2012/07/04

الفنان والنجم والممثل
الفنان والنجم والممثل

م .ر – دار الخليج

ما زالت القضية مُثارة منذ عقود ولم تتحرر بعد من التبعية التقليدية بصرف النظر عما يسود العالم من تطوّرات هائلة في مجال المعلومات والتقنيات والإعلام بصفة عامّة . القضيّة هي تلك التي نقرأها ونطوي الصفحات كل يوم كما لو كنا نعيش اليوم نفسه . ففي معظم الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية يتم تقديم الممثلين على أنهم فنانون أو نجوم . في الحقيقة نظرة إحصائية سريعة تخبرنا أن استخدام كلمة ممثل لكي تصف “الممثل” من دون إضافة كلمة “نجم” أو “فنان” هو أقل بكثير مما نتصوّر .

والواقع أن الممثل هو بالضرورة فنّان، لأن التمثيل فن، لكن الفنان ليس بالضرورة ممثلاً، وحين نطلق لقب فنّان على ممثل، وهو أمر يتّبعه كثيرون من باب التعظيم والتفخيم، فإننا نفترض ما ليس بالضرورة صحيحاً .

بالنسبة إلى كلمة نجم، فإن كلمة ممثل تعلوها بسنوات ضوئية . النجم هو ابن اللحظة للحظة حتى لو امتدت هذه اللحظة لسنوات طويلة . إنه فلتة عصره أو جيله وربما كان على شاكلة معظم ممثلي الكوميديا يلمع لفترة ثم يهوي كما لو لم يكن موجوداً . بالتالي، ليس في استخدام كلمة نجم أي تقدير فعلي للممثل، وقد تأكدت من ذلك عبر مقابلاتي الصحافية الكثيرة التي أجريتها سائلاً بعض الممثلين الأجانب، مثل أنطوني هوبكنز وهيلين ميرين وهيلينا بونام كارتر حول الكلمة المفضّلة لديهم فأبدى الجميع امتعاضهم من كلمة نجم وفضّلوا، لأسباب تعود إلى احترامهم المهنة التي يقومون بها، كلمة ممثل .

بعض الممثلين العرب قد يطلب نعته بكلمة نجم، أو بكلمة فنّان، لكن المسألة يجب ألا تعود إلى ما يفضّله الممثلون بل إلى ما هو صحيح . في المقابل، بعض الصحافيين يستخدمون اللقبين من باب التقرّب، لكن الحقيقة أن هذا لا يؤدي بالضرورة إلا إلى سوء الاستخدام .

والعملية بأسرها مُناطة بضرورة العودة إلى أصول صحيحة في الكتابة الفنية، وإلى تقييم شامل لكيفية النظر إلى العمل الفني ومتطلّباته ومقتضياته، فإذا كانت كلمة ممثل في اعتقاد البعض أقل قيمة أو أنها لا تكفي وحدها للتقدير فإن هذا عائد إلى منهج في التفكير وليس إلى حقيقة الأشياء، لأنه لا شيء أفضل من ممثّل، وهي صفة تجمع واحدة من أجمل المواهب البشرية على الإطلاق .