2012/07/04

الهروب. عندما يسيء التلفزيون إلى أعماله!
الهروب. عندما يسيء التلفزيون إلى أعماله!


خاص بوسطه_فاديا ابو زيد

منذ سنوات عديدة فقَد المشاهد ثقته بانتاجات التلفزيون الدرامية، التي تُنتج في الأساس دون أية  مبادرة أو أمل في التسويق، سيما وأن قدرة التلفزيون الإنتاجية «ليست على مستوى إبداع الإخراج أو التمثيل!» كما كان يدعي الجميع عند سؤالهم عن تدني مستوى أعمالهم..

إلا أن المخرج ثائر موسى، في عمله الملفت والمميز "الهروب"، من تأليف الكاتب رامي طويل، قَلَب المعادلة وأثبت لنا أن المسؤولية الأخلاقية تجاه كل عناصر العمل هي ما يلزمنا كي نقدم ما يرتقى إلى مستوى هذا الفن وما يحترم عقل المشاهد، فعل ذلك حين أنجز عمله بنفس الإمكانات ونفس الظروف معيداً الثقة، ليس إلى إنتاج التلفزيون السوري فحسب، ولكن إلى العديد من المفاهيم التي تنتج هذا الفن بعد أن ضاعت في زحمة و فوضى الإنتاج، وفي ظل غياب تبني ودفاع التلفزيون عن رؤية واضحة لأعمال ستمهر باسمه، لنرى في "الهروب" قيمة وأهمية الاختصاص والخلفية الثقافية والفنية التي يمتلكها المخرج.

كانت واضحة، عند ثائر موسى - خريج مدرسة السينما في بولونيا -  تلك الرؤية البصرية الرفيعة الخاصة والمشغولة بحس وعين المبدع الحريص على كل تفاصيل المشهد، إضافة إلى وضوح اشتغاله بنجاح على فن إدارة الممثل حين أدار ممثلين من الطراز الرفيع، سيما الشباب منهم، في عمل تكاملت عناصر تميزه بتوقيع المخرج.

لكن المؤسف حقا كان في الطريقة التي تستدعي التساؤل حول تعامل التلفزيون مع عمل بهذا المستوى صُرف عليه الملايين كي تتم مشاهدته لا أن يرمى أعزلاً في دوامة ساعات العرض حين تقرر عرضه على سورية دراما فقط في منتصف الليل مع حرمانه من فرصة الإعادة أسوة بالأعمال الأخرى، ليس هذا فحسب بل مُنع من العرض يوم الخميس أيضاً! لتكتمل دائرة الإجحاف و الإساءة الى عمل وكادر عمل قُدم باسم تلفزيوننا الوطني، الذي سنبقى مدافعين عن احتمالات شفائه، كما حاول ثائر موسى في "الهروب"!!