا بلغت مئة مليون دولار في الولايات المتحدة وبلغت 211 مليون دولار في العالم.

غني عن القول ان روبرت داوني جونيور عاد ليتألق منذ العام 2005 في فيلم «Iron Man»، وتبعه بسلسلة «شرلوك هولمز»، وذلك بعد سنوات طويلة من النسيان.

في المرتبة الثامنة يأتي مارك والبرغ، وهو رأيناه في فيلمين: الاول فيلم «Fighter» الذي رشح لأكثر من جائزة اوسكار ونال بطله الثاني كريستيان بال اوسكار افضل ممثل لدور ثان. إلا أن البطولة كانت لمارك والبرغ الذي تألق في دور عزيز على قلبه. فهو عايش قصة بطلي الملاكمة عندما كان صغيرا وأحب أن ينقلها الى الشاشة، وعانى كثيرا حتى تحقق حلمه ولعب دور الشقيق الاكبر الملاكم المتقاعد الذي كان اسطورة والذي تحول ليصبح مدربا لشقيقه الذي بينه وبين المجد عوائق عاطفية وعائلية.

والفيلم الثاني هو «The Other Guys». والفيلمان حققا ايرادات بلغت 212 مليون دولار في الولايات المتحدة و219 دولار في العالم.

في المرتبة التاسعة تأتي الجميلة انجلينا جولي. وحقق فيلمان لها ايرادات بلغت 185 مليون دولار في الولايات المتحدة و570 مليون دولار في العالم. والفيلمان هما «Salt» و«The Tourist».

اما في المرتبة العاشرة فتأتي جوليا روبرتس التي حققت في فيلم واحد ايرادات بلغت 80 مليون دولار في الولايات المتحدة و204 مليون دولار في العالم. وهو فيلم «Larry Crown».

وحافظت جوليا روبرتس بذلك على المكانة التي حققتها قبلا في فيلم «Eat Pray Love».

هؤلاء هم النجوم العشرة الاوائل الذين تصدروا بورصة النجاح في العام 2011 المنصرم. ولكن طبعا هذه البورصة غير ثابتة. انها متحركة دوماً. فقد يأتي فيلم من هنا او فيلم من هناك ليغير في المراتب. فمثلاً طوم كروز أطلق فيلمه «Mission Impossible» في جزئه الرابع قبل ايام من نهاية السنة، ومعروف ان هذه السلسلة تلقى اقبالا من الجمهور مما يجعل طوم كروز بعد اسابيع يدخل المراتب الاولى في بورصة الافلام.

وهكذا... فجميع النجوم يجتهدون ويعملون، ولكن منهم من يلعب على جواد خاسر فتهبط أسهمه في البورصة ومنهم من يلعب جوادا رابحا غير متوقعا احيانا فترتفع اسهمه من دون ارادة منه او بإرادة منه.

ونشدد في النهاية ان المقياس الذي تعتبره هوليوود في الربح والخسارة هو: اقبال الجمهور اي الايرادات على شباك التذاكر، من دون التفات الى المعيار الفني الذي قد يتلاقى احيانا مع المعيار الجماهيري ولكن ليس دائماً!