2012/07/04

«الكوميديا في الدراما‏»
«الكوميديا في الدراما‏»

نور الشيخ – تشرين دراما

في إطار الحديث عن الأعمال الكوميدية باعتبارها أقرب الأنواع الدرامية إلى قلوب المشاهدين استضاف برنامج (تحت الضوء) الذي تقدمه الإعلامية عزة الشرع و يعده الزميل

علي بلال كلاً من المخرج الليث حجو والكاتب والممثل رافي وهبة للحديث عن موضوع (الكوميديا في الدراما

بدأ الحوار باستطلاعات لرأي الجمهور لتحديد معنى الكوميديا حيث تفاوتت الآراء في تحديد معناها مابين الإضحاك والإبهاج أو أنها مجرد كوميديا ساخرة، فيما رأى المخرج

الليث حجو بأن الكوميديا لا تحتمل إلا خياراً واحداً وهو الإضحاك وأن أي عمل حتى يوصف بأنه عمل درامي كوميدي فيجب أن يمتلك مقومات صناعة العمل الدرامي والتي

تعتمد على المبالغة إما بالشكل أو بالحركة أو باللغة أو باجتماع هذه العناصر جميعها وهذه المبالغة الغرض منها تحقيق غاية الإضحاك. ‏

فيما رأى الكاتب والممثل رافي وهبة أن هناك نوعاً من الكوميديا تسمى الكوميديا السوداء التي من الممكن أن تضحك المتلقي، ولكن فيها شيء جارح أو ما يمكن أن يطلق عليه (الخداع اللطيف) في محاولة لإيصال فكرة للمشاهد يمكن أن تكون قاسية ولكن بطريقة مضحكة.

وفي سؤال عن نقاط الاختلاف بين الأعمال الكوميدية في التلفزيون وبقية الأعمال التلفزيونية الدرامية أوضح رافي وهبة أنه هنالك مساحة أوسع لاختيار موضوع العمل

الكوميدي في حين أكد الليث حجو أن الكوميديا لديها مهمة أصعب من باقي الأعمال الدرامية وهي أن تحقق الإضحاك وإذا لم يتحقق هذا الشرط فسيفشل العمل. ‏

وبالانتقال للحديث عن أهم مقومات الكوميديا التلفزيونية الناجحة رأى الفنان رافي وهبة من خلال تجاربه في (بقعة ضوء ـ عالمكشوف ـ حارة على الهوا) بأن الكوميديا كلما

اقتربت من الشارع وكانت قادرة على قراءة مشكلات الناس كلما حققت نجاحاً أكثر. ‏

وحول السؤال إذا ما كان من الممكن ترتيب الركائز الثلاث وهي (النص والإخراج والأداء) في الكوميديا حسب أهميتها أجاب الليث حجو: أنا شخصياً أرى أن الأهمية توجد في

كل هذه العناصر سوية ويعد الإخراج هو العنصر المنسق بينها جميعاً فلا يوجد مخرج جيد يختار نصاً سيئاً أو ينتقي ممثلاً لا يملك الإمكانات. ‏

وفي إطار الإجابة عن أسئلة المشاهدين قال الليث حجو انه لا يرى بقعة ضوء محصورة بشخصيات معينة فقد شارك فيه معظم ممثلي ومخرجي وكتاب سورية وفي حال

بروز بعض الممثلين أكثر من غيرهم فهذا يعد جهداً شخصياً منهم وهذا البروز تحقق بسبب إمكاناتهم الخاصة وقد يظلم الممثل إذا لم تتوافر له الظروف الجيدة ليبرز قدراته. ‏

ورأى الفنان رافي وهبة أن مسلسل (بقعة ضوء) بفكرة أجزائه المتعددة هيئ لكسر حالة البطل الواحد في المسلسل الكوميدي وعكس نظرة الجيل الجديد للكوميديا. ‏

وكان للكاتب والسيناريست ممدوح حمادة مداخلة في الحلقة من خلال اتصال هاتفي حيث رأى بأن وظائف الكوميديا في عالمنا العربي لم تصنف بعد تصنيفاً دقيقاً بعكس

العالم الغربي فهي تبدأ بإثارة المرح وتنتهي بوظائف يمكن أن تكون تدميرية وكمثال على ذلك ما قام به مارتن لوثر حين استخدم الإضحاك ضد الفاتيكان. ‏

وفي إطار آخر رأى الكاتب ممدوح حمادة أن أسس الكتابة للكوميديا (بغض النظر عن نوعها أدبية كانت أو بصرية) تعتمد بشكل أساس على العثور على المفارقة بسلوك

الشخص أو بالموقف أو بالحوار، فمن أجل إيجاد الإثارة في الكوميديا لابد من وجود المفارقة. ‏

وفي سؤال له حول صحة المقولة أن استخدام اللهجة المحلية من أهم عناصر نجاح الكوميديا رأى الكاتب أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة بل إن اللهجة هي عامل

مساعد وهو يرى أن مسلسل (ضيعة ضايعة) مثلاً لو أودي بأية لهجة فستبقى المفارقة نفسها. ‏

فيما وجد المخرج الليث حجو أنه بالنسبة لموضوع اللهجة فهو من الأعباء التي حملها العمل والتي أعاقت عرضه على العديد من المحطات التي اعتذرت بسبب اللهجة عن

عرضه ولم يفاجئه هذا الشيء ولكن كانت هنالك رغبة شديدة في التوجه بالمسلسل نحو المشاهد السوري. ‏

و رأى الكاتب والممثل رافي وهبة أن الممثل من المفروض أن يكون قادراً على تقديم جميع الأنواع الدرامية بما فيها الكوميديا ولا شك أن الكوميديان تميزه صفات معينة لها

