2013/05/29

انتعاشة سينمائية تخشى المفاجآت
انتعاشة سينمائية تخشى المفاجآت


محمد السيد – الشروق المصرية

رغم عدم وضوح الرؤية وعدم المقدرة على استقراء السوق وشباك التذاكر فإن المؤشرات كلها تؤكد إصرار صناع السينما على مواصلة الإنتاج بصورة أكبر وخوض المغامرة إلى نهايتها فيستعد أحمد السقا بفيلم ضخم هو «الجزيرة 2»، وينهى كريم عبدالعزيز استعداداته لتقديم فيلم ضخم آخر هو «الفيل الأزرق»، ويواصل محمد سعد تصوير فيلمه الجديد «تتح»، وتشهد بلاتوهات السينما تصوير عدد كبير من الأفلام لأول مرة منذ زمن طويل.. «الشروق» تابعت الانتعاشة السينمائية التى تتمنى أن تكون حقيقية وليست خادعة فى هذا التقرير.

من جديد وبعدما لمعت الفكرة فى عينيه وقع النجم أحمد السقا على بطولة الجزء الثانى من فيلم «الجزيرة»، والذى اقترب المؤلف محمد دياب من نهايته، ويتم التحضير الآن لتصويره بميزانية ربما تتخطى 40 مليون جنيه على أقل تقدير، وهو واحد من الإنتاجات الضخمة التى سوف تشهدها السينما الآن، وسوف يقوم بإخراجه شريف عرفة ومرشح لبطولته عدد من النجوم الكبار، من بينهم محمد رجب وهند صبرى ودينا الشربينى ومحمود عبدالمغنى وخالد الصاوى والتصوير سوف يبدأ فى منتصف أبريل المقبل.

ومن الأعمال الكبيرة أيضا والتى سوف تستقبلها بلاتوهات السينما فى المرحلة المقبلة فيلم «الفيل الأزرق» الذى يتعاون فيه كريم عبدالعزيز بلوك جديد وشكل سينمائى مختلف مع المنتج والمخرج مروان حامد عن سيناريو وقصة لأحمد مراد الذى انتهى من كل تفاصيل الفيلم الذى سوف يشهد خطة إنتاجية تقترب من 40 مليون جنيه أيضا، ويشارك فى بطولته خالد الصاوى ونيللى كريم ولبلبة.

ويواصل محمد سعد ودوللى شاهين تصوير فيلم «تتح» الذى سيتم عرضه فى موسم الصيف، وهو من الأعمال الكبيرة أيضا، ويشهد عودة لسعد بعد غيابه العام الماضى، وسوف يبدأ أيضا الثلاثى شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى تصوير فيلمهم الجديد «المتحف»، والذى رشحوا لبطولته النجمة نادية الجندى ولم يتم الاتفاق معها حتى الآن، وهو من الأفلام كبيرة التكلفة، ويستعد المخرج والمنتج طارق العريان لتصوير فيلمه الجديد «أولاد رزق»، وهو الفيلم الذى سوف يعود به للسينما بعد غياب شهد تعثرا لفيلمه «أسوار القمر» وفيلمه الجديد مرشح لبطولته عمرو سعد، وهناك أيضا انتعاشة سينمائية بتصوير أفلام «نظرية عمتى» لحسن الرداد وحورية فرغلى، و«جرسونيرة» لغادة عبدالرازق ومنذر رياحنة، وفيلم هانى رمزى الجديد «طوم وجيمى» والذى يتم تصويره الآن أيضا.

