2012/07/04

 	«الكومبارس» في الدراما العربية مشاركة ينقصها الإقناع
«الكومبارس» في الدراما العربية مشاركة ينقصها الإقناع

   5 حواس - البيان يندر أن يمر عمل تلفزيوني لا يوجد فيه أشخاص يتجولون، أو يحققون حضورا ما من خلال المعارك في الأعمال التاريخية، التي تتطلب حضورهم أو مشاركتهم في معارك حربية معينة، ولا يمكن لعمل اجتماعي أن يحقق إقناعا ما، أو تصورات لمجتمعات يعيش فيها أشخاص ما. إلا أن كان هناك أنماط أو شخصيات بلحمها ودمها تمشي في الحي، أو تتحرك بالسوق، أو توجد في الأماكن العامة، وكل التجمعات التي ترصدها الكاميرا في الأعمال الدرامية التي يقودها مخرج.ما هي مظاهر مختلفة للكومبارس في الدراما التلفزيونية والسينمائية، وضمن مفهوم متطور أو مختلف للتعامل مع الكومبارس، ومن حركة المجاميع والتعاطي مع شخصيات هامشية حضورها أساسي لتحقيق تكامل في المشهد الدرامي، وفي كل الأحوال هناك جهود متواضعة تبذل في الدراما العربية من أجل الاعتماد على كومبارس تقني.وغالبا يطلب المخرج من شخصيات تمر بالشارع حقيقة من أن يقوموا بأداء دور الكومبارس، نظرا إلى قلة الحيلة، ولعدم وجود شركات مختصة في تقديم كومبارس للأعمال الدرامية، الأمر الذي يمكن فهم الجانب الإيجابي فيه الذي يتم فيه تقدير بناء المشهد الدرامي، واقناع المشاهد به من خلال شركات عملاقة في الأعمال الأجنبية التلفزيونية والسينمائية على حد سواء.وتبلور مفهوم الكومبارس في الفيلم السينمائي المصري بحضور تقني ألمح إليه المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «الناصر صلاح الدين»، الذي قدم شخصيته الفنان الراحل أحمد مظهر، وقد شارك في هذا الفيلم ما يزيد على 600 كومبارس، وكان هذا رقما كبيرا في فترة إنتاج الفيلم، ويبدو أن الاعتماد على الكومبارس في الأفلام المصرية يعتبر الشكل الأكثر تبلورا في الدراما العربية، وتحديدا في الأفلام التي صورت الشارع المصري وتطورات الحركة الاجتماعية فيه. وعلى الرغم من أن الدراما الإماراتية شهدت تطورا في حركة الدراما التلفزيونية فيها، إلا أنها لم تزل بعيدة عن تبلور مفهوم الكومبارس في الأعمال التي تقدمها، ويبدو الاعتماد على الكومبارس الموجودون أصلا في المكان ذاته هو الأمر السائد، وهذا يمكن الاستدلال عليه من التحديق المستمر على الكاميرا من خلال الناس الذين يحضرون جانبا من التصوير.وقد لا يكون المشهد عفويا أو طبيعيا حتى لو كان بإلحاح المخرج نفسه؛ ألا ينظر احد إلى الكاميرا، ولكن لا حول ولا قوة له إلا أن يفعل هذا في ظل غياب الكومبارس الاحترافي المتمرس والمتمرن في آن معا، الأمر الذي يرى فيه الكاتب والمنتج الإماراتي جمال سالم ضعفا في التعامل مع موضوع الكومبارس في الدراما الإماراتية عموما.وهو يرى أن هذا الجانب يجب أن يتم ترتيبه وتفعيله من قبل شركات اختصاصية، وربما كانت المؤسسة الإنتاجية هي المعنية بذلك أكثر من غيرها، ولكن في ظل النظر إلى الدراما الإماراتية على أنها دراما تتطور مع الوقت؛ فإن هذا الأمر يجوز أن يتطور أيضا بفعل تزايد العمل في المسلسلات، وبعض الأفلام السينمائية، ولكنه يحتاج إلى وقت وبعض الجهد.ولفت جمال الى أن الدراما المصرية التي عرف عنها أنها الأبرز في التعامل مع الكومبارس يبرز اعتمادها على بعض الأسماء التي تظهر في كل الأفلام والمسلسلات، وهذا أمر يمكن ملاحظته وتكراره في أكثر من عمل، وبعض الوجوه صار يتكرر ظهورها بشكل أو بآخر، مما لا يعطي لهذا الجانب او الحيز تأثيرا وفعالية في بناء المشهد الدرامي أصلا. وأكد الكاتب اسماعيل عبدالله، رئيس جمعية المسرحيين أن مفهوم الكومبارس بأصوله الأولى هو مفهوم مسرحي بحت، وأن هذا المصطلح انتقل الى التلفزيون بشكل الأوسع، ولكن قبل هذا شهد انتشارا مهما من خلال شاشات الفن السابع، أي ان الانتقال للتلفزيون جرى عبر فلتر السينما التي ساعدت على تخصيصه من قبل مؤسسات وشركات ذات صله بالموضوع، وهذا ما يمكن أن يلمسه الباحث في هذا الأمر، إذ إن الموضوع له الكثير من الأبعاد والتفاصيل التي تجعل منه موضوعا شيقا للبحث فيه بشكل او بآخر. وعموما يعتبر العمل على الكومبارس في الخليج العربي ككل ارتجاليا الى حد كبير، وذلك لنوعية الأعمال التي يتم تناولها، والتعاطي معها، والتي غالبا يتم تصويرها ضمن البيوت والاستوديوهات، وربما يمكن للمرء أن يتابع بعض التغيير في هذا الجانب نظرا إلى خروج الكاميرات التلفزيونية من أسر الاستوديوهات باتجاه الأماكن العامة ما فرض حضور الجانب البصري في التعاطي مع جماليات المكان، والتي يعتبر الكومبارس أحد أركانها.