2013/05/29

المخرج أحمد إبراهيم أحمد.. أبحث عن الأعمال الجريئة التي تتجاوز الخطوط الحمر
المخرج أحمد إبراهيم أحمد.. أبحث عن الأعمال الجريئة التي تتجاوز الخطوط الحمر


زبيدة الإبراهيم – البعث

أربعة مواسم متتالية وأربعة أعمال كانت باكورتها طريق النحل ثم لعنة الطين في العام التالي ليتبعها بسوق الورق ليقدم لنا في الموسم الرمضاني الماضي مسلسل "زمن البرغوت"، إنه المخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي يستعد هذه الأيام للعودة إلى زمن البرغوت في جزئه الثاني فحاولنا الاقتراب من عالمه الفني أكثر ومن طريقة تفكيره بهذه الأعمال، حيث يعتبر كل عمل من الأعمال التي أنجزها  تجربة يتعرف من  خلالها على عالم جديد وتابع: "إني في هذا الفن أكتشف هذا العالم وبالمناسبة أكتشف نفسي وعادة ما يقودني النص  إلى حدود وتفاصيل ذلك العالم ودائماً ما أبحث عن المتعة في الحكاية التي نقدمها في أعمالنا الدرامية فهذا بالنهاية عمل درامي تلفزيوني، بالإضافة إلى أنني لا أتنازل عن جرعة المعلومات التي تفيد المشاهد و تسلط الضوء على الجوانب السلبية في المجتمع ونطلعه عليها من أجل تجاوزها.."

وفي حديثه عن مشروعه الفني يبدو أكثر تواضعاً إذ يقول عنه: "بالرغم من أن كلمة مشروع فني أعتبرها كبيرة بالنسبة لي إلا أن ما شجعني على أن أتحول إلى مهنة الإخراج بعد تجربتي كمدير إضاءة وتصوير هو هذا المشروع الفني الذي يعتبر هاجساً بالنسبة لي والذي يعني أعمالاً تحمل مضموناً ذا قيمة، وبالذات تلك الأعمال الدرامية التي تعالج الفساد مثل مسلسل "لعنة الطين" الذي تطرق للفساد السياسي وأثره السلبي على حياتنا  و"سوق الورق" الذي عالجنا من خلاله  الفساد الإداري في الجامعة للمرة الأولى، وبالمناسبة هذا الفساد لا يقتصر على بلدنا بل هو موجود في معظم دول العالم الثالث، والآن أعمل على مشروع ربما الأكثر أهمية وأتناول فيه الفساد الديني الذي أجد أنه الأخطر الآن في هذه اللحظة  والأكثر انتشارا، وأعتبر نفسي مخرجاً أبحث عن الأعمال الجريئة التي تتجاوز الخطوط الحمر فهذه المشاريع هي التي تستهويني وأحب أن أقدمها للمشاهد. وأزعم أننا في سورية قدمنا هذه الأعمال الجريئة بموافقة الرقابة وكنا سباقين لتناولها، وقد وجدت هذه الأعمال تجاوباً من الجمهور الكبير الذي وجد فيها ما يلامس واقعه ويعالج قضاياه حتى قبل الأزمة التي نعيشها الآن. فالمشاهد العربي الآن متطلب وهو يفهم ما يجري حوله ولديه درجة أكبر من الوعي ويستطيع التمييز بين العمل الذي يحمل مضموناً عالياً والعمل السطحي ومن متابعة بسيطة لما عرض في الموسم الماضي نرى أن هناك الكثير من الأعمال التي حملت قيمة ومضموناً وكانت جريئة هي التي جذبت الجمهور إليها".

وحول تعامله مع كتاب يخوضون مجال الكتابة للمرة الأولى يقول إبراهيم: "لقد كان من حسن حظي أن الأعمال التي أخرجتها كانت التجربة الأولى لكتابها باستثناء "طريق النحل" طبعا  تجربة الكتابة الأولى لها مساوئها ولها محاسنها، فبالنسبة للمساوئ فهي تكون عادة مليئة بالثغرات مع عدد كبير من المشاكل من الناحية التقنية وخصوصاً في توسع هؤلاء الكتاب بعرض فكرتهم وزيادة عدد شخصياتهم إضافة إلى عدم القدرة على ضبط الخطوط الدرامية لكن من ناحية أخرى هناك محاسن لهذه الكتابة لا يمكن تجاهلها  فالتجربة الأولى تكون تجربة غنية جداً فكرياً والشرارة الأولى لذلك تكون الومضة أقوى بكثير وتكون بالعادة فكرة العمل غير مكررة إضافة إلى القضية والهاجس الذي يدفع الكاتب للكتابة لكن في الوقت ذاته كما قلنا هناك عيوب لهذه الكتابة علينا تجاوزها وهي تأخذ جهداً مضاعفاً من المخرج..".

وحول الخبرة التي اكتسبها أثناء عمله كمدير تصوير وإضاءة والتي مهدت له طريق الإخراج يحدثنا أحمد بقوله: "تعرفت من خلال عملي في الإضاءة والتصوير على جميع المدارس الفنية التي نعمل بها في سورية وأنا تعلمت منهم ثم أحببت أن أعمل شيئاً خاصاً بي  بالرغم من أنني غير راض عن أعمالي، وخصوصاً من الناحية الفنية، فدائماً ما نصاب بخيبات الأمل عندما نجسد الأفكار التي في خيالنا على أرض الواقع وأنا لا أعتبر أن عدد الأعمال هو دليل خصب المخيلة أو نقصها فبعض المخرجين قدم أعمالاً قليلة ورسخت أعماله في ذهن الجمهور، وهناك مخرجون قاموا بإنجاز مئات الساعات الدرامية، ولا أحد يذكر أياً منها لذلك أقول دائما أن على المخرج أن يدافع عن حقه وعن وجهة نظره كي يقدم مشروعه الذي يحبه.".

أما عن مشاريعه الجديدة  فختم حديثه بالقول: "أعمل على الجزء الثاني من زمن البرغوت وبالمناسبة هو عمل قدم لي على جزئين منذ البداية وقد قمت بتصوير بعض المشاهد من الجزء الثاني في المرحلة السابقة  فأنا لست من أنصار الأجزاء في الأعمال الدرامية.. ولدي مشروع آخر يقارب ما يحدث الآن في بلادنا وأتمنى أن تتاح لي الظروف وأحقق هذين العملين في هذا الموسم".