2012/07/04

ايمن زبيب: لا يمكن للصحافة ان تنجح أغنية غير ناجحة
ايمن زبيب: لا يمكن للصحافة ان تنجح أغنية غير ناجحة

زهرة مرعي – القدس العربي

أيمن زبيب فنان يتأثر جداً بالواقع الذي يحيط به في البلدان العربية وخاصة في سورية. حفلاته هذا الصيف تواصلت إنما عمله الفني الجديد ينتظر الهدوء والإستقرار حتى يظهر للجمهور. فهو أعد أسطوانة من 12 أغنية ويتريث في طرحها.

زبيب يرى وهجه الفني في الغناء دون خوض في ميدان اللحن لأنه سيفقده الكثير من رصيده بحسب رأيه.

معه كان هذا الحوار:

* تأخرت أسطوانتك الجديدة كثيراً فمتى موعد نشرها؟

* العامل المؤثر في توقيت نشر أسطوانتي الجديدة هو الواقع القائم في عدد من الدول العربية وبخاصة سورية. الفن ينشد الإستقرار والهدوء. كما أني على الصعيد الشخصي شديد التأثر بما يحدث في بلدي وفي محيطه وبخاصة في سورية. سورية وشعبها وجمهورها لهم فضل كبير على بداياتي الفنية، وعلى نجوميتي في الوطن العربي ككل. وليقدم الفنان فناً يجب أن يعيش في بال مرتاح ونفسية مستقرة.

* عمرك الفني حوالى الست سنوات صدر لك خلالها ثلاث أسطوانات هل هي كافية للتعبير عنك كفنان؟

* بتقديري أنها كافية والدليل حجم وكمية الحفلات التي أطلب لها. أنا من الأشخاص الذين يشغلهم العمل والسفر عن البحث عن أغنيات جديدة. ولأني أرغب بأن أعيش فني وحياتي الشخصية معاً، فهذا يؤدي إلى تقصير في الفن إنما هو تقصير نسبي أشعر به شخصياً وقد لا يشعر به جمهوري الذي يتواصل مع أغنياتي القديمة كما تواصله مع الجديدة.

* لكن هل من الطبيعي ألا يطالبك جمهورك بجديد في مدى سنتين على سبيل المثال؟

* أكيد وتأخري لا يتجاوز السنتين بين كل أسطوانة وأخرى. لست من محبذي الأغنية المنفردة، إنما خلال الظهور في برنامج تلفزيوني يفترض تقديم أغنية جديدة. في أسطوانتي 12 أغنية وهي من أجمل الإختيارات ولهذا لن أكون بحاجة لأغنيات منفردة على مدى سنتين بعد ظهور الأسطوانة. وهذه الأغنيات سوف أدعمها بتصويرها تباعاً وبمعدل أغنية كل ستة أشهر.

* كم أغنية تضم الأسطوانة من ألحانك؟

* لم أطرح نفسي يوماً كملحن. فقط أشارك الملحن والموزع بما أحبه من الجمل الموسيقية. في الأسطوانتين السابقتين كانت ثلاثة أرباع الأفكار الموسيقية مني. دائماً أبدل في الجمل اللحنية لكني لا ألحن. إحدى الأغنيات حملت توقيعي كلحن وكان ذلك على سبيل تحمل المسؤولية القانونية لأن اللحن يوناني. ولاحقاً تمت تسوية الأمور مع الشركة مالكة اللحن.

* الأغنية في أيامنا جملة لحنية تعطى للموزع كي يطورها لماذا لا تصير جملك اللحنية أغنية؟

* هي جمل قصيرة ولم أصل بعد للتمكن من تلحين أغنية كاملة. وأنا لست من هواة عرض عضلات لا أملكها لأني إنسان متصالح مع ذاته.

* أليست لديك النية لتطوير ذاتك وقدراتك وموهبتك في اللحن؟

* مطلقاً لست في هذا الوارد. حتى وإن تمكنت من تحلين أغنية فلن أعلن ذلك. أن أكون ملحناً فهذا ينتقص من 'رهجتي' كنجم.

* في الغرب كافة الفنانين يكتبون ويلحنون ويغنون كذلك لدينا من يجيد المواهب الثلاث؟

* لا أوافق على أن المتوهج فنياً هو من امتلك المواهب الثلاث. شخصياً أفضل أن أغني وأن أتعاون مع كاتب وملحن.

