2012/07/04

الفضائية الإخبارية السورية.. تجريب بكل معنى الكلمة!
الفضائية الإخبارية السورية.. تجريب بكل معنى الكلمة!


هيثم صالح - تشرين

كثر الحديث قبل إطلاق البث التجريبي لفضائية الإخبارية السورية من أنه قد تم الإعداد لهذه القناة لتلافي جوانب التقصير في الفضائية السورية إضافة إلى التحرر من ضوابط الإعلام الرسمي التي تحول دون التعاطي مع العديد من القضايا التي تمس الدول الشقيقة والصديقة كون هذا الإعلام ينطق باسم الدولة ويتناغم مع سياستها الداخلية والخارجية ويحملها مسؤولية الرسالة الإعلامية التي يتناولها.

لكن المتابع «للإخبارية السورية »منذ انطلاقها في بث تجريبي قبل قرابة العشرة أشهر والذي قد يطول أكثر من ذلك بكثير كما هو واضح يجد أن هذه الفضائية بمثابة مخلوق مشوه عن الفضائية السورية الرسمية، فضلاً عن الأخطاء المهنية واللغوية التي يصل بعضها إلى درجة الفداحة حيث قامت إحدى المذيعات بالأمس أثناء تقديم أحد التقارير برفع المنصوب حين قالت إن «فلان ترك أعمالُه» بدلاً من أعمالَه وقس على ذلك الكثير من الأخطاء اللغوية الأخرى أما من الناحية المهنية فقد درجت الفضائية الإخبارية فيما تعده عماد بثها التجريبي على طرح مقدمة خبرية عن حدث ما محلي أو إقليمي أو عالمي ثم القول «فلنتابع المادة التالية»، معتبرة ذلك أحد أساليب التفرد المهني وهنا يمكن القول إن كل من درس أكاديمياً في قسم الصحافة سابقاً أو كلية الإعلام حالياً وغيرها من الكليات الإعلامية العالمية يعلم علم اليقين أنه لا يوجد في كل الأنواع الإعلامية الصحفية نوع اسمه «مادة» إنما يوجد نوع اسمه «تقرير- تعليق- خبر- تحقيق- مقال» وما إلى ذلك وهذا دليل على عدم إلمام كادر القناة بالجوانب المهنية الأساسية. ‏

وبما إننا نتحدث عن الكادر العامل في هذه القناة فإنه لابد من ذكر المعلومة التالية وهي أن أغلبية الكادر العامل حالياً في القناة هم صحفيون يعملون في وسائل الإعلام الرسمية الأخرى ولن يعطوا هذه الفضائية تميزاً أكثر مما أعطوه في وسائلنا الإعلامية الرسمية كما إنهم لم يحسنوا الاستفادة من الهامش المتاح لهم. ‏

وأما عن «الهام»الذي يتصدر شاشة هذه الفضائية في أغلب الأحيان والذي يحمل بعض العناوين الإخبارية فهو أحد أساليب الإملاء والبعد عن الموضوعية والحيادية وقد يعده الكثيرون قليل الأهمية وحتى لا أهمية له وهو في أغلب الأحيان مأخوذ عن «عاجل» الأقنية الفضائية الأخرى. ‏

بقي أن نقول إنه بعد عشرة أشهر من البث التجريبي مع غياب تحديد الجمهور والهدف والاستراتيجية والرسالة الإعلامية فإن الصفة الأساسية الملازمة لهذه الفضائية هي صفة التجريب بكل معنى الكلمة وإذا لم تغير القناة هذه السياسة فمن الأفضل لها ولنا وللجمهور أن تنهي بثها ويتحول الاهتمام إلى القناة الفضائية الرسمية التي خطت مؤخراً خطوات جيدة يمكن تطويرها أكثر. ‏