علاقة بسرعة بديهيته وبخفة دمه وحتى بالتفاصيل التي يمكن أن يقترحها للشخصية. ‏

وفي سؤال لليث حجو فيما إذا كان كل مخرج موهوب يمكن أن ينجح في الكوميديا أم أن هنالك مواصفات معينة لمخرج الأعمال الكوميدية قال الليث: ليس بالضرورة ليكون

المخرج جيداً أن تعنيه أعمال الكوميديا وأن يكون بارعاً فيها ولكن مخرج الكوميديا يجب أن يتمتع بالقدرة على تقبل النكتة ويمتلك روح مرحة ويكون قادراً على إعادة صياغة

النكتة بطريقة مختلفة وهذا لا ينطبق على الجميع وطبعاً لا يعد المخرج الذي لا يختص بالأعمال الكوميدية أو لا يهتم بهذه الأعمال مخرجاً فاشلاً ولكن الكوميديا تتطلب من

المخرج أن يمتلك حساسية عالية تجاه النكتة ودراسة وقعها على المتلقي. ‏

وفي مداخلة للفنانة شكران مرتجى على الهاتف وفي سؤال لها حول الدور الذي تلعبه ملامح وجه الممثل في خدمة دوره الكوميدي قالت الفنانة شكران مرتجى: إن شكل

الممثل في الكوميديا يلعب دوراً كبيراً ولكن ممكن اللعب على الشكل بطريقة المكياج أو اللباس ولكن الروح برأيها هي الأساس. ‏

وبالحديث عن قلة النساء الذين يؤدون الأدوار الكوميدية علقت الفنانة شكران على الموضوع بقولها: إن أداء الأدوار الكوميدية يحتاج إلى جرأة كبيرة قد لا تمتلكها كل الممثلات

ومعظم أدوار النساء في الأعمال الكوميدية تتجسد في شخصية العانس أو الفتاة غير المرغوبة وبعض الممثلات لا تفضلن لعب هذه الأدوار التي لها علاقة بالابتعاد عن

الأنوثة. ‏

ورأت الفنانة أن الممثل الكوميدي الناجح هو الذي يحقق نجاحات متكررة ولا يقتصر على تحقيق نجاح واحد فقط ويستطيع الوصول إلى قلوب الناس، وهي تجد أن الكثير من

الممثلين السوريين حققوا هذا الشيء ولكن نسبة الرجال أكثر من النساء. ‏

بالانتقال للحديث مع الكاتب رافي وهبة حول وجود علاقة بين الكوميدي الناجح وطبيعة شخصيته فهو يظن بأن الممثل يقوم بتأدية الشخصية المطلوبة منه كعمل أو مهنة

وهناك أناس لديهم القدرة على السيطرة على مزاجهم والتحكم فيه. ‏

وبسؤال المخرج الليث حجو عن قيمة الوراثة التربوية في إنجاح المخرج أو الممثل الكوميدي وعن مدى تأثره بشخصية وتجربة والده الفنان عمر حجو رأى الليث بأنه تأثر بشكل

كبير في اللاوعي بوالده بالرغم من عدم تفكيره بالعمل كمخرج أو بأي اختصاص في المجال الفني ولكنه تربى في كواليس مسرح أسرة تشرين وغيرها من المسرحيات

مثل (كاسك يا وطن و غربة وشقائق النعمان) وكان يقرأ عن عروض مسرح الشوك ويقوم بحضور المسرحيات من بعض الزوايا في الكواليس حيث يستطيع من خلالها رؤية

انطباع الجمهور على المسرحية وبالرغم من تقديمه العديد من الأعمال الدرامية المتنوعة بعيداً عن الكوميديا مثل(مسلسل الانتظار وأهل الغرام و فنجان الدم) ولكن العمل

الكوميدي يعنيه أكثر ويرى فيه طريقة للتعبير عن نفسه. ‏

وعند سؤال الكاتب رافي وهبة حول ما يميز الدراما الكوميدية السورية عنها في باقي بلدان الوطن العربي أجاب: إنه ومنذ سنة كانت له محاولة كتابة وإخراج نص في مصر

لم تكتمل لكنها أتاحت له الفرصة للتعرف على طريقة الكتابة للكوميديا المصرية والتي رآها تعتمد كثيراً على موضوع النكتة حيث تلاقي رواجاً عند الجمهور وإضافة إلى وجود

أناس مختصين يعملون على هذه الناحية بعد اكتمال النص أما في سورية فالنكتة مهمة ولكن المفارقة أهم والبحث عن المفارقة هي هاجس أي كاتب سوري يريد أن يكتب

للكوميديا، فالنكتة قد يختلف تلقيها بين مكان وآخر أما المفارقة فهي متفق عليها. ‏

وفي سؤال للمخرج الليث عن آلية تصنيف الكوميديا من ناحية الوظائف بين سلبية وإيجابية قال: بأن كل جهة تراها من وجهة نظرها الخاصة فيمكن أن يكون العمل من جهة

الرقابة سلبياً ومن ناحية المتلقي ايجابياً ولكن الكوميديا من ناحية النتائج تعد سلاحاً ذا حدين فيمكن أن يتم توظيفها بشكل سلبي كما لا يجب إغفال دور البيئة في هذا

التصنيف فكل كوميديا تكون مؤثرة في البيئة الموجهة لها تعد ناجحة. ‏

وبالحديث عن الرقابة رأى الكاتب رافي وهبة أنه لابد من وجودها كشريك لا كخصم، في حين عبر المخرج الليث حجو عن رأيه في هذا الصدد بأن وجود الرقابة ضروري في

الدراما السورية إذا ما تم النظر إلى أصحاب القرار والقائمين على صناعتها.‏