المنتج والموزع السينمائى هشام عبدالخالق، يرى أن الأمور على كف عفريت ولا أحد يستطيع التنبؤ بما سوف يحدث غدا، ويقول: كل شخص فى هذه المهنة له دوافعه واليات تنفيذ لهذه الدوافع ومن المؤكد ان المكسب والربح شيئ مهم لأنها سوف تجعلك تستكمل مشوارك ولا أحد يكون مبسوطا وسعيدا إذا خسر أمواله، أنا شخصيا ليس لدىّ عمل آخر، والسينما هى مهنتى ولست مثل آخرين يدخلون السينما لأغراض أخرى، أنا أعتبرها عملى الذى لا أعرف غيره ومنذ عام ونصف العام لم أقم بإنتاج أى فيلم جديد، وأحاول أن أستقرأ كل فترة المرحلة المقبلة، لكنى أمام فيلم مثل «الجزيرة 2»، والذى سوف أقوم بإنتاجه وجدت نفسى مجبرا على الإنتاج لأن الموضوع بجد دغدغ عواطفى وشجعتنى الفكرة وأفضل من الجزء الأول، ووجدت نفسى مدفوعا للفيلم، ولم أراعِ ظروف السوق أو الأجواء المحيطة به، لكن فى النهاية هناك حالة من الغموض تسيطر على السوق والسينما لأنك لا تستطيع أن تعرف إذا كانت الدنيا سياسيا سوف تشتعل أم لا، وهل هناك عصيان أو غيره لا أحد يعرف ماذا يحدث غدا، نحن أصلا كنا نريد  التصوير فى أبريل المقبل، وفوجئنا بمواعيد الانتخابات الجديدة ولا أحد يعرف أيضا ماذا سوف يحدث فى هذه الانتخابات، وندعو ونتمنى أن تكون السوق جيدة.

ويقول عبدالخالق عن محاولات صناع السينما للخروج من هذه الأزمة: للأسف الشديد لم نجلس معا وأزمتنا الحقيقية أننا لا نجلس معا لأن السينما فى مصر، وللأسف أيضا قائمة على تجارب فردية، وليست كيانات كبيرة حتى الشركات الكبرى تعتمد على الأفراد والأشخاص وهؤلاء كل شخص فيهم لديه رؤيته الخاصة به، فالسبكى مثلا لديه منطقته التى يعمل بها، ويرى الدنيا تماما فى حين محمد رمزى لا يريد الإنتاج، واكتفى بالتوزيع وأنا لدىّ حساباتى، وهكذا وللأسف ليس هناك دعم من الدولة فلا يكون هناك تجمع ورؤية واحدة كما يحدث فى الولايات المتحدة ومع اتحاد المنتجين هناك الذى يرسم خططا، ويواجه الأزمات بناء على دراسات وليس بناء على آراء شخصية واجتهادات. ويضيف عبدالخالق: هو رغم كل شىء سوف تستمر الصناعة رغم المخاطر وعدم الوضوح، والحقيقة أن الإيرادات ربما تكون خادعة ونريد أكثر من فيلم قوى يحرك السوق، والحقيقة أننا استعوضنا الله فى منطقة وسط البلد وسينماتها، والناس بدأت تتعود على هذه الأزمات ونتمنى أن تنتهى مشاكل السينما لأنها صناعة مهمة تفيد عددا كبيرا من المصريين.  المخرج والمنتج هانى جرجس فوزى والذى يعود بفيلم «جرسونيرة»، يقول: هناك محاولات فردية حتى الآن للخروج من عنق الزجاجة، لكن نتيجة هذه المحاولات لم تتضح بعد خاصة أن السبب الرئيسى للأزمة مازال قائما فلا يوجد بيع خارجى للأفلام، ولم تعد هناك فضائيات تشترى الفيلم بالكامل لصالحها، كما كان يحدث مسبقا كانت هذه الفضائيات تشترى بأموال كبيرة، وتساعدك على التمويل، لكنها ليست موجودة الآن، وهناك أزمات التوزيع الداخلى التى نعانى منها بسبب الأحداث السياسية، وكل ما يحدث الآن محاولات غير معلومة النتيجة ونخشى عند عرض هذه الأفلام أن تحدث كارثة وأن نتوقف مرة أخرى، وربنا يستر،

ويضيف فوزى: الرهان الآن على التوزيع الخارجى وعلى المستثمرين العرب وبصفة خاصة من قطر والتى نسمع أن هناك مبادرات من بعض رجال الأعمال هناك للاستثمار فى السينما المصرية، وفى النهاية إذا حدث ذلك سوف نكون مستفيدين على مستوى الصناعة ولو حدث ذلك سوف يعود الإنتاج إلى سابق عهده، ونقدم 100 فيلم كما كنا نفعل.