2012/07/04

الكاتبة رانيا بيطار لبوسطة: سيف شيخ نجيب لم يعدّل نص "الصندوق الأسود" بل شوهه
الكاتبة رانيا بيطار لبوسطة: سيف شيخ نجيب لم يعدّل نص "الصندوق الأسود" بل شوهه

المخرج استخف بالنص الذي كان مضمونه يماثل تماماً معنى اسمه قبل أن يُخرجه!

أضاع المخرج المعلومة الجيدة بحذف الكثير من الحوارات التي تقدمها ليضع بدلاً منها حواراً عادياً وغير مدروس.

بصراحة لم أتوقف عن الكتابة سنوات لأجهز لعمل يُصنف بالجيد فقط.

أنا مع أية نظرية تقدم نصاً جميلاً وعملاً متكاملاً.

فريق "وراء الشمس" تضامن و تعاون لإنجاز عمل خرج من قلوبهم معاً ليصل قلوب المشاهدين.

"أشواك لم تعد ناعمة" مشروعي الجديد.

خاص بوسطة – ديانا الهزيم

لم يكن مسلسل "أشواك ناعمة" عام 2006 العمل الدرامي الأول بالتأكيد للكاتبة رانيا بيطار، لكنه ربما كان العمل الذي حمل اسمها إلى الوطن العربي نتيجة الانتشار الجماهيري الذي حققه المسلسل الذي أخرجته رشا شربتجي..

في البدايات استفادت رانيا من دراستها الأساسية في قسم الإعلام بجامعة دمشق، لتدخل مجال إعداد البرامج التلفزيونية فشاركت في مجموعة من البرامج المنوعة منها "لو كنت مكاني"، "سحوركم مبارك"، و"طرّة ولا نقش"..

رحلتها مع السيناريو بدأت بالفيلم التلفزيوني "زهرة البنفسج".. وهي الرحلة التي مرت بالعديد من المحطات أبرزها اثنتان: المشاركة في كتابة أول مسلسل عربي بنظام (السوب أوبرا) بعنوان "أيام السراب"، مؤلف من (200 حلقة)، والمسلسل الدرامي الأول بتوقيعها المنفرد "البيوت أسرار" عام 2001، والذي أخرجه علاء الدين كوكش..

رانيا بيطار التي غابت أربع سنوات منذ "أشواك ناعمة"، لتطل علينا هذا العام بنص "الصندوق الأسود" الذي أخرجه سيف شيخ نجيب، كان لديها الكثير لتقوله في هذا الحوار..


سنبدأ مع عملك الأخير "الصندوق الأسود".. في لقاء سابق افترضتِ أن "الصندوق الأسود" يرمز إلى الصندوق الأسود الموجود في الطائرة، بينما المخرج سيف شيخ نجيب رأى أن التشبيه بعيد، فما رأيك بهذا الكلام؟

إن رأى هو ذلك فهو محق حتماً، فالعمل الذي أخرجه كما يريد لا يشبه النص الذي يحمل اسم "الصندوق الأسود ".. أنا كتبت عملاً يعتمد كل الاعتماد على التوغل في نقاط مهمة في شخصياته من خلال حواراتهم و طريقتهم في التعاطي مع الحياة.. في أسلوب تفكيرهم و نظرتهم للأمور، ويأتي وقت تتأزم المشكلة لكل شخصية على حدا لنفتح صندوقه الأسود ونعرف سبب المشكلة التي وصلت به حيث وصلت تماماً كصندوق الطيارة الذي يحوي كل أسرار الطيارة قبل انفجارها..

فإن رأى المخرج أن اسم عمله بعيد عن  مضمونه فهذا برأيي يؤخذ عليه وعلى استخفافه بالنص الذي كان مضمونه يماثل تماماً معنى اسمه قبل أن يُخرجه!

سبق وقلت أنك تأخرت في كتابة المسلسل أربع سنوات لأنك عملت دورات في البرمجة العصبية، بماذا أفادك هذا الموضوع؟

قبل عرض العمل كنت أعتقد أنه أفادني كثيراً في كتابة مسلسلي وتناوله بطريقة نفسية سهلة وممتعة وغنية في المعلومات دون أي تكلف أو صعوبة.. فعلم النفس والبرمجة اللغوية العصبية وعلوم التطوير الذاتي من أكثر العلوم التي تؤثر في السلوك الإنساني وتغير نظرتنا في الحياة فتفائل المتشائم وتطلعنا على أساليب كثيرة من التواصل والتفاعل وتدفعنا لنفكر بالحياة بطريقة جديدة تدهشنا، لكنني، وبعد مشاهدتي العمل، عرفت أن دراستي و قراءاتي لم تنفعني في هذا العمل إلا باليسير، فالمخرج أضاع المعلومة الجيدة بحذف الكثير من الحوارات التي تقدمها  ليضع بدلاً منها حواراً عادياً وغير مدروس أو مقنع، غير آخذٍ بعين الاعتبار أهمية المعلومات التي يحذفها فقط لأنها لم ترق له، أو لم يشعر بمدى أهميتها في النص، أو ربما أعتقد أنه مجرد حوار لملء ورق أبيض.

