2012/07/04

يفترض أن تركز الدراما على ما يجري حالياً، كقضية العنف ضد المرأة وأساليبه. قد أتنازل قليلاً من أجل عمل يشارك فيه نجوم هامين ومكلف مادياً وأشعر أنه سيكون هاماً. أحدد أجري من خلال العمر الفني وتجربتي واسمي وعدد المشاهد. إذا لم أقتنع بدور ما، فحتى لو دفعوا لي الملايين فلا أشتغله. أغلب الشخصيات تكتب للأدوار الرجالية.   بوسطة-علي أحمد على الرغم من النجاح والشهرة الذين حققتها الفنانة سلمى المصري إلا أنها حافظت على تواضعها وبساطتها وصلتها اليومية بالناس من حولها، وظلت قادرة على التألق والتجدد في معظم أدوارها التمثيلية. ومعها كان لنا هذا اللقاء:   ما هي القضايا التي تغيب على الدراما السورية ويجب استحضارها ؟ يفترض أن تركز الدراما على ما يجري حالياً، كقضية العنف ضد المرأة وأساليبه، أو مثلاً منح المرأة جنسيتها لأولادها. ما سبب غيابك عن الأعمال الشامية؟ لم أغب وأي مخرج أو منتج يبقى له رؤيته، مع أنني بنت الشام، لكن ربما لم يرونني شامية. مع أن عدد الممثلات قليل قياساً لعدد الأعمال الشامية؟ في أحد الأعمال الشامية الهامة التي صورت كان من المفترض أن أشارك فيه، لكنه لم يحصل اتفاق بيني وبين الشركة المنتجة، مما جعلني أعتذر عن المشاركة.. ما هي أسباب عدم الاتفاق مع الجهات المنتجة؟ قد تكون الأسباب مادية. هل لك شروطك المادية؟ الموضوع ليس شروط بقدر ما هو إحساسي أني مغبونة، وأن هناك من يأخذ تعبي وجهدي، فهذا لا أقبله، وفي عملنا يجب أن نكون مرتاحين مادياً مع الشركة المنتجة حتى نستطيع العمل، وهذا ما جعلني أعتذر عن المشاركة في العمل. ألم تندمي بعد أن عرض العمل؟ أبداً.. فكل إنسانة له نصيبه، فقد كانت الشخصية التي كان من المفترض أن ألعبها هي من نصيب زميلة أخرى. أنت تحدثت عن تجربة واحدة مع أن هناك ممثلات تعددت مشاركتهن في الأعمال الشامية؟ لا أحب المشاركة في أكثر من تجربة من نفس النوع، لأن الجمهور يضيع ولا يعود يميز كثيراً أدواري، ثم أنني كممثلة لا يكون مقنع للناس ما أقدمه لهم، أما عندما تكون الشخصيات متباعدة وتختلف (كراكتراتهم) فالأمر مختلف. فمثلاً في الأعمال الاجتماعية التي قُدمت تجد التشابه كبير بين الممثلين المشاركين، حتى أننا لم نعد نميز بين شخصيات العمل، فقد اختلطت علينا الإحداث. من هنا يأتي تساؤلي عندما نجد أن ممثلين يشاركون في أربعة أو خمسة أعمال، وبالمقابل لا يشارك ممثل آخر بأي عمل؟ هذا قد يكون نتيجة للأحوال المادية، فالممثل الذي يشارك في أكثر من تجربة درامية كي يستطيع أن يصل إلى مستوى مادي يمكنه من العيش المريح، ولا ألومهم على ذلك. هل يمكن أن تتنازلي عن بعض من أجرك من أجل شخصية أو تجربة مميزة؟ قد أتنازل قليلاً من أجل عمل يشارك فيه نجوم هامين ومكلف مادياً وأشعر أنه سيكون هاماً، لكن أحياناً تجد أن هناك شركات تحاول أن تستغل الممثلين وتوفر على حسابهم خاصة عندما يكون العمل مرصود له ميزانية كبيرة، فلماذا ذلك، مادام الممثل هو أهم عنصر في العمل؟. ما دمنا نتحدث عن الأجر فكيف تحددين أجرك؟ أحدده من خلال العمر الفني وتجربتي وأسمي وعدد المشاهد، كل ذلك يحدد أجري، أحياناً عندما يتم اختيار ممثل قدير، حتى لو كان عدد مشاهده قليلة، فيجب هنا أن يأخذ حقه تكريماً لتاريخه ولعمره الفني، سيما أنه سيتم استغلال سمه لصالح العمل. لكن يزعجك عندما تسمعين عن الأجور التي تتقاضاها الممثلات الجديدات؟ يا صديقي الصحفي لنكن واقعين ونقر أن لكل زمان رجاله كما يقولون، ودائماً هناك أجيال تظهر تحقق النجومية، وهذا هي مشيئة الحياة فكما كنت في مرحلة ما كان أجري أكثر من غيري، لكن ذلك على أن يكون الفارق في الأجور كبيراً بين الممثلات، ويكن هناك عدل بيننا، فالمشكلة أن اليوم هناك تجاوزات في هذا الموضوع. ما هو الدور الذي فيه هذه التجاوزات؟ ليس الموضوع شروط ما، إنما يكون الموضوع أنني أقرأ نص يجعلني أحبه وأصدقه وأتعاطف معه، كي أستطيع تأديته، أما إذا لم أقتنع بدور ما، فحتى لو دفعوا لي الملايين فلا أشتغله إذ أنني أشعر أنه مثل الهم. فالمسألة ليست مادية فقط. هل تشعرين أن هناك أدوار صعبة عليك؟ ماذا تقصد. كأن لا تكون على سوية سلمى المصري؟ بكل تأكيد لا أمثلها، مع أنه أحياناً قد أكون ضيفة على عمل، وأشعر أن الشخصية تريد أن تقول شيء، هنا لا يهمني مساحة الدور، بقدر ما يهمني أهمية الدور. لذلك الأدوار ليست دائماً بحجمها، إنما تكون بأهميتها وفاعليتها. كيف تجدين الفرص المقدمة لك في هذه المرحلة؟ موضوع الفرص مرتبط بكتاب السيناريو فأغلب الشخصيات تكتب للأدوار الرجالية، والبطولة منوطة بالرجال، والشخصيات النسائية تكون محيطة بهذه الشخصيات أما زوجة أو أخت أو أم أو البنت، فلا ترتكز على معاناة المرأة. اليوم بدأت أبحث عن جوانب يمكن أن تتلاءم مع ما أريد أن أقدمه، بحيث يكون دور المرأة محوري في العمل. ألا تخشين أن تهرب  النجومية منك؟ يا سيدي إذا أرادت أن تهرب فلتهرب، لكن إذا كان لي بصمة وأثر في ذاكرة الناس، فمهما طال غيابي عنهم فإن الناس لن ينسوني وسيبقون مشتاقين لي ويتابعون أخباري. من يعجبك من النجمات الجديدات؟ هناك جيل جديد من الممثلات المحترفات أمثال سلاف فواخرجي وكاريس بشار ونسرين طافش وديمة بياعة ونادين تحسين بك ديمة قندلفت وسلافة معمار واليوم ظهرت كندة حنا، الحقيقة أسماء كثيرة ظهرت من الممثلات الموهوبات اللواتي يشتغلن على أنفسهن، ويتطورن من مرحلة إلى أخرى. برأيك هل نجومية التلفزيون مؤقتة؟ لا أعتقد أنها مؤقتة، خاصة أن التلفزيون مفروض على الناس مشاهدته ليلاً ونهاراً. ويبقى الأمر مقترناً بالممثل نفسه، فهناك ممثلين تبقى تشتاق لهم مهما غابوا عن الجمهور، وهناك ممثلين لا يحركوا أية مشاعر تجاههم. شكراً سلمى المصري