2012/07/04

الكاتب أحمد حامد
الكاتب أحمد حامد

في "أهل الراية" ج2 لدينا حكايات جديدة، وتفصيلات خارج نطاق الحارة. لست من أنصار الأجزاء. لست صاحب قرار، لا في الجزء الأول ولا في الثاني. لديّ مجموعة من الشباب تعمل معي. لا يوجد كاتب درامي يرضى كل الرضا عن عمله. طالما نجح أهل الراية فهذا يكفيني.              بوسطة- علي أحمد قدم الكاتب أحمد حامد العديد من التجارب الدرامية التي تميل بمعظمها إلى البيئة الشامية (الخوالي ـ ليالي الصالحية ـ أخر أيام التوت)، كما أن له تجارب درامية أخرى "الجمل "، ومؤخراً شاهدنا له مسلسل "أهل الراية" الذي حقق حضوراً جماهيرياً واسعاً، وقد تحدث عنه الكثير من النقاد وقارنوا بينه وبين أعمال شامية أخرى على رأسها باب الحارة. في هذا اللقاء نتحدث مع الكاتب أحمد حامد عن عمله "أهل الراية" وعن أشياء أخرى.   علمت أنك كتبت جزءاً ثانياً من مسلسل "أهل الراية"؟            بعد نجاح الجزء الأول من المسلسل، وبعد تدقيق ودراسة موضوع الجزء الثاني، فكرت في الأمر. وهذا الأمر ليس سهلاً كما هو معروف، إذا تبقى الأمور على حافة الهاوية فإما أن ننجح أو نسقط، خاصة أن الجزء الأول حقق النجاح، وإذا ما أردنا أن نقدم جزءاً ثانياً، فعلى أقل تقدير يجب أن يكون بنفس المستوى، وإلا فإننا سنخرب ما حققه الأول من نجاح. وبعد لقاءات مع الجهة المنتجة (سوريا الدولية)، قررنا تقديم الجزء الثاني. ما الجديد الذي يضاف على أحداث "أهل الراية"؟ حاولنا فتح خطوط درامية جديدة على أحداث العمل، وعلى شخصيات الحارة، ولدينا حكايات جديدة، وتفصيلات خارج نطاق الحارة. إذاً لم يكن مخططاً للجزء الثاني من قبل؟ لست من أنصار الأجزاء، فمنذ نجاح مسلسل الخوالي لم نقبل أن نقدم جزء ثاني من العمل، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل ليالي الصالحية، وهذا أول عمل أقدم جزء ثاني منه، والحقيقة أننا لم نخطط لذلك، وإلا كنا لم ننهي شخصيات عديدة هامة في العمل، مع أننا نحاول أن نستبدلها بشخصيات جديدة هامة أيضاً. ويبدو أن هذه الأجزاء تكون تلبية لطب الجمهور، ويخضع ذلك للمحطة وشركة الإنتاج، وقد اجتمعت هذه الآراء لنقدم جزءاً ثانياً. لكنك أنت صاحب القرار الأول والأخير في تقديم جزء ثان؟ لست صاحب قرار لا في الأول ولا في الثاني. لكن لا تستطيع أي جهة إنجاز أي جزء بدون موافقتك؟ ومن قال ذلك، بل يمكنهم أن يكلفوا أي أحد بكتابة جزء ثان، وهذا حصل من قبل. لكن النص لك؟ ولو كان كذلك، فمن حق الجهة المنتجة أن تنجز جزءاً ثانياً وثالثاً للعمل، فهي التي وضعت مبالغ كبيرة لتصوير الجزء الأول. وأنا ضد أن أقول إن العمل لي وحدي، بل هو لكل المشاركين في إنجازه. ذكرت أكثر من مرة أنك تعمل مع ورشة عمل، فكيف يكون ذلك؟ لديّ مجموعة من الشباب تعمل معي، وقد علمتهم كيفية الكتابة وأكلفهم ما هو المطلوب منهم، ويحضرونها، ويكون القرار النهائي لي. وهذا الأسلوب موجود في العالم، والعاملون معي ليسوا فقط يقدمون مشاهد أو يهيئوا حالات ما، إنما هناك تشاور بين جميع العاملين، حول أي شخصية أو فعل أو حدث أو تصور درامي، وحالة التشاور هامة في التأليف الدرامي، حتى أنني لا أقدم على أي خطوة مني إلا وأعود للورشة، فهي بمثابة مجلس شورى. وهل تأخذ برأيهم حقاً؟ طبعاً، وفي كثير من الأحيان يصححون لي بعض الكتابات، ومع أن العديد منهم يحتاج للخبرة، لكن من الممكن أن يصبح أي واحد منهم كاتباً درامياً هاماً، سيما أن عملهم معي هو بمثابة دورة تدريبية.  أين تكمن أهمية ورشة العمل؟ أعتقد أن أهميتها في التشاور الذي يحصل بيننا، فبينما يقوم المؤلف بكتابة النص لوحده، ويقدم كل الحلول، وفي المقابل يكون حول الكاتب عدد من الشباب قرؤوا أعمالي وعرفوا أسلوبي، ومن ثم يقومون بتصحيح جوانب ليست خطأ، بقدر ما هي أقل صواباً من الذي قد أحققه لوحدي، لذلك أنصح كل كتاب السيناريو بالإقتداء بها، فورشة العمل يكون فيها حياة لطيفة وممتعة وطريفة، إلى جانب هناك خدمة للحركة الدرامية السورية، وذلك برفدها بدماء جديدة من الكتاب. هل يحصل فريق عملك على حقوقهم المعنوية؟ ليس لديّ مانع من ذكر أسماء المشاركين معي في ورشة العمل، طبعاً لا يكون ذلك في المرحلة الأولى، فمن الممكن بعد المشاركة في ثلاثة أعمال، ويكون بتعاون كتابة أو مشاركة، فأنا مع أن يأخذ أي أحد حقه المعنوي. ما هي ملاحظاتك على الجزء الأول من أهل الراية؟ بصورة عامة لا يوجد كاتب درامي يرضى كل الرضا عن عمله، فيكون له ملاحظات ويكون له وجهة نظره حول الكثير من القضايا، وحتى الأعمال التي حققت نجاحات كبيرة يظل عليها ملاحظات، كأن يختار ممثل بدل أخر أو اقتراح لمشهد. لكن النتيجة التي نسعى إليها نجاح العمل، وهذا ما يسكت الجميع، وبصرف النظر عن الأخطاء التي وقع فيها العمل والتجاوزات التي تخطت الكاتب من دون الرجوع إليه أو تقديم حلول لا يرضى عنها، فطالما نجح أهل الراية فهذا يكفيني، وهو نجاح للجميع. إنما لو أن العمل فشل فيسكون لنا حديث أخر، ونضع النقاط على الحروف ونبين أسباب الأخطاء. هل تعتقد أن نجاح مسلسل "أهل الراية" مرتبط بموجة الطلب على الأعمال الشامية؟ لا أعتقد ذلك، فهناك الكثير من الأعمال الشامية فشلت ولم تحقق النجاح. مثل أي عمل؟ اليوم عندما نتحدث عن عمل ما بأنه فاشل، فيتم فهم وتحويل الأمر إلى غيرة وحسد وصراع شخصي، لذلك لا أريد تحديد أسماء معينة، فالناس تعرف وتميز العمل الفاشل من الناجح، على الرغم من أنني عندما أتحدث عن أي عمل لا أقصد مخرج أو كاتب أو أي عنصر من العمل، بل أتحدث عن عمل سوري بصورة عامة، فيهمني أن تنجح الأعمال، ويهمني الحديث عن الناجح منها كما يهمني الحديث عن الفاشل، ونحدد لماذا تألقنا هنا وفشلنا هناك. والمشاهد أولاً وأخيراً لا يعني له إن كان العمل شامياً أو اجتماعياً أو بدوياً أو تاريخي.. إنما يهتم بأن يلامسه العمل ويشعر بقربه منه، فالكثير من الأعمال (المودرن) حققت نجاحاً كبيراً، وهناك أعمال فشلت بجدارة، فالمشاهد بحاجة إلى مادة تلفزيونية تجعله يجلس أمام الشاشة. لو عدنا لأحداث "أهل الراية" ألم يكن فيه مبالغة في أحداثه خاصة بشخصية البطلة دلال (كاريس بشار)؟ أين المبالغة؟. في واقعنا شخصية الخالة زوجة الأب، فعلت أكثر من ذلك، فمنهن من قتل وحرق، وشخصية دلال (كاريس) مات زوجها وتزوجت من جديد وأصبحت زوجة أب، فمن الطبيعي أن توجد هذه الغيرة، ما بين اهتمام زوجها بها وبأولاده، والطرفين لهما الحق في أن يأخذوا هذا الاهتمام، ودلال كانت تدافع عن وجودها، ولم تقتل أي أحد بصورة متعمدة، إنما الدفاع عن الوجود هو حرب بين الأطراف.. ومشاهدنا غالباً ما يحصر الموضوع في دائرة العائلة فقط، بينما هذه الفكرة أبعد من العائلة، فعندما أشعر أن أحداً يريد أن يخلصني وجودي أو مكاني أشن حرب طاحنة، فأين المبالغة في ذلك؟ من أين تأتي بالقصص التي تطرحها في أعمالك؟ من حياة الناس. جمعت الكثير من الحكايات والقصص، فكانت بينها الكثير من الخالات (زوجة الأب) تصرفوا بأقسى بكثير مما فعلت دلال في أهل الراية، وبسبب هذه القساوة استبعدت هذه الحكايات، فحاولت أن تكون الحلول في العمل مرنة ويتقبلها المشاهد.