أنت من رشح الفنانة منى واصف لبطولة هذا العمل، لماذا منى واصف تحديداً؟ هل لكسب شهرة أكبر للعمل؟

لم أكن أتخيل، وأنا أكتب هذه الشخصية بكل تفاصيلها، إلا ونجمتنا القديرة منى واصف أمام ناظري أتتبعها في كل لفتة وحركة وكلمة وخصوصاً أنها نجمة لو دخلت عملاً رفعته وأضافت إليه قيمة وأجادت تقديم دورها فيه.

ما الذي كان قد اختلف في حال لم يعدّل المخرج بالنص؟

عفواً المخرج لم يعدّل النص.. فالتعديل حسب المفهوم اللغوي يرفع العمل ويصلحه ويعيده إلى طريقه الأمثل الصحيح في حال كان ناقصاً أو غير جيد.. ما فعله سيف شيخ نجيب لم يكن تعديلاً بل تشويهاً جعل العمل أسوأ وأقل قيمة قبل تدخله الشخصي، وكان الأولى به أن يكتفي بمهمة الإخراج ويترك مهمة الكتابة والتأليف وتعديل النص لصاحبه الأصلي، أو فليطلعني على وجهة نظره وأنا أعّدل وأقوّم نصي بطريقتي وأسلوبي، وفي حال اعتذرت عن التعديل، وهذا لم يحصل معي،  فيمكن حينها للمخرج أن يعتذر عن العمل في حال وجده ضعيفاً ولا يليق بطموحه الإخراجي، خصوصاً وأنه كان بين يديه عمل آخر اعتذر عن إخراجه لأجل "الصندوق الأسود".

العمل ناجح وأصداؤه جيدة، هل تعتقدين أنك تبالغين قليلاً؟

سؤال وجيه جداً، خصوصاً أنني سمعت كثيراً مقولة أنه من النادر أن يعترض كاتب على عمله الذي صنف بالجيد، ولكنني بصراحة لم أتوقف عن الكتابة سنوات لأجهز لعمل يصنف بالجيد فقط.. أنا طمحت وسعيت بكل جهدي لأقدم الأجمل والأفضل والأكثر تميزاً فالكتابة مسؤولية كبيرة تضعنا أمام مشاهد من حقه علينا أن يستمتع بما نقدمه وفي نفس الوقت أن يستفيد و يطّلع على أفكار جديدة تحترم وقته وثقافته التي تزداد يوماً بعد يوم. صدقاً عمل "الصندوق الأسود" كان يحمل عشرات الرسائل التي ظهر بعضها وحذف المخرج الكثير منها فبدا العمل غامضاً وغير واضح الملامح، وغيّر نهاية العمل بشكل كامل مما أفقده جمالية كان يستحقها وجاء كل هذا تحت اسمي أنا ككاتبة.

هل حقاً أبالغ حين أتساءل: لماذا نرضى بالجيد ويمكننا أن نصنع الممتاز؟

دوماً هناك اتهام أن مشكلة الدراما عموماً، وفي سورية خصوصاً، هي عدم وجود نص مناسب، فمثلاً هذا العام هناك أربعة أعمال سورية مأخوذة عن روايات أدبية، هل أنت مع هذه النظرية؟

أنا مع أي نظرية تقدم نصاً جميلاً وعملاً متكاملاً، سواء كان مقتبساً عن رواية، أو من مأخوذاً من قصص التاريخ، أو من مستقىً من الواقع المعاش، أو من أي منبع آخر.. ما يهمنا فقط هو وجود نص يلقي الضوء على القضايا المهمة التي تهم المشاهد وتعرض مشاكله فتفيده و تطوره.

من الكاتب الذين تعتبرينه ناجحاً اليوم في هذه الزحمة؟

هل يمكنني أن أعدّل السؤال وأقول: ما العمل الذي أعتبره ناجحاً اليوم في هذه الزحمة؟ ليكون جوابي: مسلسل "وراء الشمس"، لا لأن الكاتب محمد العاص قدم نصاً جيداً وعالج قضية مهمة وملحة فقط، بل لأن فريق العمل تضامن و تعاون لإنجاز عمل خرج من قلوبهم معاً ليصل قلوب المشاهدين.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

"أشواك لم تعد ناعمة" مشروعي الجديد الذي لطالما فكرت به وأعكف منذ شهور على كتابته متناولةً فيه نفس شخصيات الجزء الأول "أشواك ناعمة" لكن بعد مضي عشر سنوات، وسيكون لكل واحدة من بنات أشواك ناعمة طريقها الذي اختارته بنفسها أو دفعتها إليه الحياة مجبرةً.. محاور كثيرة ستقلب حتماً موازين الجزء الأول بكل مقاييسه.

والمخرج؟

سيتم اختياره بعناية حتماً هذه المرة.

وأخيراً..

أشكر موقع بوسطة على استضافته.