2012/07/04

الياسري: أنا فخور بعروبتي
الياسري: أنا فخور بعروبتي

دبي - عبادة إبراهيم

غازل المخرج ياسر الياسري بعدسته الساحرة العديد من القضايا من خلال كليباته وأعماله الدرامية، خرج من دائرة التشابه المسيطرة على بعض الكليبات، لأنه يبحث دائماً عن الفكرة الجديدة والمميزة. طموح الياسري لا يقف عند حد معين، فهو يحضر حالياً لخوض تجربة درامية من خلال مسلسل كوميدي متصل الحلقات منفصل الأحداث، إضافة لأنه سيقوم بإخراج فيلم سينمائي من تأليف الكاتب حسن أحمد، لأنه، وعلى حسب قوله، السينما تعيش فترات طويلة وتؤرخ قصص الأمم والشعوب. وقد عبر عن افتخاره بثورات الشباب العربي.

كيف تقيم تجربتك في مسلسل «أصعب الكلام»، خصوصاً أنه أول عمل درامي تقوم بإخراجه؟

كانت خطوة جديدة أحببتها، وتعلمت منها، خصوصاً أن خط إخراج الدراما يعد جديدا بالنسبة لي، لكنه في الوقت نفسه مرهق، وذلك نظرا إلى ضيق الوقت، لأن المسلسل كان من المفترض أن يعرض في رمضان، فكنت في حالة استعجال وضغط، ولكن الحمد الله حينما عرض المسلسل لاقى أصداء طيبة، شجعتني على خوض هذه التجربة مرة أخرى، ولكن بعيدا عن رمضان، فالجميل في الأعمال الدرامية والسينمائية أنها تعيش طويلاً، وتبقى عالقة في ذهن المشاهد.

صرحت من قبل أن المسلسل أسهل إخراجيا من الفيديو كليب، على عكس ما يصرح به أغلب مخرجي الفيديو كليب، فما هي وجهة النظر في ذلك؟

الكليب مشروع متكامل به مضمون يتناسب مع المفهوم الدرامي، إضافة إلى أن مسؤولية الكليب تقع بالكامل على عاتق المخرج، حيث يقوم بتأليف قصة الكليب، ويتعامل مع مطربين وموديلز غير محترفين في مجال التمثيل، أما إخراج العمل الدرامي فيتطلب جهدا كبيرا، ولكنني مسؤول فقط عن الإخراج، وأتعامل مع نخبة من الممثلين المحترفين، ونص جاهز، فالفيديو كليب أصعب ذهنياً، ولكن الدراما أصعب بدنياً لأنها تحتاج إلى وقت أطول ومجهود أكبر.

ما جديدك الفني؟

حاليا أنا بصدد التحضير لمسلسل كوميدي جديد، متصل الحلقات منفصل الأحداث، تم الانتهاء من كتابة حلقاته، وسوف نبدأ التصوير قريباً، كذلك أحضر لفيديو كليب جديد مع الفنان منصور زايد وعنوانه «طلع عاشق» وسيتم تصويره في تركيا، إضافة إلى أنني سأقوم بإخراج فيلم سينمائي، للكاتب محمد حسن أحمد.

انتقلت من عالم الفيديو كليب إلى عالم الإخراج الدرامي والسينمائي، كيف ترى هذا التحول؟ وأيهما أقرب إلى قلبك؟

هذا تحول طبيعي، فالتطور والطموح غريزة في الإنسان، والسينما تبقى الأقرب والأمتع إلى قلبي، ولكنها أصعب وتحتاج إلى دارسة وتحضير لأنه في النهاية يكتب تاريخ المخرج، باختصار الكليبات عمرها الافتراضي محدود ودرجة المخاطرة فيها غير محسوبة، عكس السينما التي تعيش فترات طويلة وتؤرخ قصص الأمم والشعوب، وتكتب خلود الفنان.

ما هو الفرق الذي تجده عندما تتعامل مع نجوم مخضرمين لهم ثقلهم الفني، وبين مغنين جدد، وأيهما أكثر استجابة لرؤيتك الإخراجية والتزاماً بمواعيد التصوير؟

المطرب الجديد يستجيب لأي رؤية إخراجية فهو يريد الظهور لكي يعرفه الناس، أما المطرب المخضرم فهو لا يقبل بأي شيء، وإنما بالصورة التي يقتنع بها وتكون ملائمة له، ومن مزايا العمل مع فنان كبير هو ضمان قاعدة جماهيرية كبيرة سوف تشاهد الكليب، أما بالنسبة للالتزام بالمواعيد فالفنان الجديد هو أكثر حفاظا على الوقت.

