2013/05/29

الكاتبة رانيا بيطار للبعث ميديا :الدراما سورية وطنية و واجبنا أن نشجعها ونحترمها
الكاتبة رانيا بيطار للبعث ميديا :الدراما سورية وطنية و واجبنا أن نشجعها ونحترمها


البعث ميديا – محمد أنور المصري


في كل عام تقدم الكاتبة السورية " رانيا بيطار " عملاً تلفزيونياً جديداً يحاكي الشارع السوري والعربي .. بدأت مسيرتها بالتعاون مع المخرج علاء الدين كوكش عن عمل للروائي فاضل السباعي، عملها الثاني كان مع المخرجة رشا شربتجي في "أشواك ناعمة"، لتفرض نفسها كأحد كتاب التلفزيون داخل سوريا وخارجها.

·       نبارك بداية لك نجاح عملك الاجتماعي " بنات العيلة ".

·       أشكرك ويسعدني كثيراً


·       ما هي الأسباب التي تقف وراء الانتقادات التي وجهت للعمل وخاصة من الصحف اللبنانية؟

·   لكل أسبابه .. منهم من اتهم العمل بالسطحية و التفاهة و له أسبابه و منهم من عاب عليه المظاهر الفارهة و الغنية في البيوت و ملابس الشخصيات الأنثوية و اعتبروا هذا لا يشبه واقع السوريين و كأن كل الشعب السوري يسكن في البيوت العشوائية الفقيرة و لا يفهم في الموضة و الجمال

و منهم من رأى أن قضايا العمل مكررة و مستهلكة و لا تشبه الواقع  .. كما ذكرت لكل أسبابه في الانتقاد ( و إن كنت أجد هذه الأسباب غير وجيهة بالمرة و لي أسبابي الوجيهة لذلك )

·   برأيك هل لأن العمل ترك أثراً مهماً لدى الشارع العربي لذلك عمل بعض المنتقدين على مبدأ الشجرة المثمرة دائما ترمى بالحجارة ؟

·   ربما و ربما أن الظروف في البلد لم تكن مناسبة لأجواء العمل فأنا اعتقد لو أن العمل عرض في ظروف مختلفة ( ظروف عادية ) كان الأمر مختلف لكننا حالياً في أزمة حقيقية و من كل النواحي و لا نحتمل رؤية أي مظهر من مظاهر الفرح و الغنى و السعادة على أحد لذلك  واجه العمل كل هذا الهجوم رغم أنه طرح مشاكل و قضايا كثيرة مهمة لكل أفراد المجتمع فقيرهم و غنيهم لا فرق ..


·   البعض نظر لبنات العيلة على أنه مسلسل خرج من البيئة التركية متعمداً على البيوت الفاخرة والسيارات بماذا تعلقين ؟

·   استغرب و أتساءل !! لما حين يصور عمل في المناطق الفقيرة العشوائية لا نعلق و لا نهاجم أو ننتقد بل و نعتبره عملاً واقعياً مئة بالمئة و حين يصور في البيوت و الأماكن الجميلة الغنية تتعالى أصوات النقد و الهجوم بأن العمل غير واقعي و خرج من عباءة الأعمال التركية ؟ !!

عملاً بأن البيوت التي صور بها العمل كلها في سوريا و صحيح أن الطبقة التي قدمت العمل طبقة مرتاحة و غنية لكن القضايا التي تناولتها هي قضايا كل الطبقات .. لم يقدم العمل و لا قضية تمس الأغنياء فقط ..

كلها قضايا عامة تحصل في كل البيوت السورية خاصة و العربية عامة .. هل فقط البنات الغنيات تشعرن  بحاجتهن للحب بسبب فتور العلاقة بينهن و بين أزواجهن ؟ هل فقط البنات الغنيات تتزوجن من طائفة مختلفة عن طائفتهن و تعانين من نتائج ذلك على أولادهن ؟ هل فقط الغنيات تطلقن و تعانين من نتائج هذا الطلاق و من نظرة المجتمع لها ؟ هل فقط العائلات الغنية هي فقط من يحصل بها كل ما عرضه عمل بنات العيلة ؟

إذن القضايا الاجتماعية التي طرحت في العمل هي نفسها قضايا و معاناة كل الطبقات دون استثناء .. فلما الهجوم و النقد بأن العمل كان غير واقعي ؟ هل البيوت و الملابس الجميلة هي من ابتعدت بالعمل عن واقعيته ؟ أعود و أستغرب من تجريد العمل من أهمية قضاياه فقط لأنه صور في أماكن فخمة و غنية !!


·   البعض للأخر وجه اتهاماً مباشراً لكِ يقول بأن نصوص رانيا بيطار تكرر قصصها ومشاكلها ولكن بصورة مختلفة؟

منذ بدأت الكتابة من حوالي العشر سنوات و أنا لا أبحث عن قصص غريبة عجيبة أتناولها في أعمالي إنما أبحث عن قضايا عامة تهم أكبر شريحة ممكنة من الناس لذلك أتناول قضايا ملحة تلامس المرأة .. تؤلمها ..  تقض مضجعها لذا بعضهم يرى أن أعمالي مكررة و مستهلكة و أنا أرى أن أي قضية لم تجد حلاً بعد و تؤلم و تجرح من واجبي أنا أتناولها و ألقي الضوء عليها بطريقتي و أسلوبي .. كل أعمالي تقريباً تعرض مشاكل المرأة لذا يرى بعضهم أنها مكررة .. مكررة لأن موضوعها الأهم هو المرأة لكنها ليست مكررة من حيث المواضيع و القضايا .. لم أكرر قضية تناولتها بأكثر من عمل و أنا واثقة من هذا ..


