2012/07/04

الفنان طلحت حمدي
الفنان طلحت حمدي

  طلحت حمدي لبوسطة:   -      الأجيال الجديدة في الوسط الفني.. عملت شِلل وأبعدت ناس وقربت ناس.. -      في كل يوم نجد وزير جديد ومدير عام جديد يغير كل الطاقم الذي كان موجود.. -      مازال التلفزيون يفكر كما كان يفكر في سنة السبعين. -      أربعين مسلسل  في السنة وعشرة ممثلين يمثلون هذه المسلسلات!!!!..     دمشق-بوسطة علي أحمد   هو من جيل الرواد في الدراما التلفزيونية السورية التي حملها جيل من الفنانين على عاتقهم في ظل ظروف صعبة وقاسية، وساروا بها زمناً طويلاً إلى أن وصلت إليه اليوم حالها من التألق والنجاح والنجومية. لكن يبدو أن هذا التاريخ لم يمنح الفنان طلحت حمدي ما يستحقه من أن يظل اسمه حاضراً فيها فغاب سنوات عنها، وهو في هذا اللقاء يتساءل عن سبب هذا الغياب.  ما أخر أخبارك الفنية؟ أشارك مع المخرج إياد نحاس في مسلسل "بيت جدي" أو الشام العادية، حيث أجسد شخصية جديدة على أحداث العمل التي شاهدها الجمهور في الجزء الأول. لاحظنا غيابك في الفترة الأخيرة عن ساحة العمل؟ لأنه لا يوجد لي مشاركات في التلفزيون السوري ولا حتى في القطاع الخاص منذ عشر سنوات ولا أعرف ما هو السبب، رغم أنني لم أتغير ومازلت طلحت حمدي، لكن العلاقات في الوسط الفني هي التي تغيرت  بسبب الأجيال الجديدة التي قدمت وعملت شِلل وأبعدت ناس وقربت ناس... وأنا كنت من ضمن الناس المبعدين بدون أي سبب لأنه لا يوجد أي عداء بيني وبين أحد، وتبقى القصة هي تصورات مخرج، عندما يشعر المخرج أنه بحاجة إلى طلحت حمدي يعرض علي العمل كما حدث في هذا الفيلم وفي فيلم حسيبة.. ما هو تقييمك لأعمال التلفزيونية ؟ التلفزيون يتخبط منذ سنوات من خلال الأعمال الهابطة  التي تحكمها المزاجية و الشللية والمحسوبية، والتلفزيون تراجع كثيراً عن القطاع الخاص وهذا سببه البيروقراطية التي تحكمه والقائمين عليه وعدم الاستقرار، وفي كل يوم نجد وزير جديد ومدير عام جديد يغير كل الطاقم الذي كان موجود.... وهناك غياب لمنهاج وخطة ثقافية، ومازال التلفزيون يفكر كما كان يفكر في سنة السبعين. ولماذا أنت بعيد عن القطاع  الخاص ؟ القطاع الخاص لا يخلو أيضاً من المشاكل، ويفكر ضمن أبواب مغلقة، وتستغرب وجود أربعين مسلسل  في السنة وعشرة ممثلين يمثلون هذه المسلسلات، فما السبب؟ بسبب العلاقات غير الصحيحة . أنت لست بعيد عن الوسط الفني ولك علاقات مع المخرجين ؟ لي علاقات ولكني لست بموقع أن أقدم للناس ورقة حسن سلوك، وأنا رجل أمضيت 47 عام ووصلت إلى عمر ومكانة لا تسمح لأن أجامل أحد لأنني احترم نفسي وتاريخي ولست نكرة، لي عنوان، وعندما يحتاج الناس لي سيتصلون بي . هل هناك موقف شخصي منك في القطاع  الخاص ؟ طبعاً ولماذا أنا مستبعد، واعتقد أن طبيعة الشركات الخاصة يهمها العمل التجاري الرائج ويضعون قوانين وشروط له، وخيارتهم تكون أدوار حب للمثليين الصغار، وأدوار الآباء التي تناسبني هي أدوار ثانوية وهذا لا يناسبني . لكن دور الأب في المسلسلات ليست ثانوية وقد تكون أدوار بطولة ؟ نادرة هذه الأدوار، واعتقد وجود عقدة الدونية لدى المخرجين عندما يتعاملون مع جيلنا ويشعرون أنهم صغار لأننا وقفنا إلى جانبهم في بداية عملهم وساعدناهم، وهذا السؤال يوجه للمخرجين أنفسهم . لو بقيت ضمن نطاق الإنتاج هل سيختلف وضعك ؟ طبعاً، وحتى الإنتاج لم يعد لنا لأن الشركات الكبيرة تخسر وتستمر، بينما الشركات الصغيرة كلها وقفت منذ أول عمل خسرت فيه. الأعمال التي ينتجها القطاع الخاص برأيك هل هي بمستوى جيد ؟ أكثر الأعمال التي يقدمها القطاع الخاص هي أعمال لإثارة الغرائز، وأغلبها تسيء للمجتمع السوري تقدم سورية على أنها بلد مافيات وعصابات قتل، ومراتع للدعارة والإيدز والمحرمات، ولا تعكس وجه حقيقي للمجتمع . لكن هذا الواقع موجود ؟ عندما تختار هذا الواقع لا يعني بالمطلق اختياره هناك وجه نظرة أخرى للمجتمع، لماذا لا نرى إلا النصف الفارغ من الكأس؟ .... وهذه المسلسلات كونها إثارة وتشويق تجد رواج بالتسويق، لكن المجتمع السوري فيه تحولات وتغيرات وفيه حالات خاصة و هذه الحالة الخاصة لا تعمم . مثل ماذا هذه الحالات الخاصة ؟ أغلب الأعمال  التي قدمت هي أعمال تعكس وجه سيء للمجتمع السوري وقد عرضت أعمال جيدة لا يمكن إنكارها لكن الغالبية فيها إساءة . ما رأيك بعمل نجدت أنزور ؟ لا أعرفه . وهيثم حقي ؟ هيثم هو أستاذ كبير عملنا مع بعض منذ عام 87 وانقطعنا عن العمل فيما بعد،.. وما رأيك بعمل بسام الملا وحاتم علي ؟ بسام الملا مخرج مجتهد، وحاتم علي مخرج ممتاز. والجيل الشاب من المخرجين؟ أعتقد أن أفضلهم الليث حجو. ما سر نجاح الفنان؟ لدينا إيمان أن مهنتنا لها تقاليد، والفنان الذي يحترم هذه التقاليد ويبقى هذا الاحترام حياً معه، فإن ذلك جزء من نجاحه، لكن ذلك لا يكفي، فأحياناً ما يكون الزمن قاسي على الفنان، بسبب الأجيال التي ترفد الحركة الفنية، وبسبب طبيعة المواضيع التي تختارها شركات الإنتاج، منها التجارية التي تسوق بسرعة وسهولة، والموضة التي تسيطر على نوعية الأعمال "البدوية ـ قصص الحب.." التي تعطي الفرص لنوعية محددة من الممثلين، فتجد أن بعض الممثلين لا تأتيهم فرصة المشاركة في عمل درامي طلية سنتين أو أكثر. كيف يحافظ الفنان على سوية أعماله؟ بأن يتأنى في اختيار مشاركاته، وحتى يمكن أن يكون له رأي في العمل الذي سيشارك فيه، فهل هذا العمل ذو قيمة ويؤدي رسالة؟ وأنه يعمل مع مخرج مميز وجهة إنتاجية مريحة، فإنه يقبل بأي مشركة تقدم له كما يقول ممثل" أخضر يابس هات، بس أعطيني مصاري" هذا الفنان سيحترق بسرعة ويتحول إلى نمطي، ويكرر نفسه في كل مشاركته. ويضيف حمدي:  النجاح ليس صعباً إنما المحافظة على النجاح هو الصعب، لذلك فالمسألة قوانينها ليست واضحة، فنحن في زمن تحول فيه الفن والممثل إلى سلعة استهلاكية، تشبه تماماً موضة أكلات الشوكولا والشبيس والبسكويت، فاليوم تظهر فنان أو فنانة أكثر وسامة من الذي قبله، فيكثر الطلب عليه. لذلك النجاح الحقيقي يكون عند الفنان الذي يستمر ويبقى محترم ومحبوب عند الناس، ولما يغيب عن الشاشة تسأل عنه الناس. اليوم يتساءل البعض عن عدم وجود سينما في سوريا، تمتع الجمهور وتحقق إيرادات، خاصة أن سوريا تعيش حالة متقدمة من الإنتاج التلفزيوني؟ هذا الموضوع له أسباب كثيرة، ولا أشك بالكلام الذي تقوليه حول السينما، وباعتقادي أن السينما تربية، وفي سوريا هناك فقر في صالات السينما على صعيد الصالات والعروض الهابطة المتدنية، وأضحت صالات السينما للذين لا يجدون مكاناً في الفندق فيذهبون للنوم فيها. في السابق كان في سوريا طقس لحضور السينما، وقد زال منذ فترة السبعينات، والسبب أن المشاهدين لم يعد لهم أية صلة بالفيلم السينمائي، بينما في مناطق أخرى من العالم بالرغم من وجود التلفزيون والمحطات الفضائية والدفيدي ... بقي للسينما جمهورها. ناهيك عن الجانب الإنتاجي للسينما والذي تتولاه المؤسسة العامة للسينما، التي تنتج أفلام مهرجانات فقط، أما القطاع الخاص فتوقف إنتاجه السينمائي لأسباب مالية والمرتبطة بدور العرض ودورة المال.  في ظل هذه الظروف ماتت صناعة السينما في سوريا، وظهر بدل عنها الإنتاج التلفزيوني. من ترى من الممثلين الشباب لفت انتباهك؟ هناك عدد من الممثلين المميزين، وفي طليعتهم قصي خولي وعبد المنعم عمايري وتيم حسن وقيس الشيخ نجيب، ورغم أنني لا أعتبر بسام كوسا من الفنانين الجدد، ألا أنني أراه فنان متجدد ويحاول الاجتهاد على كراكتراته. هل تتذكر أول أجر تقاضيته من العمل في الفن؟ أخذت خمس ليرات أجر عن ساعة العمل في الإذاعة، وعن مشاركتي في عمل تلفزيوني 40ليرة. ما هو أول فيلم سينمائي لك؟ كان فيلم 1+ 1 مع دريد لحام. أخذت أجر عليه 1500 ليرة وسددت الديون التي كانت مترتبة عليّ. كذلك صورت فيلم مع المخرج حسن الإمام وتمثيل نبيلة عبيد وحسن يوسف الأجور تغيرت اليوم؟ نعم الزمن تغير وأشكر الجيل الجديد من الشباب الذي فرض على شركات الإنتاج رفع أجور الممثلين، وقد لحقنا منه "طرطوشة" مع أننا لم نصل إلى مستوى أجرهم، فأشعر وكأننا في البداية، وعلينا العمل حتى نحصل على الشهرة ونصل لمستوى شهرتهم، ومن ثم نطالب بأجور عالية. عندما تنظر إلى تاريخك الفني الطويل، ماذا تقول؟ الحمد لله.