2012/07/04

الفنان المخرج رامي حنا
الفنان المخرج رامي حنا

  -         الفن خيال وليس فرص -         النص الجيد يجب أن يكون مشغول بحرفية وصدق عالي ولدى كاتبه حب ورغبة في كتابة نص من النوع   الحياتي، ولا يكون فيه فبركة أو أن صاحبه قد كتبه ليرتزق من وراءه.. -         المشاهد التي تندرج تحت مسمى الرومانس... تكون فارغة وتافه ومبتذله إذا لم تكن مشغولة بعناية.     دمشق- بوسطة علي أحمد  من عمل إلى أخر يزداد تألق الفنان والمخرج رامي حنا، حتى أنه في لحظات كثيرة تفوق على أساتذته في رؤيته البصرية والمشهدية الجميلة التي تمتاز بها تجاربه الإخراجية، وبالذات في مسلسل "نرجس" الذي حقق نجاحاً كبيراً وأعلن عن مشروع مخرج متميز قادم إلى الدراما السورية. رامي يعكف في هذه الفترة على تصوير تجربته الإخراجية الثالثة، التي بدأ لقاءنا معه بالحديث عنها: أصور مسلسل "على قيد الحياة" من تأليف الكاتبة جيهان الجندي وهو عمل اجتماعي يتحدث عن حياة يومية تمر بها عدة شخصيات، ويعتمدعلى اليومي في بنيته وأحداثه وقصته، فلا يوجد أحداث جلل، والقصة لا تعتمد الشكل المعتاد ببنائها بداية ووسط ونهاية فهي سرد لما يحدث كل يوم. *ماذا وجدت في النص حتى تبنيته؟ **هذا النص 12 الذي قرأته هذا العام، حتى توصلت لقناعة على تبنيه وقبول إخراجه، فقد وجدت عدة تقاطعات بيني وبين الكاتبة جيهان، بتفكيرنا، وماذا تريد أن تقول من خلال العمل. *وموضوع البطل المطلق؟ **ليس لديّ أية مشكلة إذا كان العمل يعتمد على بطل مطلق أو عدة أبطال، فهذا ليس في مقاييس العمل الفني، إنما شاءت الصدفة أن أخرج هذا العمل الذي يعتمد على البطولة الجماعية. *ما هي الجوانب التي تطلبها في نص أعمالك؟ **أن يكون مشغول بحرفية وصدق عالي ولديه حب ورغبة في كتابة نص من النوع   الحياتي، ولا يكون فيه فبركة وأن صاحبه قد كتبه ليرتزق من وراءه، وهذا غالباً ما يكون حال كتاب الدراما. *ألا تفكر بالتعاون مع الكاتبتين ريما وأمل حنا؟ **للأسف فإلى الآن لم تجمعنا أية تجربة، وأتمنى أن أقوم بإخراج عمل من كتابتهما، طبعاً ليس لوجود القرابة بيننا، فهما غنيتان عن التعريف، ونصوصهما تتحدث عنهما. *ألا تأخذ رأيهما في اختيار النصوص؟ **لا أبداً فيكون خياري لوحدي. *هناك خصوصية للأعمال التي أنجزتها؟ **لم أكن أقصد ذلك، وإلى الآن لا أعرف ما سأكون عليه، مع أنه من الطبيعي أنه سيكون لي أسلوبي الذي يعبر عن شخصيتي.  *تميز مسلسل نرجس بالشفافية والرومانسية، فكيف عملت على ذلك؟ **دوماً أحاول أن تكون مشاهد أعمالي على أكمل وجه، خاصة المشاهد التي تندرج تحت مسمى الرومانس، والتي تكون فارغة وتافه ومبتذله إذا لم تكن مشغولة بعناية، وهذه المشاهد كانت تشكل لي حالة من الخوف والرعب والهلع قبل التنفيذ، وقد أخذت مني لذلك جهد كبير، ولا أعرف إلى أي درجة وفقت في ذلك. *الحلول الإخراجية التي قدمتها، ربما تكون المرة الأولى التي تقدمها الدراما السورية؟ **كما قلت أن ذلك مرتبط بالجانب الشخصي والذاكرة وتراكم الصور وكيف يعيد أحدنا تركيبها وإنتاجها وفق رؤيته الشخصية، وهي ليست أفضيلة لمخرج على أخر، إنما هل استطاع  أن يعبر عن أفكاره بالشكل الصحيح والمطلوب، وهنا أتحدث عن الإخراج وبالمعنى العلمي للكلمة. وكي لا يكون الأمر أنه جهد استثنائي مني، إنما هو طريقة تفكري تنتج هذه الصور التي شاهدها الناس في العمل. *كيف تقوم بإغناء هذه الذاكرة عندك؟ **كل ما يتعلق في حياتنا يرتبط بهذه الذاكرة، من مرحلة الطفولة إلى القصص اليومية وقراءة الروايات والشعر والأدب بصورة عامة والمسرح والسينما والراديو كل هذه الأمور تتراكم في الذاكرة من دون أن يعرف الإنسان بذلك، ويأتي اللاوعي يعيد إنتاجها، كل هذه الظروف تنتج صورة تعبر عن صاحب هذه العلاقة. *هل كنت تتوقع أن تحقق هذه النتائج قبل دخولك مهنة الإخراج؟ **إذا كنت تعتبر هذه النتائج جيدة فشكرا على هذا الإطراء، وكي لا أكون مدعي فلم أكن أعرف أنني سأحقق ذلك، وقد سمعت الكثير عن التجربتين "عنترة ـ نرجس" وقد تم التعرض لهما بالنقد سواء كان سلبياً أو إيجابياً، مع أن غالب النقد كان يميل للإيجابي، ومع أن أنه يهمني كثيراً رأي هؤلاء، لكنني لا أعرف إلى أي درجة كانوا موضوعيين في نقدهم، أو أنهم كانوا متحمسين لي، ولا أعرف إذا كنت حققت نتائج جيدة أو لا، وأعتقد أن هذه الجواب سوف يكون أزلي بالنسبة لي. *ما رأيك بالنقد الفني في سوريا؟ **مع أننا يفترض ألا نعمم الحالة فقد يوجد اسمين أو ثلاث يختصون بالنقد إلا أنه يمكني القول أنه لا يوجد نقد علمي في سوريا، فهناك من يحب المديح، وهناك من يفضل السب والشتم، مع أن النقد مستقل تماماً عن الفن، ولا يصح أن نقول أنه عايش على الفن، فهما كائنين مستقلين، وفي سوريا لا يوجد نقد فني علمي ، ولم أقرأ أية مقالة نقدية، تحليل وتركيب وعن البنية والنوع والرمزية والواقعية في العمل الفني، فكل ما يكتب يندرج في حب العمل أو أعجاب بالمشاركين فيه أو رفض أو انطباعات، أو تجد من يقول أن العمل فيه مشكلة في الإيقاع، فما المقصود بالإيقاع بالنسبة له، هل يرتبط بالشخصيات أم بالإحداث. *هناك مخرجين يعترضون على عمل الممثلين في مجال الإخراج، وأنهم يأخذون فرصهم؟ **لكل مخرج رأيه، هل يريد هؤلاء أن يكون الخياط مخرجاً، فالفن لا يحده اختصاص أو من يحق له ولا يحق له، فالفن يحق للجميع، ومن يستطيع أن يكون فنان ويؤثر في المتلقي فلم لا يمارس هذه المهنة، وأنا أستغرب هذا الموقف والاحتجاج. *قد يكون الأمر مرتبط بالفرص؟ **أكره التعامل مع الفن على أنه فرصة. *إذاً ماذا هو؟ **هو خيال بان أعمل في هذه المهنة أو لا، وأحزن على المخرجين الذين يرون أن هناك فرص قد سحبت منهم. أعتقد أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، وليس في الفرص التي أخذت من أحد، إنما سواء بوجودنا أو بعدمه فلن تأتيه هذه الفرص. *توجهت نحو الإخراج هل هو لقلة فرص التمثيل. **عندما قمت بإخراج مسلسل "عنترة" اعتذرت عن المشاركة في أكثر تسع أعمال درامية، ولم أكن عاطل عن العمل وقتها حتى توجهت إلى الإخراج، وإلى الآن ما تزال فرص التمثيل متاحة وتقدم لي. ثم يضيف رامي: ومن خلال توجهي نحو الإخراج يمكنني أن أقول ما أريده من خلال التجارب التي أقدمها، وهي تعبر عني كرامي حنا..