2012/07/04

الولادة من الخاصرة...سامر رضوان: أقدم عملاً خارجاً عن سياق السائد
الولادة من الخاصرة...سامر رضوان: أقدم عملاً خارجاً عن سياق السائد


دارين صالح – الوطن السورية

بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل لعنة الطين في رمضان الماضي، يأتي الموسم الرمضاني الجديد ليقدم لنا الكاتب سامر رضوان عمله الثاني تحت عنوان (الولادة من الخاصرة) من إخراج رشا شربتجي وإنتاج شركة كلاكيت للإنتاج الفني وبمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية منهم:

قصي خولي، وسلافة فواخرجي، وسلوم حداد، وعابد فهد، وصفاء سلطان، وتاج حيدر، ومكسيم خليل، وأنطوانيت نجيب، وكندا حنا، ووفاء موصللي، وناهد حلبي ورنا شميس وأيمن رضا وعبد الهادي صباغ وطارق صباغ وقاسم ملحو وفادي صبيح، وغيرهم.

يعكس المسلسل واقع الحياة بين الغني والفقير والفوارق الاجتماعية والمشكلات التي تنشأ عنها مسلطاً الضوء على مجموعة من المتناقضات التي تعيشها الشخصيات المرموقة وكذلك الأخطار التي يتعرض لها الشباب في مواجهة الحياة وتأثير ذلك عليهم جذريا كما يعرض المسلسل من خلال أحداثه مشكلات العاملين في الدولة والمجتمع المدني والأزمات التي تلاحقهم في المجتمع.

تبدأ أحداث مسلسل «ولادة من الخاصرة» من عيادة إجهاض لطبيب نسائية يجسده جهاد سعد، لولادات غير شرعية، ومن هنا تنطلق ثلاث قصص مختلفة ولا تلتقي مع بعضها.

يجسد سلوم حداد في العمل شخصية محورية حيث يؤدي دور (واصل) رجل الأعمال الغني الذي يملك معملاً للأقمشة، وهي شخصية تحمل أكثر من بعد فهي طيبة ومتسامحة من جهة، إلا أنها تهوى تعذيب نفسها بطرق مختلفة عند الشعور بالذنب».

كندة علوش تجسّد شخصية «شيرين» الزوج الثالثة لـ«رؤوف» الذي يؤدي دوره عابد فهد الذي يؤدي شخصية مقدم جهاز المخابرات «رؤوف» شخصية قاسية وتعسفية، وفي العمل تشكو شيرين من المعاملة القاسية لزوجها.

سلاف فواخرجي تجسد شخصية الشاعرة «سماهر» بطلة العمل وهي زوج الضابط رؤوف السابقة تحارب الظلم الذي يقوم به زوجها وتحاول مناصرة المظلومين.. ، في حين يجسد قصي الخولي دور «جابر» الشخص الأقل من متوسط الحال في مستوى المعيشة، يتعرض لظروف صعبة ما يضطره للعيش بعيداً عن أسرته، ثم يُتهم بقضية يُضطر بعدها للدفاع عن نفسه، وهمه الوحيد أن يثبت لأهله أنه شخص جيد وهو ليس بهذا السوء الذي يُوصف به، لديه أيضاً ابنة صغيرة، والعديد من المشاكل.

مكسيم خليل يجسد شخصية «علام» وهو ابن سلوم حداد في العمل، شخصية شريرة وابن عاق حيث يحاول دائماً الاستيلاء على ثروة والده ويكون في صراع دائم معه.

منى واصف تجسد شخصية أم جابر وهي امرأة فقيرة تعاني مع أفراد أسرتها العوز والحاجة الدائمة، ورغم ذلك تصعق العائلة تباعا بمشكلات خارجية تدخل إلى المنزل فتعصف بالاستقرار النسبي الذي يكون سائدا، إلى أن يتعرض ولدها جابر (الذي يلعب دوره قصي خولي) لتهمة السرقة فتهب العائلة، وعلى رأسها الأم، لمعالجة القضية وإثبات براءته».

مها المصري تؤدي شخصية «أم حازم» مديرة معمل سلوم حداد للنسيج وتحبه في الوقت نفسه.

وفاء موصلي تجسد في العمل دور (جمانة) وهي امرأة مادية جداً وطمّاعة، وتسعى لتحصيل المال بشراسة وبأي وسيلة ممكنة.

