2013/05/29

برنامج «ساعة وعشرون» على الإخبارية السورية يدفع القطار!
برنامج «ساعة وعشرون» على الإخبارية السورية يدفع القطار!


هيثم صالح – تشرين


قيل فيما مضى إن الإعلام السوري إعلام خشبي, وفي اتجاه واحد, ويتحدث لغة عفى عليها الزمن, ولا يستطيع أن يجاري العصر, بل إنه عاجز عن تجديد نفسه والنهوض بواقعه، وقيل وقيل.

لكن من كان يتحدث في هذا الاتجاه هو أحد طرفين, إما عارف متجنٍ يعي ما يقول ويدرك أهدافه وغاياته من وراء ذلك لحرف الرأي العام بالاتجاه الذي يريده والترويج لوسائله الإعلامية وإيهام الجمهور السوري خاصة والعربي عامة بأن ما تقوله وسائله الإعلامية هو الصحيح فقط, وما يقوله عداها لا قيمة له وليس له حقيقة أو أساس من الصحة.

وقد تبين فيما مضى من عمر الأزمة التي تعانيها سورية حالياً أهداف وغايات هذا الطرف وقنواته الإعلامية المشاركة في سفك الدم السوري.

أما الطرف الآخر فهو جاهل مقلد ببغاوي يردد ما يقال أمامه من دون علم أو معرفة وإذا سألته هل تتابع وسائل الإعلام الوطنية يجيبك بما يدل على جهله وسطحيته: «لماذا أتابع هذا الإعلام الذي يقول عنه الآخرون بأنه خشبي ومتحجر».

فإذا قلت له: لتحكم عليه بنفسك يقول: لماذا العناء فلدي أقنيتي الخاصة.... صاحبة الرأي والرأي الآخر..!!

شريحة لا بأس بها كانت ترى وتحكم بموضوعية على إعلامنا الوطني وكانت تشخص بدقة مواطن الخلل والصواب فيه والايجابيات والسلبيات التي يعانيها وكانت ترى أنه ليس من الصعب تجاوز السلبيات والبناء على الايجابيات والنهوض بالإعلام ليجاري أقرانه في العالم العربي والمحيط الإقليمي والعالمي بل إنهم كانوا على يقين بأن إعلامنا الوطني بما يحمله من التزام وصدق وموضوعية في نقل الحقيقة يستطيع أن يسقط امبراطوريات إعلامية عريقة وحديثة إذا ما انحرفت عن خط الحقيقة والموضوعية وقد فعلها.

ومما يبعث الرضا والفخر في آن معاً أن قسماً كبيراً من هؤلاء هم اليوم القائمون على وسائلنا الإعلامية والعاملون في مفاصلها المختلفة وصانعو الخبر وناقلو الواقع.

ومن هذه الوسائل التي تميزت خلال فترة قصيرة على انطلاقها هي فضائية الإخبارية السورية التي لم يتوقف صعودها وانتشارها بين الجمهور السوري والعربي على سرعة نقلها للخبر ومصداقيتها فيه, بل تعداه إلى التحليل العميق لمراميه ومن يقف خلفه ووضعت الإصبع في أحيان كثيرة على الجرح مباشرة وخاصة في برنامجها المتألق «ساعة وعشرون» الذي يذاع يومياً عند الساعة التاسعة مساءً وقد كانت حلقة يوم الاثنين قبل الماضي مميزة بكل ما للكلمة من معنى حيث أثبتت أن الإعلام السوري قد تعدى القطرية الضيقة إلى القومية الواسعة وبدأ بشكل رأياً عاماً قومياً حول قضايانا المصيرية التي تعانيها الأمة العربية, وكما قيل في أكثر من مناسبة خلال الأزمة التي تمر بها سورية: ان هذا البلد «أي سورية» هو الذي يشكل النظام العالمي الجديد فإن إعلامه إذا ما استمر في صعوده وتألقه فإنه لاشك سيشكل المشهد العربي القومي الجامع.