·       نسرين طافش أحد نجمات المسلسل .. لم تكن راضية برأيك على العمل لماذا؟

·       إن كانت حقاً غير راضية عن العمل فيمكنكم سؤالها شخصياً عن الأسباب


·   اتهمت طافش في تصريح خاص لأحد وسائل الإعلام المخرجة والكاتبة بأنكم ركزتم على المكياج الفاقع في العمل .. ما صحة هذا الاتهام الموجه لك؟

·   أضحكني هذا الاتهام فما دخل الكاتبة بالمكياج أكان فاقعاً أو بسيطاً ؟ !! أنا قدمت نص درامي فيه طرح لقضايا أجدها هامة و لم أقدم رؤية جمالية و ألوان الصبغات و المكياجات و أزياء الشخصيات الأنثوية في العمل .. لا أحد يختلف على أن الكاتب لا علاقة له بكل هذه القصص لا من قريب و لا من بعيد ..


·       بعيداً عن الانتقادات والتصريحات .. كيف وجدتِ ما قدمته الدراما السورية في هذا الموسم ؟

·   أنا وجدته جيداً رغم أنني لم أتابع كل الأعمال لكن الاتهام الموجه لدراما 2012 أنها كانت دون المستوى اتهام جائر فيكفي أنها لم تتوقف في هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد .. لكننا ربما اعتدنا أن ننتقد و نتهم و نظلم دون مراعاة الظرف الحاكم و الأوضاع الصعبة التي مرت على الجميع و هذا مؤلم و مجحف بحق كل الجهود التي تستحق التشجيع


·       البعض يقول بأن مضمون أعمال هذا العام كان فارغاً من المحتوى والمضمون؟

·   لا أراه كذلك .. الوضع النفسي السيء جداً أثر على حكمنا على الأمور .. فلا مزاج لأحد ليعجب أو يصفق لأي عمل فما يحصل في سوريا أصعب و أقوى و أوجع من متابعة قصص فيها مرح و ضحك و قضايا عادية حتى لو كانت مهمة و الرصاص و الذبح و الموت ينتشر في كل مكان .. أقدر هذا الشعور و أجده مبرراً لكل هذا الهجوم و الرفض

·   برأيك هل الأسباب السياسية والأحداث التي تمر بها المنطقة أثرت بشكل كبير على الدراما السورية والعربية ؟

·       شعورنا و وجعنا و نفسيتنا أكثر من أثر ..

·       سورية تعيش أزمة حقيقة .. أنتي مع وجود عمل تلفزيونياً يكرس المرحلة الراهنة ؟

·       ستشهد السنوات القادمة أعمالاً كثيرة تلقي الضوء على هذه المرحلة لكن حين تتضح الرؤية أكثر أما الآن فالغالبية يرجع ما يحصل في سوريا للحالة الاقتصادية السيئة و الظروف المعيشية الصعبة للمواطن .. و أنا أجد أن الأزمة أكبر من أزمة اقتصادية .. هي أزمة اجتماعية أخلاقية ضمائرية تربوية تراكمية .... ليس الوضع الاقتصادي فقط هو المسؤول برأيي .

·       برأيك هل الاستفتاءات التي أجرتها الإذاعات وبعض المواقع الالكترونية تعبر بالضرورة عن رأي الجمهور ؟

·       بالطبع لا .. لا موقع و لا إذاعة و لا صفحة أو مجلة تعبر عن رأي الجمهور العريض .. فلكل وسيلة من هذه الوسائل جمهورها الخاص .. خاص يعني محدد و له شروط خاصة لا تطلق بالضرورة على كل أفراد المجتمع المعني .. إذن لا مصداقية حقيقية لكل استفتاءات هذه الوسائل .. متابعة العمل و رسوخه في الأذهان لأكبر فترة ممكنة هي وحدها من تحدد جماهيرية العمل أو لا

برأيك هل تأتي هذه العملية من الاستفتاءات خطوة بديلة عن المهرجانات الدرامية كأدونيا مثلاً ؟

·       أنا لي رأيي الشخصي في مثل هذه المهرجانات و الاستفتاءات .. عملي يحكم عليه الجمهور بكل فئاته إن كان سلباً أو إيجاباً لا مجموعة من الأشخاص يبنون حكمهم على مصالح غالبيتها شخصية .. فكل مهرجان و شركة و مجلة و وسيلة تتبع لأشخاص و مصالح و ما بني على مصلحة أشخاص و أهدافهم لا يمكنه أن يعكس الواقع أبداً .. رأي الجمهور حر لا يستطيع أحد تحديده .. تكريم العمل أو فشله نراه في عيون و قلوب الجمهور بكل وضوح لا من مهرجان تحدد أسماء المكرمين فيه حسب مصلحة القائم على المهرجان و حسب محسوبياته ..

·       أدع لك الكلمة الأخيرة ؟

أتمنى من الله كل الخير و الأمان لسوريا و أن يخرج الشعب السوري من أزمته قوياً متماسكاً صلباً و أن تعود له طيبته التي تميز بها دائماً .. أما بالنسبة للدراما السورية فتستحق التصفيق هذه السنة لأنها خرجت بأعمال كثيرة رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها البلد .. أتمنى أن لا يستطيع أحد أن يستخف بالجهود المبذولة في كل الأعمال حتى لو اعتبرنا أن بعض الأعمال ضعيفة و دون المستوى .. الدراما سورية دراما وطنية و واجبنا أن نشجعها و نحترمها لأنها قدمت كل جهدها في أحلك الظروف لا أن نقف ضدها و نحاربها و نقلل من شأنها