في وقت سابق التقت «الوطن» المخرجة رشا شربتجي فقالت: (قرأت عشرات النصوص ووقع اختياري على هذا العمل المميز... فقرأت في ليلة واحدة 400 صفحة دفعة واحدة دون توقف).

ولادة من الخاصرة نص خاص جداً، لا يشبه النصوص الأخرى، والشخصيات مكتوبة بصدق وواقعية، أحداثه تعتمد على أشخاص من طبقات مختلفة ولا يعتمد على شريحة واحدة ليعالجها.. شخصيات خاصة لها ظروف خاصة وتركيبة نفسية خاصة توصل الشخصية للأحداث التي نسجها سامر رضوان. كل شخصية تبني نهايتها بيدها.. الجميل بالنص أن أغلب الشخصيات شخصيات طبيعية في المجتمع ولكن كل واحدة لديها شكل من أشكال المرض النفسي الذي يتفاقم بقلب الإنسان لينفجر في لحظة الغفلة.


من جهة أخرى قال الكاتب سامر رضوان لصحيفة «الوطن» عن عمله الجديد الولادة من الخاصرة:


انشغلت الدراما بشكل عام في تقديم الأنماط الإنسانية وفق منطق القالب، بمعنى أن الشخصية الدرامية إما أن تكون خيرة وإما شريرة وقلما وجد استثناء لهذه الفرضية، لذلك غاب عنها التدقيق في الأمراض النفسية الكثيرة والتي تعطي أمثلة عن أناس طبيعيين، إلا أنهم وبلحظات سلوكية ما، يعطون انطباعاً مغايراً لما رسم عنهم، وهنا يكمن غنى وتنوع الشخصية الإنسانية.

من هذه الزاوية كان لابد من وضع خارطة الأمراض النفسية تحت مبضع التحليل، من أجل تقديم شخصية درامية خارجة من الواقع المعيش وليست خارجة من ذهنيات الكتاب فحسب.

إذ تبدأ خيوط (الولادة من الخاصرة) بالتشكل، صانعة لوحة مختلطة العوالم والمناخات كي تؤكد الحياة بمحاكاة واقعية وليس بجذاذات أفكار أو أوهام وكل ذلك حسب زعمي الذي أتمنى أن يثبت من خلال المتابعة والآراء التي ستستخلص بعدها.

الولادة من الخاصرة هو امتداد طبيعي للعنة الطين من ناحية إجرائية صرفة... ولكنه ليس جزءاً ثانياً كما درجت العادة.. هو امتداد لنقد بنية المؤسسة بطرازاتها المتعددة... المؤسسة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بأغلب تمظهراتها من وجهة نظر خاصة بي.. ولهذا أطمح إلى تعميم قراءتي للواقع السوري في حال تمت الموافقة عليها من المتلقي الذي أتوجه إليه بهذه الرسالة... فقد تابعت فساد تلك المؤسسات التي كانت حاضرة في لعنة الطين بشكلها التأسيسي... شارحاً الشكل النهائي لهذه المؤسسات الآن.. ماحدث لها وما آلت إليه بعد غياب مؤسسيها... وهنا أقصد المؤسسة البيرقرطية بعقليتها الإقصائية التي تصل أحياناً إلى حد الاغتيال الفكري والمعنوي لمن لا ينضوي تحت جناحها وجناح ربابنتها.

يضيف: (وما يدلل على إمكانية قبول تعميم القراءة التي قدمتها ما يحدث الآن بكل تجلياته... من كيفية إدخال السلاح إلى البلد عن طريق شراء الشريط الحدودي بمشاهد صريحة وليست مرمزة إلى تراكم أخطاء ولدت انفجارات في لعنة الطين وجدناها الآن في واقعنا الحالي.

وإزاء كل ذلك: أطمح أن أقدم عملاً خارجاً عن سياق السائد... إن كان في طبيعة الرسائل أو في تكنيك إيصالها دون تبسيط أو محاولة تجميل للقهر... رغم أن المشاهد العربي قد ضاق ذرعاً بالدمع... إلا أنني مصر على أن الإنسان نصفه دمع والنصف الباقي أمل).

وفي الختام قال رضوان: (الولادة من الخاصرة تراجيديا قاسية في بنيتها إلا أنها لا تزيف الواقع... أو كي لا أدخل في باب الادعاء أقول: تطمح لتعرية المجتمع من أجل إلباسه ثياباً جديدة يفرح بها يوم العيد).