والدليل على ذلك هو أن معد ومقدم الحلقة الإعلامي العراقي المتألق في انتمائه وعروبته وقوميته حسين الفياض وضيوفه, الإعلامي المخضرم والصافي السريرة الدكتور أحمد حاج علي والناشط السياسي الشاب والمذهل في محبته لسورية وشعبها وجيشها والذي يعيد إلى الأذهان النهوض الشبابي القومي العربي في مرحلة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات أحمد سبايدر الذي هتف وردد خلفه الآلاف في ساحات مصر العربية لسورية وجيشها العربي الباسل وخطها العروبي المقاوم, وكذلك الأكاديمي التونسي والأستاذ الجامعي عبد الوهاب الساهم الذي أصر على تقديم مداخلة قال فيها: نشد على أيادي عناصر الجيش العربي السوري البطل ونقول له لقد هزمت جيوش العالم بتصديك للمؤامرة الكونية.

ونقول للشعب السوري علينا أن نفكر كيف نصوغ هذا الانتصار ونصوغ القومية العربية ما بعد الانتصار ويجب أن نركز على الشباب العربي القومي الانتماء وهو كثير جداً وأيضاً تشكيل إعلام جديد كما تفعلون أنتم لكي نطبق المقولة الشهيرة: «أعطني قلماً أعطك مجتمعاً».

وختم الساهم بالقول: ما يدفع على الفخر والأمل أن سورية وجيشها وقيادتها اليوم بما تدفعه من ثمن ستشكل المشهد العربي القومي القادم في حين أن ما يعرف بثورات الربيع العربي فشلت حتى في تشكيل المشهد المحلي في بلدانها.

أما الناشط السياسي المصري الشاب فقد كان رائعاً عندما ضغط بقوة على جرح الأمة العربية بفقدان أغلبية حكامها للحس القومي وتنكرهم لدماء العروبة عندما قال: نحن شباب قوميون ولن نقف حتى نسترد حقوق شعبنا وأضاف: «إسرائيل» تخلق الفتن بين العرب والصهاينة ليسوا يهوداً فقط بل هناك صهاينة عرب وصهاينة إخوان مسلمون وصهاينة تكفيريون.

وأجمل ما قاله هذا الشاب الذي لم يتجاوز منتصف عقده الثالث مخاطباً الشباب السوري وداعياً إياهم للوقوف خلف جيشهم العربي السوري البطل نحن الشباب المصري القومي العربي نقف خلف الجيش السوري لأنه إذا وقع لا سمح الله فإن العرب جميعاً سيقعون.

أما الإعلامي المخضرم والمحلل السياسي الصافي السريرة والضمير فقد نكأ الجرح بقوة عندما قال: نحن أبناء الخط القومي العربي الأوائل أنجزنا وقعدنا وكان علينا أن نستمر أخذنا المسألة إلى حيث توقفت وكان علينا أن ندفعها إلى الأمام ونسلمها إلى الجيل الجديد الذي أحمد سبايدر واحد منه, أعداؤنا يريدون تدمير شخصية الوطن من خلال استهداف الشباب واستهداف ذراع الوطن القوية الجيش العربي السوري وتدمير ذاكرة الوطن الثقافية والحضارية وهذا ما يفسر إقدام العصابات الإرهابية على قطع رأس تمثال المعري في معرة النعمان ورأس تمثال الشاعر محمد الفراتي في دير الزور .

بالنتيجة نجح الإعلام السوري في بث الروح القومية بين العرب الذين كنا نظنهم قد تخلوا عنها ونجحت سورية بصمودها في تحريك ركود القومية العربية ودفعها من جديد إلى الواجهة وأجمل ما يقال هو أنه يجب ألا نتوقف وأن نستمر, وإن دفع القطار سيحركه وعندها ستجد الكثيرين يصعدون في هذا القطار الذي سيسحق