2012/07/04

اللعبة العادلة.. فيلم يدين بوش وينتصر للقيم الأمريكية
اللعبة العادلة.. فيلم يدين بوش وينتصر للقيم الأمريكية

محمد رفعت - مصراوي

يمكن أن نعتبر فيلم Fair game أو اللعبة العادلة الذى أخرجه ''دوج ليمان'' أحد أفضل الأفلام السياسية التي شاهدناها خلال السنوات الأخيرة.

ليس فقط لأنه يقدم أحد جوانب فضيحة أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي تم على أساسها غزو العراق، ولكن لأن الفيلم شديد الاتقان فنيا في كل عناصره.

ونجح الفيلم بامتياز في دمج تجربتين في فيلم واحد متماسك: تجربة السفير الأمريكي السابق "جوزيف ويلسون" التي كتبها في كتاب بعنوان "سياسات

الحقيقة"، وكشف فيه عن أكذوبة نقل كميات من اليورانيوم من النيجر إلى العراق، وتجربة فاليري بلام الجاسوسة الأمريكية السابقة وزوجة جوزيف

ويلسون، التي حكتها في كتاب بعنوان "لعبة عادلة" وكشفت فيه عن دور البيت الأبيض في تسريب اسمها وطبيعة عملها السرى في المخابرات، انتقاما

مما فعله زوجها بالكشف عن أكذوبة يورانيوم النيجر

نجح الفيلم في الدفاع عن بطليه: جو "شون بن" الذى تحمل عمل زوجته في المخابرات الأمريكية، وغيابها عن طفليه، والذى يتطوع من أجل وطنه للذهاب

إلى النيجر للتأكد من معلومة اليورانيوم، كما أنه لا يتردد في كشف أكاذيب البيت الأبيض في مقال شهير في "نيويورك تايمز" كان سببا في إعلان الحرب

عليه وعلى زوجته

من ناحية أخرى نجح الفيلم في رسم ملامح بطليه فاليري "ناعومي واتس" التي تسافر من كوالالمبور إلى القاهرة وعمان في مهمات عمل، والتي نجحت

في تجنيد سيدة عراقية تعيش في أمريكا تدعى "زهرة"، وقام بدورها الممثلة الاسرائيلية ليزار شارهي، لكى تسافر إلى بغداد وتلتقى مع شقيقها

"حمد" أو الممثل المصري خالد النبوي، والذي يجسد في الفيلم شخصية عالم عراقي كان يعمل سابقا في البرنامج النووي العراقي، ولكنه يؤكد لها إن

البرنامج النووي العراقي كان قد توقف تماما في التسعينيات وكل الأماكن تخضع للتفتيش

وفي مواجهة جو وزوجته فاليري يقف موظفو البيت الأبيض والمسئولون في مكتب نائب الرئيس الأمريكي وقتها ديك تشيني، موقفا عدائيا يصل إلى حد

تلطيخ سمعته، ويتم تعريض حياة فاليري للخطر بالإعلان عن اسمها كجاسوسة

ولكن فيلم "اللعبة العادلة"  ينتصر في النهاية لقيم الديمقراطية الأمريكية التي تعاقب على الكذب، و تعتمد على الإعلام والرأي العام والكونجرس للرقابة

والحساب، ولذلك يمكن أن نعتبر ان ادانة الغزو الأمريكي للعراق يتم في الفيلم انتصارا للقيم الأمريكية السياسية والاجتماعية سواء في الانحياز للشفافية

وحق الرأي العام في المعرفة، أو في الدفاع عن الأسرة بمعناها المباشر (العائلة) أو بمعناها الواسع "الوطن

نحن إذن أمام عمل شبه متكامل، سيناريو جيد ومتماسك يدمج الخاص بالعام في وحدة واحدة، مونتاج احترافي نجح في دمج المشاهد الوثائقية بسلاسة

داخل بنية الدراما، تنوع كبير في أماكن التصوير بين عدة دول من ماليزيا إلى القاهرة إلى عمان، موسيقى معبرة وأداء متميز من شون بن وناعومي واتس

في دورين يتميزان بثراء وتنوع التعبيرات وفقا لصعودهما وهبوطهما، خالد النبوي وهناء عبد الفتاح في دورين قصيرين لا يتطلبان قدرات خاصة كعالمين

عراقيين في المجال النووي ولكن مجرد ظهورهما في فيلم كبير ومتميز عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان يستحق التنويه، ويفتح أمامهما ربما

أبوابا لفرص أخرى قادمة