2012/07/04

الفنانون السوريون: هواة يخوضون الغناء
الفنانون السوريون: هواة يخوضون الغناء


ماهر منصور - السفير


أطلقت الممثلة ديمة قندلقت أغنيتها الثالثة قبل أشهر. الممثلون نسرين طافش وأمل عرفة وباسل خياط يشاركون فرقة «كلنا سوا» السورية في أغنية للبيئة بعنوان «أنت أحلى». والممثل مصطفى الخاني يسجل أغنيته الثالثة «رضاكي يامو» بمشاركة دريد لحام وعاصي الحلاني، والممثل والمخرج سيف الدين سبيعي شارك في «ديو المشاهير»، ويتحدث عن ألبوم جديد مع فرقته «مرمر» سيصدر قريبا.

... والقائمة تطول. فنانون يمتلكون الصوت الجميل أو يتقنون الغناء. فقدموا أغاني لضرورات درامية حيناً، واستجابة لرغبة في الغناء حينا آخر، او لإيصال رسالة توعوية.. لكل أسبابه. ولكل منهم حظه من النجاح أو الإخفاق. لكن أيا منهم لم يعلن أنه سيصبح يوماً مطرباً. وإذا سئلوا عن أسباب التوجه للغناء، فمعظمهم يلتقون حول جواب مفاده: «لماذا التمثيل حلال على المغنين. والغناء حرام علينا كممثلين؟!».

الفنان باسل خياط درس الغناء والمقامات الشرقية بشكل علمي، «كي أستطيع الوصول إلى مرحلة أصبح فيها قادراً على الغناء بشكل حقيقي»، على حد تعبيره. وقد استشعر النجم الشاب في داخله القدرة والرغبة في الغناء، الأمر الذي جسده، درامياً على مرحلتين: حين قدم في مسلسل «وشاء الهوى» دور شاب يتقدم لمسابقة الغناء ويفوز به، وحين قدم أغاني عدة في مسلسل «أبو خليل القباني» الذي أدى دور البطولة فيه... وكان في نية خياط أن يصدر أغاني عبر «سي دي»، لكنه عدل عن الفكرة. وربما يتراجع عن فكرة العدول، لا سيما أنه قام بالتحضير لعدد من الأغاني، وفق مصادر إعلامية.

بدورها خاضت الفنانة ديمة قندلفت تجربة الغناء قبل التمثيل فغنت ضمن كورال «جوقة الفرح» لعدة سنوات، قبل أن تنتقل لتغني مع كورال أكثر احترافا هو «قوس قزح»، الأمر الذي أهلها لاحقاً لتقديم أغان فردية... فقدمت ثلاث أغان خاصة بأعياد الميلاد، كانت آخرها أغنية «طل العيد» التي قدمتها في عيد الميلاد الفائت. ومن المتوقع أن يكون في جعبة قندلفت المزيد من الأغاني، وتكاد تكون الأوفر حظا بين الفنانات بالنجاح في تجربة الغناء بعد الفنانة أمل عرفة، التي تكرست شهرتها بطبيعة الحال عبر الغناء، قبل أن ترفع من رصيدها كممثلة من الصف الأول.

الفنان والمخرج سيف سبيعي عرف بانتمائه إلى فرقة غنائية في الشام تدعى «مرمر»، كما عرف بميله لغناء الغربي أكثر من الشرقي، واختبره الجمهور في برنامج «ديو المشاهير» فضلاً عن برنامج سباق النجوم على «الفضائية السورية». والمخرج الشاب يدرك أن صوته ذو إمكانيات محددة، لكنه يؤكد أنه يجيد الغناء بشكل صحيح. وسيطل غنائياً مع فرقته «مرمر» في ألبوم سيصدر لها لاحقاً.

قدم الفنان سامر المصري فيديو كليب غنائيا سياسيا بعنوان «فيق يا بو زهدي». كما قدم دور البطولة في سباعية «حكايات الغروب» التي تعتمد على الغناء بشكل أساسي. واشتهر بأغانيه في أكثر من مسلسل أهمها «بقعة ضوء»، و«أبو جانتي». لكن حتى الساعة لم يطرح اسم المصري مغنياً خارج الدراما رغم أن مصادر إعلامية تحدثت عن مشروع إنتاج ألبوم له، توقيع شركة «روتانا».

الفنان أيمن رضا قام هو الآخر بتسجيل أغان وتصويرها بطريقة الفيديو كليب، ضمن مشروع غنائي أراده انتقاديا هادفاً. إلا أن التجربة لم تنل حظها من النجاح رغم شهرة رضا بالغناء واختباره جماهيرياً في هذا المجال. ويعتبر مرشحا دائما لإصدار ألبوم غنائي في أي لحظة.

الممثل الشاب مصطفى الخاني أدى ثلاث أغنيات هي «لعيونك يا شام»، و«قسم الوطن»، و«رضاكي يامو» ..وقد كتب كلماتها جميعا وشارك في تلحينها. والغناء بالنسبة للخاني هو رسالة وطنية وإنسانية تؤدي خدمة اجتماعية أكثر من كونها غناء. ويؤكد الخاني أن «علاقتي بالغناء والموسيقى هي علاقة تذوق ومعرفة وليست علاقة احترافية»، لافتاً إلى أن «أداء الأغاني والتذوق الموسيقي والإنشاد والإيقاع هي من المواد التي يدرسها الطالب في المعهد العالي للفنون المسرحية». وضمن مفهوم «الغناء - الرسالة» قدمت الفنانة سوزان نجم الدين أيضاً أغنية «سلام لغزة الأبطال»، بعدها قدمت تجربتها الغنائية الثانية «ياسمين الشام».

وضمن قائمة الفنانين الحالمين بالغناء، تفكر الفنانة جيهان عبد العظيم بتسجيل أغنية «سينغل» وتصويرها على طريقة «الفيديو كليب». كما أن هناك مشاريع غنائية أخرى تراود أذهان فنانات أخريات منهن ليليا الأطرش وصفاء سلطان. أما الفنانة نسرين طافش التي ظهرت كمغنية في كليب «انت أحلى»، وفي سباعية الميوزكال «حكايات الخريف»، فتؤكد أنها ستوظف صوتها في الدراما فقط، مشيرة إلى أنها تعمل على تدريب صوتها بشكل علمي، وتجيد العزف على آلة البيانو.

في كل الأحوال لم يطرح أي من الفنانين السوريين نفسه مطرباً. كما أن تجربة خوض الفنانين السوريين الغناء، حتى بالمعنى الاحترافي، ليست جديدة، بل يعود تاريخها إلى الخمسينيات حين كان يؤدي الفنان رفيق سبيعي منولوجاته الشهيرة... كما خاض الفنان دريد لحام ايضا الغناء في الدراما. وقد كرست دراما الأبيض الأسود في انطلاقة التلفزيون السوري في الستينيات ظاهرة الممثل - المغني. ويبدو أن الظاهرة عادت لتحيا مجدداً مع ممثلي اليوم، وخصوصاً أن من بينهم من درس الموسيقى والغناء، وتلقى تدريبات على فنون الأداء.