2012/07/04

الفنانون... بين «2011» الـذي نشــهد أيامه الأخيرة و «2012»
الفنانون... بين «2011» الـذي نشــهد أيامه الأخيرة و «2012»


نجلاء دنورة - الثورة

عام غص بالأحزان والآلام نودعه بعد أيام معدودة ومازالت الدموع تجري على وجوه الأمهات الثكلى والزوجات الأرامل والأطفال اليتامى .. ودماء الشهداء تسيل .. مازالت الأيادي الخارجية تحاول العبث بوطننا الغالي ساعية لبث الفتنة بين أبنائه وتخريبه .

عام من الغدر والقتل والأعمال الإرهابية التي كان آخرها وأكثرها شناعة ما شهدناه منذ أيام خلال التفجيرين الإرهابيين اللذين كان ضحيتهما أربعة وأربعين شهيداً من العسكريين والمدنيين .‏

عام مُحمّل بالأثقال والأحزان والأوجاع التي نغّصت على كل سوري شريف أفراحه بنجاحاته وإنجازاته شخصية كانت أم مهنية .. فكيف يمكن للأبناء أن يفرحوا بما حققوه، والأم الحنون التي احتضنتهم في ربوعها موجوعة حزينة تتعرض لأشد هجمة كونية عاتية ؟.. كان عاماً لم تشهد له البلاد مثيلا. ولعل الكثيرين منا عند حلول الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لاستقبال العام الجديد سيقومون بكسر الجرار (كتقليد يمنع من رحل من العودة) لنقول بذلك لـ (2011) احمل معك ما جلبته لسورية من مآسٍ إلى غير رجعة ، أملاً في أن يحمل عام (2012) معه الخير والطمأنينة والسلام والمحبة .. ولكن كيف وصف فنانون العام الذي نودعه ، وما أمنياتهم للعام الجديد ؟..‏


هاجسنا الأول الخروج من الأزمة‏

تحدث الفنان محسن غازي عن هذا العام قائلاً : بالنسبة لنا كفنانين دخل هذا العام بما يحمل من مفردات للحزن (وهي كثيرة) إلى عمق دواخلنا شأننا في ذلك شأن كل السوريين على اختلاف مهنهم وأصبح الهاجس الأول هو الخروج من دوامة التعدي الخارجي على سلامة وطمأنينة الوطن وأبنائه . وقد كان هناك تراجع في كم الأعمال على كافة الأصعدة الفنية من دراما وغناء ومهرجانات وغيرها من الأنشطة . وبدأنا جميعاً بحالة من الصدمة بطرح مجموعة من التساؤلات وتوجيهها للذات تارة وللآخرين تارة أخرى ، مفادها وجوهرها ماذا يحصل في سورية ؟. سورية المتميزة بالتنوع والتعايش والتسامح ، وثم الانتقال بعد التساؤل إلى المشاركة في عملية الخروج من المسارات القسرية التي رسمها معظم أهل الكون لهذا البلد الساكن في قلب الدنيا .‏

أما الطموح للأيام القليلة القادمة ومع بدء العام الجديد فأمنياتنا أن يقوم كل سوري بواجبه لبلسمة جراح الوطن وإعادة صياغة الذات وتحصينها بمكونات المناعة الوطنية في سورية الجديدة ، سورية الأمان والاستقرار والإصلاح والحب .‏

وأخيرا أقول الرحمة على أرواح الشهداء جميعا فهم أشقاؤنا أبناؤنا أقرباؤنا ومعهم نحن أبناء سورية التي أبقتنا مرفوعي الرأس عبر الأزمنة .‏


سنزرع شجرة المحبة‏

الفنانة تولاي هارون قالت : أتمنى أن يعم السلام في سورية لأنه عندما تكون آمنة يعم السلام في العالم كله ، وسوف نزرع شجرة المحبة لننشرها على الكون بأسره فليس للحقد مكان بيننا وأستغرب من العرب كيف يزرعون الحقد بين أبناء الوطن الواحد من أشقائهم . وأدعو لله أن يصبّر أهالي الشهداء المدنيين والعسكريين فما حدث ليس بالأمر البسيط فهو يحتاج إلى سنوات ليُنسى. أما وقوع عملين إرهابيين منذ أيام فلا يمكنني التعليق عليه لأنه عمل إجرامي فظيع ، لكن أريد أن أسأل المعارضة الخارجية .. هل هم سعداء بما يحدث في وطننا ؟؟.‏


سنبدأ عام المحبة والسلام‏

أما الفنانة صفاء رقماني فترحّمت على الشهداء الذين نالوا هذه المرتبة السامية ، ووصفت هذه السنة بالمؤلمة جداً، تقول :‏

أحزنتنا وآلمتنا وأبكتنا كثيراً ، وخسرنا فيها الكثير من أبنائنا وهو أمر مؤلم جداً ، ومن المحزن أن الأوضاع لم تهدأ بعد. ونتمنى أن نبدأ العام الجديد بصفحة جديدة مليئة بالمحبة والسلام، نعطي خلالها الفرصة لأطفالنا أن يعيشوا الحياة وكذلك لأنفسنا لنتمكن من نسيان الأحداث التي ألمت بوطننا . وإن شاء الله ستزول هذه الغيمة السوداء لتحل مكانها غيمة ممطرة تغسل الدم الذي نزف .‏

وأريد أن أتوجه بسلام كبير واحترام عظيم وتحية إجلال لقائدنا السيد الرئيس الرمز الصبور الحكيم وأدعو له بالقوة والنصر ، وتحية إجلال أيضا للجيش لأبطال حماة الديار الذين يضحون بأرواحهم ليحمونا ، ونتمنى أن تزدهر سورية ويعم فيها السلام من جديد .‏


عام مؤلم وحزين‏

وقالت الفنانة سوزان سكاف :‏

عام حزين جدا نرجو أن يتوقف جريان الدماء السورية والاعتداءات الشرسة على بلدنا ، ومن المؤسف جدا هذا الموقف العربي تجاه سورية التي وقفت دائما جنبا إلى جنب مع الأشقاء العرب ، وكذلك التعتيم الكامل من قبل وسائل إعلامهم التي أثبتت بأنها قنوات عميلة تشارك في الحرب العالمية التي تشن على بلدنا . ونأمل في العام القادم أن تهدأ النفوس وتطمئن وأن يحمل الخير على بلدنا وقائدنا ، وأريد أن أتوجه بالشكر الكبير للدولتين العظيمتين روسيا والصين .‏