2013/05/29

ال3d ... السينما بعيون من بلاستيك
ال3d ... السينما بعيون من بلاستيك

  ايناس عبد الله- الشروق أجمع النقاد والمهتمون بصناعة السينما المصرية على أنه لم يحن الوقت بعد لدخول أحدث التقنيات المستخدمة فى السينما العالمية والمعروفة باسم ثرى دايمنشن «3d» إلى مصر وأبدوا عدم تفاؤلهم تجاه التجربة المصرية «ألف ليلة وليلة» الذى يسعى أصحابها لاستخدام هذه التقنية لتكون باكورة هذا النوعية من الأفلام مطالبين بضرورة علاج السينما من مرض الأنيميا الحاد الذى يصيبها فى الأفكار والوجوه قبل أن ينتقلوا بها إلى رفاهية ليست مطلوبة فى الوقت الراهن. البداية كانت مع الناقد د.رفيق الصبان الذى قال متعجبا: على فترات متباعدة تأتينا تقاليع من هوليوود فتارة وردوا لنا السينما التى تثير حاسة الشم وتارة وردوا لنا سينما البعد الثالث بشكل مختلف عن الآن وللحق كلها تقاليع غريبة لا يستطيع تقديمها سوى السينما الأمريكية التى تمر بحالة من الرفاهية وتراهن على عنصر الإبهار لكن فيما يتعلق بالسينما المصرية فالأمر مستبعد تماما من قبل الجمهور والصناع انفسهم فالجمهور فى البداية ستثيره الفكرة لكنها لن تستمر معه فلن يتقبل ارتداء النظارة أثناء متابعة هذه الأفلام فلقد خضت التجربة مع فيلم «أفاتار» ولم اشعر بحالة سعادة وأنا أتابع الفيلم مستعينا بالنظارة وعندما شاهدت العمل بدونها استمتعت كثيرا، أما فيما يخص الصناعة نفسها فنحن بحاجة إلى تحسين حال السينما أولا قبل تقليدنا لمثل هذه التقاليع، فنحن بحاجة إلى أعمال تثير الجدل وتحرك المياه الراكدة تقوم على أفكار جديدة وبوجوه لم نعتد عليها فنحن نعانى ثبات الحال منذ أكثر من 30 عاما ولم نر أى تغيير ملموس والدماء فى عروق السينما المصرية كادت تجف وتموت، فلقد أصبحت ضعيفة وبحاجة إلى مقويات لكى تواصل الحياة فهذا غير مقبول على الإطلاق وغير منطقى وواقعى بالمرة حتى لو كانت هناك تجربة مصرية تسير فى نفس الاتجاه، فلا يعنى ابدا اذا نجح امر فى امريكا انه بالضرورة ينجح فى مصر فنحن لسنا بحاجة إلى تقنيات بل نحن بحاجة إلى موضوعات وأريد أن أشيد فى هذا السياق بتجربتين غاية فى البساطة ولكنهما لفتتا الأنظار بشدة أولهما فيلم «سمير وشهير وبهير» هذه التجربة البسيطة المقتبسة لكن تم تمصيرها بشكل غاية فى الإتقان، رسم البسمة الجميلة على شفاه كل من شاهد العمل وفيلم «عائلة ميكى» الذى نجح فى أن يضع يده على جراح الأسرة المصرية وكشف عيوبها بشكل يعكس غضب الشباب صناع العمل وهو الغضب المحمود الذى يبنى ولا يهدم ومثل هذه النوعية مطلوبة فى الوقت الراهن لكن البحث عن 3d كلام مبالغ فيه إلى حد بعيد! ومن ناحيتها تقول الناقدة إيريس نظمى: لقد شاهدت تجربة ال3d فى أمريكا واستمتعت بها كثيرا وأعترف أن السينما المصرية بحاجة إلى أن تتطور وتستعين بأحدث التقنيات لكن قبل هذا هناك مشوار طويل لابد أن تخوضه السينما المصرية خاصة انها تقف محلك سر طوال السنوات الأخيرة ولابد من عمل نهضة قوية قبل التفكير فى استخدام تقنيات حديثة فصناعة السينما المصرية تعانى منها أمراضا مزمنة وأبجديات المهنة نفسها غائبة فأين هى الموضوعات والأفكار لكى نصنع فيلما يستحق أن نشاهده؟ فالمسألة ليست إمكانيات بدليل فيلم المسافر التى تصدت له وزارة الثقافة المصرية فخرج متواضعا وأراد مخرجه أن يقنعنا بأنه يحاكى ويقلد المخرج العالمى فيللينى لأن نوعية جمهورنا مختلفة وكان لابد أن يدرك هذه الحقيقة قبل أن يقلد تقليدا أعمى دفع بالفنان عمر الشريف أحد أبطال العمل أن يشن هجوما عليه... وهو الأمر ذاته مع تقنية الثرى دايمنيشن بدليل أن فيلم «أفاتار» الذى حقق نجاحا مدويا فى أمريكا لم يحقق الأمر ذاته فى مصر. وأخيرا تحدث المخرج تامر مرتضى صاحب مشروع «ألف ليلة وليلة» قائلا: للأسف كنت أتوقع أن يتم استقبال تجربتنا بنوع من الحماس والتشجيع بدلا من حالة التخوف والجبن من خوض تجارب جديدة يساهم فى إعادة مصر سنوات طويلة إلى الوراء فمن منا يستطيع أن يحكم على ذوق80 مليون مصرى ويقول انه قد يعزف عن متابعة هذه التجربة أو ينجذب نحوها وكيف للنقاد أن يحكموا على تجربة لم تعرض بعد إلى جانب أن الكلام عن فشل هذه النوعية من الأفلام فى مصر كلام غير صحيح خاصة أن فيلم أفاتار حقق عائدا يقدر ب13 مليون جنيه من عرضه فى 7 سنوات أو 10 على أكثر تقدير. وأضاف: من حق الجمهور المصرى أن يواكب التقنية الحديثة فنحن اصحاب حضارة 7 آلاف سنة ولا أرى أى مخاوف من هذه التقنية خاصة انها خلال العامين القادمين ستحل محل التقنيات الحالية لانه التطور الطبيعى للتكنولوجيا وستحل محل الشاشات الموجودة التى سبقت أن حلت مكان شاشات الابيض والاسود وسط مخاوف وزعم عدم نجاحها وها هى تتكرر المأساة مع هذه التقنية الحديثة وللعلم فهناك أكثر من 50 محطة فى العالم كلها تعمل بهذه التقنية واكثر من 40 فيلما حاليا يتم تصويرها بنفس التقنية أى أنها أصبحت أمرا واقعا. وعن تجربته قال: لقد آثرت أن أصور 15 دقيقة من مشروع ألف ليلة وليلة حتى اختصر طريقا طويلا فى اقناع المنتجين بهذه التجربة فلقد خشيت أن يظنونى مجنونا اذا اكتفيت بشرحها بالكلام وبالفعل نجحت فى جذب الكثير من المنتجين وفى مقدمتهم إسعاد يونس التى ابدت سعادة كبيرة تجاه التجربة وبصدد التعاقد معها كما أن هناك شركة إنتاج بهوليوود تسعى للتعاقد رغبة منها أن يخرج مشروعنا إلى النور وبالفعل استعد لتصوير العمل فى شهر نوفمبر المقبل