2013/05/29

الكاتب والمخرج سجال لا ينتهي
الكاتب والمخرج سجال لا ينتهي


سلوى عباس - البعث

مازالت قضية السجال بين الكاتب والمخرج تطفو على السطح في كل موسم درامي، حيث يرافقه غالباً احتجاج من الكاتب على عدم أمانة المخرج في تنفيذ نصه إخراجياً، لدرجة أن الاتهامات وصلت حدّ التخوين للمخرج في مدى قراءته للنص بتأنٍ ومصداقية، رغم أن العلاقة بين الكاتب والمخرج كما نعرف هي علاقة إبداعية تشاركية تقوم على الانسجام والتفاهم على العمل بكل تفاصيله، والملفت هنا أن المشاهد بعيد عن هذه المساجلات ويقرأ العمل كمادة بصرية فكرية يحكم عليها بالجيدة أو السيئة. وإذا نظرنا إلى دور كل من الكاتب والمخرج في إنجاز العمل، فإن ما يجب أن يحكم عملهما الإحساس الحقيقي بالمسؤولية تجاه العمل الذي يقدمانه، وبالتالي تجاه المشاهد الذي سيكون ضحية هذا الإبداع في حال عدم قدرتهما على إنجاز عمل درامي جيد.

وإذا نظرنا إلى العمل الفني كرؤية جماعية يشترك فيها الكاتب والمخرج والممثل والفنيون العاملون في هذا العمل، ولو أن هناك تفاوتاً في نظرة الكتّاب للمخرجين، فمنهم من يرى المخرج لايدرك من الإخراج سوى تقديم مشهد تمثيلي بما يتضمنه من إضاءة وكادر ولقطة تصويرية بعيداً عن قراءته للنص برؤية إبداعية تضيف للنص دون أن تشوّهه، وكتّاب آخرون يرون أن الحوار هو الناظم الأساسي للعلاقة بين الكاتب والمخرج الذي يوصلهما إلى اتفاق فكري فني حول آلية العمل وخطواته حتى لو اختلفا في وجهات النظر. بينما هناك بعض الكتّاب لا يؤمنون بقدسية النص والتحيّز إلى عدم المساس به، من منطلق أن النص عندما يصل إلى المخرج يصبح ملكاً له يحوّله إلى رؤية بصرية ككاتب ثانٍ له.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يأخذ الكاتب بحسبانه أثناء كتابة النص الخط الدرامي الفني الذي سيعمل عليه المخرج، والذي قد يراه برؤية مغايرة لرؤية الكاتب مما يضطره لإجراء بعض التعديلات التي تخدم فكرته الإخراجية، أم أن الكاتب يقدّم نصه دون أن يأخذ بحسبانه الفهم الثنائي للنص ليخرج بالرؤية الإبداعية الجيدة، وأين المشكلة في تدخل المخرج إذا كان تدخله لايسيء للرسالة التي يحملها النص؟..

سؤال برسم الكاتب والمخرج لعل الجواب ينهي هذه المساجلات التي تسيء للإبداع الدرامي برمته.