2012/07/04

المذيع السوري في المرمى !
المذيع السوري في المرمى !

  غسان يوسف - الثورة لماذا يغادر بعض مذيعي  تلفزيوننا و إذاعتنا للعمل في محطات أخرى ؟ وهل من سبيل لوقف هذه الهجرة إذا صح التعبير ؟ لماذا لا تكون هناك خطة بديلة لاسترجاع مذيعاتنا ومذيعينا وإعطائهم - على الأقل - نصف ما يأخذون في بلاد الاغتراب ؟ الحقيقة التي تفرض نفسها هي أن الاعلامي الجيد أو لنقل المذيع الجيد هو القادر على العمل والإبداع في أي محطة أو قناة فالمهم هو حب المهنة أولاً , والوفاء لها ثانياً, ولن يكون الوفاء بزيادة (المكياج) واللبس على الموضة بالنسبة لمذيعات التلفزيون ! بل من خلال القراءة والمتابعة والإطلاع على تجارب الآخرين وإعداد البرامج , فكم من مذيع تسلل إلى هذا العمل بالواسطة لكنه في النهاية خرج دون أن يترك أي بصمة لأن العمل الإذاعي والتلفزيوني ليس مجرد مهنة بل هو موهبة وثقافة وتطوير دائم , وكم من مذيع يظهر في بعض النشرات والبرامج كالببغاء الذي لا يعرف ماذا يقرأ ,  أو ضعيفا متخبطا أمام محاوره ! بالطبع لن يكون الشكل هو المنقذ في هذه الحالة , بل المخزون الفكري والثقافي ومدى قدرة المذيع على صياغة السؤال وتقديم الفكرة بأقل قدر من العبارات , وحتى لا نخرج عن موضوعنا فمناسبة الحديث هو ما تردد في بعض وسائل الإعلام المقروءة والالكترونية من أن الإدارة الجديدة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قررت زيادة تعرفة البرامج للمذيعين بحيث تصبح حوالي خمسين ألف ليرة سورية فوق الراتب المقطوع في الشهر ! والسؤال أليس هذا كثيراً ؟ أم أنه ينسجم مع التوجه الجديد بإعطاء المذيع دفعا معنويا وماديا وتحفيزه على العمل وعدم التفكير بالهجرة وحتى لا ندخل في التكهنات أحلنا السؤال للأستاذ معن حيدر المدير العام للإذاعة والتلفزيون الذي قال ...‏ إن الهدف من رفع التعرفة هو إعطاء المذيع حافزا للعمل في التلفزيون السوري .. ليس فقط العمل بل الاعتزاز بالانتماء لهذا التلفزيون ولهذا الوطن , والتقليل من هجرة المذيعين الكفوئين إلى قنوات أخرى. ومن المعروف أن الكثير من المذيعات والمذيعين السوريين الذين يعملون في قنوات عربية أثبتوا كفاءة عالية في العمل وقد يكون رفع التعرفة مشجعا لهم للعودة والعمل في التلفزيون السوري ، فعندما لا يفكر الإعلامي بظروف المعيشة ويتوفر له الراتب الجيد ويتفرغ لعمله لابد أن يبدع .‏ وعن الفارق بين تعرفة المذيع وزملائه من معدين ومخرجين يقول الأستاذ معن :« الفارق ليس كبيرا لكن من له خبرة وإطلاع على التعرفة في قنوات أخرى لا بد أن يدرك أن المذيع هو الذي يحصل على المرتبة الأولى من حيث الراتب كونه في النهاية هو الذي يظهر على الشاشة وفي حال نجح فسيكون نجاحه نجاحا للقناة أما في حال فشله فسينعكس فشله أيضا على القناة ... طبعا نحن قمنا بزيادة التعرفة للجميع لكن كان نصيب المذيع هو الأكبر» .‏ كلام الأستاذ معن حيدر قادني إلى التساؤل هل سيكون هناك تقويم لمن يستحق ولمن لا يستحق ؟ ليقول : « نعم سيكون لدينا لجان تقويم دورية لكفاءة المذيعين وهذا التقويم سوف يكون من إعلاميين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والخبرة ونحن سنتبع مبدأ التشجيع و المكافأة فالمذيع الذي يثبت مهنية في العمل سيكافأ والمذيع الذي سيخطئ ويتراخى في عمله لن يكون كالمذيع الجيد من حيث التعويضات ».‏ خلاصة القول: إن لسورية باعاً طويلاً في صناعة النجوم الإذاعية والتلفزيونية ومن حق الإعلامي السوري أن يكون الأفضل بين أقرانه العرب مادياً ومعنوياً .‏