هل واجهت يوما أي مشكلة مع نجوم الفن بالنسبة للفكرة أو تنفيذ الكليب؟

ربما تكون حدثت مرة أو مرتين، وقتها أخبرني الفنان بأنه يشعر أن القصة غير ملائمة لشخصيته، واقتنعت بكلامه وقمت بتغيرها، ففي النهاية نحن نشكل فريق عمل واحد، فأعمالي ليس فيها ديكتاتورية بل تجد فيها شخصية قيادية، ورؤية إخراجية.

من هو الفنان القادر على القيام بالأداء الجيد ويعطيك ما تريده أثناء التصوير؟

الفنان رضا العبدالله ممثل جيد، لو قرر دخول مجال الدراما سوف يحقق نجاحا كبيرا، أما الفنان فايز السعيد فلديه قدرة على تقمص الشخصيات، واعتقد أن الفنان منصور زايد لديه قدرات تمثيلية جيدة.

هناك بعض الفنانين الذين يفضلون الاستعانة بمخرجين أجانب..هل تعتقد أنهم يقدمون على هذه الخطوة لعدم إيمانهم بقدرات المخرجين العرب أم نوع من التجديد؟

إنّ اختيار مخرج أجنبي لإنجاز «كليب» غنائي هو مجرّد موضة لن تستمر، لأنّ المخرج العربي يفهم أكثر من الأجنبي ما تريده السوق الفنيّة في بلادنا، وما تتقبّله ذهنيّة الجمهور، إضافة إلى أننا نلاحظ أن المخرج الأجنبي لا يقوم بتصوير كليب عربي بجودة الكليب الأجنبي نفسه، وربما يعود ذلك إلى الميزانية؛ ففي الدول الغربية يضعون ميزانيات ضخمة لتصوير الكليب عكس الدول العربية.

ألا تخاف من الوقوع بفخ الروتين واستنفاد طاقتك الإبداعية بسبب كثرة الكليبات التي قمت بإخراجها؟

الأغنية هي التي تخلق فكرة الكليب، فعندما استمع إلى كلماتها وألحانها تبدأ الفكرة بالتكون داخل رأسي ثم أنفذها على أرض الواقع، فالأفكار لا تنضب. إضافة إلى أنني آخذ قسطاً من الراحة بين كل كليب أقوم بتصويره. ولكن هذا لا ينفي أنني أحرص على وضع بصمة مميزة لكليباتي.

ما هو الكليب الذي يعبر عنك كثيراً ويشبهك؟

هناك كليبات عدة من ضمنها كليب «إمارات الوجود» للفنان حسين الجسمي، فهي بمجرد أن أشاهدها تحرك بداخلي مشاعر وأحاسيس فياضة، كذلك كليب «ينسى» للفنان فايز السعيد، و«تاكسي» للفنان مشاعل عروج.

ما هو رأيك في مستوى الكليبات حاليا، خصوصا أن البعض يرى أن الكليبات أصبحت تخاطب الجسد بغض النظر عن الصوت؟

الفيديو كليب تطور كثيراً في الفترة الأخيرة للأفضل نظرا إلى تنوع الأفكار والأساليب الحديثة التي تستخدم في التصوير ليظهر الكليبب بالشكل المطلوب.

الفنان العربي لا يعيش بمعزل عن قضايا أمته فكيف ترى صحوة التغيير في الدول العربية؟

أصبحت فخورا بعروبتي، فالشعب غير معنى الديمقراطية وقال كلمته في وجه الظلم والفساد، ربما لن تكفي الكلمات لتعبر عن مدى فرحتي لهذه الصحوة العربية.

قمت بتصوير العديد من الكليبات في تركيا، فما السر وراء ذلك؟

تركيا تمتلك طبيعة خلابة إضافة إلى أن فريق العمل الذي أتعامل معه هناك لديه حرفية عالية، وغالبا أقوم بتصوير أغنياتي بين تركيا ودبي وبيروت، ففي الشتاء أفضل التصوير في دبي، أما في الصيف تكون وجهتي لتركيا وبيروت.

ما هو الكليب الذي ندمت على إخراجه؟

في بداية عملي كمخرج قمت بتصوير أغنية، وندمت بعد ذلك لأنني قدمت تنازلات كان من المفترض عدم تقديمها، ولكني تعلمت فيما بعد ألا أتنازل عن قناعتي أبدا.

رغم أنك كنت طالب هندسة إلا أنك اخترت مجال الإخراج..فما السر وراء ذلك؟

الموضوع بدأ بمحض المصادفة عندما صور أحد أصدقائي فيديو كليب وأخبرته أنه لم يعجبني وبإمكاني إخراج فيديو كليب أفضل منه، وقتها ترك لي المجال وبالفعل أخرجت له فيديو كليب مختلفا، إضافة إلى أن أخي أنور الياسري صاحب شركة معدات تصوير، وشجعني على خوض تجربة الإخراج، وقتها تركت كلية الهندسة واتجهت لدراسة الإخراج.