2012/07/04

(انتقام مكلف) الغوص بمكنوناتنا الداخلية وقيمنا الإنسانية
(انتقام مكلف) الغوص بمكنوناتنا الداخلية وقيمنا الإنسانية


عمار النعمة - الثورة


المخرج يوسف عساف .. شاب طموح ترعرع في مدينة حلب وشرب الفن من تراثها الغني , شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الهامة , له عدد من الأعمال التي قام بإخراجها ، ومن أحدثها فيلم (انتقام مكلف) الذي انتهى من تصويره مؤخراً وهو سيناريو وحوار فداء نعمان ..

على هامش فيلمه الأخير التقيناه وكان اللقاء التالي :‏


كيف كانت البدايات عند يوسف عساف ؟‏

كان تأثري بوالدتي وجدّي مشتركاً وهذا ما جعلني أبحث بعوالم الفن , وغصت بعمق البحر اللجيّ الذي يسمّونه التصوف إلى أن وصلت لاستنتاج ليس عن عبث بل يعتمد على ركيزة ثقافية بأن (الفن والتصوف) يلتقيان بنهاية المطاف بجذر واحد فكل منهما يدعو إلى التفكير والحلول والدستور الأخلاقي , أثناء دراستي للمرحلة الإعدادية كنت أتردد على مسارح الشبيبة لأحضر بعض البروفات إلى أن عملت بأول عمل لي وهو (كاليغولا) للكاتب البير كامو , ومن ثم (العميان) لموريس ميتر لينك وعملت بعدة أعمال مسرحية ، وفي ذاك الوقت خضعت لدورة إعداد ممثل, درست الموشحات الأندلسية وأصول الغناء في نادي شباب العروبة عند الأستاذ صفوان العابد , واكتسبت تعلم المقامات الموسيقية على يد عدد من الأساتذة ، في مرحلة الدراسة الإعدادية عملت بأول مسلسل تلفزيوني وهو (حوش العيلة) من إخراج هيثم زرزوري , وعملت بعدها بعدة أعمال حلبية , إلى أن قمت بإخراج أول عمل مسرحي اسمه (طالع بالعتمات) , أما في المرحلة الثانوية فقد عملت بعمل مصري اسمه (العلماء المسلمون) . وبعد إتمام المرحلة الثانوية انتقلت إلى دمشق عملت بالسينما فيلم (عيد ميلاد) كممثل وكان من إنتاج شركة صورة ومن ثم فيلم (جناح الأم) للمخرج د. علاء الدين الشعار , أما في الدراما التلفزيونية فقد شاركت بالعديد من الأعمال . وبدأت بأول فيلم وثائقي يتحدث عن الدراما وكان من إخراجي , ومن ثم أوبريت غنائي , وبعد ذلك فيلم (انتقام مكلف) .‏

قمت بإخراج فيلم (انتقام مكلف) ماذا تحدثنا عنه ؟‏

أدى بطولة الفيلم كل من الفنانين: فائق عرقسوسي، حسام سكاف، ريما الشيخ، خليل حداد، نيرمين الحسن، جورج باندو، وقد قام بدور الشاب العراقي الفنان مصطفى العمار، الذي يشغل الآن منصب سفير منظمة السلام بين الشعوب و حماية الأرض في اليونسكو ، ويتحدث الفيلم عن الاستبداد والظلم على صعيدي القوي والضعيف . وتدور قصة الفيلم حول جواد وأخته ليلى اللذَين فقدا والديهما صغاراً في حادث سير، ليعيشا فيما بعد في بيئة فقيرة، إلى أن يأتي عزام صاحب النفوذ والمال ويتزوج من ليلى بعد أن يراها بمحض الصدفة وهي تعمل موظفة في أحد البنوك .‏

بعد أن يتزوج عزام من ليلى يعين أخاها جواد مشرفاً على البضائع التي يستوردها، فيكتشف «جواد» أن «عزام» يطعن بظهره من خلال وضع الصفقات المخالفة للقانون باسمه، ومن هنا تبدأ أحداث الفيلم بصراع بين الأخ والزوج، ينتهي بوقوع «عزام» بيد العدالة في نهاية المطاف، هو ومن تعاون معه من المفسدين .‏

كمــا أن الفيلم يتطــرّق إلى قضية شاب عراقي يأتي إلى ســورية بعد أن دمرت بلده.‏

ما الصعوبات التي تواجهك كمخرج جديد على الساحة ؟ وهل هناك صعوبات أثناء التصوير؟‏

دعنا نتحدث عن  الصعوبات أثناء التصوير فالحديث عنها أهون من الحديث عن الصعوبات الجديد في الساحة لأنّ مجرد التحدث بهذه المسألة هو صعوبة؟؟؟ ولكن أنا لست صاحب مشروع مخرج بل هي تجارب لطرح بعض الأفكار التي أحلم من وقت طويل بتقديمها , أما صعوبات التصوير فهي التي واجهناها من خلال مشاهد الأكشن مثل المطاردة وتبادل العيارات النارية وبعض الحركات الرياضية التي وظفها البطل أثناء القيام بالدور .‏

ما الرسالة التي أردت أن توصلها من خلال النص ؟‏

النص يعالج أموراً لها شجونها الخاصة تتعلق بمكنوناتنا الداخلية وقيمنا الإنسانية مثل الحب والوفاء والبحث عن  السعادة والظلم الذي ساد المجتمع نتيجة سيطرة بعض أصحاب النفوذ الذين يستغلون حاجة الفقراء لتحقيق غاياتهم غير المشروعة، ويحركونهم كأحجار الشطرنج. ويدخل النص بعمق عوالم الشخصيات الواهمة بأن السعادة ترتبط بالمال إلى أن تنكشف الحقيقة... ليصل الأبطال إلى قناعة بأن السعادة حلم بعيد تعيشه الروح ليست معتمدة على المال والسلطة، العمل يعالج في محور آخر موضوع معاناة اللاجئين العراقيين وقدومهم إلى سورية من خلال وجود «كاظم» كمحور أساسي في الفيلم

ما جديدك ؟‏

أنا في طور التحضير لفيلم بعنوان (عالم جولي)  لفداء نعمان ومن إخراجي .‏