* ماذا عن أسلوب غنائك الخاص أنت لم تقارب التراث بحرفيته ولم تشط عنه بعيداً جداً. كيف وصلت لهذه المعادلة؟

* إنه إحساسي الفني الذي دلني على الدرب الذي أسير به منذ البدايات ولا أزال. الخبرة مع الناس على خشبة المسرح تُرسخ الاختيارات أو تعدِّلها وفق ما هو مطلوب من الجمهور. بعد خبرة قصيرة شعرت أن الناس تحتاج للغناء الشعبي الفرح وها أنا أقدمه وهو يلقى الترحيب الكبير.

* وهل يرفض الناس منك الأغنية الكلاسيكية؟

* بالعكس. قدمت أغنية 'أنا بحكيلك عن حالي' الكلاسيكية وضربت جداً. إنما بات واضحاً أن الناس تحب غناءً ممزوجاً ببعض الشجن وفي الوقت نفسه يحمس على الرقص.

* مهمة البحث عن أغنياتك هل هي مضنية؟

* الحمد لله وبدون حسد لا طريقي ميسر في الإختيار. في أقل من ثانية أعرف الأغنية التي ستترك أثرها في الناس. ونادراً ما ندمت على إختيار أغنية.

* هل من مرة خذلك فيها الجمهور؟

* ثمة أغنيات لا تضرب كما أخرى. لكني أستغرب أن يطلب مني الجمهور أغنيات لا أكون شخصياً متحمساً لها بما يكفي. حتى هذه الأغنيات مطلوبة، وكل أغنية لها من يحبها.

* هل في أسطوانتك المقبلة أغنية خليجية كما هي الموضة؟

* كان مطروحاً تقديم أغنية خليجية لكن شركة روتانا إرتأت أن تنزل منفردة بعد فترة زمنية من إصدار الأسطوانة.

*هل أنت على قناعة بهذا الموقف؟

* نعم. فأنا فنان لبناني وأغنياتي لبنانية. ووجود أغنية خليجية ضمن عملي لن يعطيها تلك الشهرة المطلوبة. أما أن تكون منفردة فهذا ما يساعد في تسليط الضوء عليها بنسبة أكبر.

* هل سيكون لك حفل إطلاق لأسطوانتك كما مع الاخرين؟

* لست من أنصار الحفلات ولا أصر عليها. أهتم بتصوير الأغنيات وخدمتها بشكل صحيح على شاشة التلفزيون. أهتم فقط بالترويج ولا أهتم بعشاء أدعو عليه الناس لمعاينة الأطباق. أهتم بحضور الصحافة طبعاً، لكنها تقوم بواجبها مع عشاء أو بدونه، لأن علاقتي مع الصحافة ودية. لن يتمكن صحافي من دفع أغنية ليست ناجحة لتكون ناجحة. كما أن مطعماً بخمسة نجوم لن يكون مؤثراً في تسويق الأغنيات. عندما أتعب في البحث وتحضير أغنية أطلب من روتانا أن تساعدني في الترويج لها لتصل للناس ومن خلال كافة السبل المتاحة.

* كم أثّر الوضع في سورية على حفلاتك الصيف؟

* لم يكن للحفلات وجود في سورية بطبيعة الحال لكن عملي يتواصل في الكثير من الدول العربية والأوروبية. لكن سورية هي لبنان ولبنان هو سورية، وكأننا في بلد وشعب واحد. حفلاتي لا تعد ولا تحصى في سورية لذلك أنا شديد الصلة بهذا البلد العربي الشقيق وشعبه. أحب جمهوري السوري جداً وأشتاق له، كما لي الكثير من الصداقات والمعارف في سورية، لذلك أنا متأثر نفسياً بما يحدث في سورية.

* غنيت للرئيس بشار الأسد 'بتزعل دني' والمظاهرات المؤيدة له تبثها. أليس سلبياً أن ينتمي الفنان للسلطة؟

* لست في إنتماء عشوائي. أنا أنتمي للحق. أجد الكثير من الخير في السلطة القائمة في سورية خاصة عندما تنفذ الإصلاحات الموعودة. وفي مطلق الأحوال أنا مع كل من يقف بوجه العدو الصهيوني. هكذا نشأت وهكذا يقودني عقلي. مع إحترامي لكافة مطالب الشعوب العربية أرى لسورية واقعاً خاصاً جداً. ومن هذا المنطلق كانت أغنيتي.