2012/07/04

بسام دكاك لست مستعجلاً .. ومازلت أنتظر الفرصة
بسام دكاك لست مستعجلاً .. ومازلت أنتظر الفرصة


رياض أحمد - البعث

"مازلت أنتظر الفرصة" بهذه العبارة بدأ الفنان بسام دكاك مشواره الفني،  فنان طموح اتكل على موهبة لم توصله إلى البعيد في هذا المجال، ومع ذلك آمن أنها في مرحلة ما ستوصله إلى حيث حلم دوماً.

يقول:": لست مستعجلاً أعمل لأجل العمل، بعيداً عن المحسوبية والرهانات والحلقات التي تنمو في الظل، أعمل مع الكل وبروح الفريق، وخلال مشوار مهني بلغ ربع قرن لم أرفض دوراً قُدم لي صغر حجمه أم كبر، بل أجد أن كل دور بل كل مشهد يشكل قيمة مضافة إلى سجلي المهني".

إذاً ليل الطامحين طويل وبسام دكاك يهون على نفسه معتبراً أن وقت سطوع نجمه لم يحن بعد، ولا قيمة للعمر في هذا المجال، إذ إن الفنان عمر الحريري اشتهر بعد أن بلغ سنه الخمسين، وكذلك الفنان صلاح السعدني في سن 48 سنة والفنان خالد تاجا وخلافهم.

ويخطىء من يظن أن انتماء الفنان بسام إلى عائلة فنية قد ساهمت في دفعه في عالم الفن بل على العكس تماماً، إذ يقول:" لم يقدمني (عمي) الفنان الراحل حسن دكاك في أي عمل من الأعمال خلال ربع قرن بل على العكس تماماً فرضته أنا في ثلاثة أعمال عندما كنت مديراً لإنتاجها، وكل ما قدمه لي عمي هو النصيحة المهنية".

بدأ بسام دكاك مشواره الفني في العقد الثاني من عمره في المسرح الشبيبي، وكانت بدايات تعامله مع الشاشة الصغيرة عام 1985 في مسلسل قصص بوليسية واقتصر دوره على عنصر شرطة، داعبت الشاشة طموح الشاب الفتي المقبل على الحياة فعاود المحاولة في عمل تاريخي حمل عنوان "حنظلة" وبدور المنادي من إخراج فواز عبد لكي. وهكذا استمرت المحاولات واحدة تلو الأخرى، ولم يشعر أنه وضع قدمه على بداية طريق الدراما إلا بعد خمس سنوات، لتكون الانطلاقة الحقيقية من مسلسل "بطل من هذا الزمان" بطولة أيمن زيدان والإخراج لـ هشام شربتجي، النقلة النوعية الثانية كانت مع المخرج حاتم علي في مسلسل "التغريبة الفلسطينية" حيث قدم هذا العمل الضخم إنتاجياً، المهم تاريخياً بقيادة مخرج متميز، ونص مثقل بالأحداث والنجوم الكبار، قدم له الفرصة الذهبية والمساحة التي أوجدت له موطىء قدم على الساحة الدرامية السورية واستطاع أن يقول أنا هنا أنا ممثل، أنا موهوب.

من هنا كانت البداية والخطوة الأولى الموزونة، تلتها جملة من الأعمال الهامة المحفورة في ذاكرة المشاهد السوري والعربي على السواء ومنها (طيور الشوك للمخرج أيمن زيدان، ومسلسل الدبور في جزأيه الأول والثاني وبيت جدي للمخرج تامر إسحاق، وأسعد الوراق وأهل الراية وغيرهم)، ليتنقل الفنان بسام دكاك المسرحي الشاب الطموح التواق للدراما بين الكوميديا حيث قدم جملة من الأعمال منها (بطل من هذا الزمان، أنت عمري، بقعة ضوء، يوميات مدير عام الجزء الثاني، مرايا)؛ إلى الدراما الاجتماعية ( جريمة بلا نهاية، رجاها، يوم ممطر آخر، شو حكايتنا، هي دنيتنا)، ولم يقف هنا بل ذهب باتجاه التاريخي( الفاروق، الراية والغيث، ملوك الطوائف، صدق وعده)، وفي الأعمال البدوية (فنجان الدم) وكان له نصيب من الأعمال الشامية (الجزء الثاني من مسلسل باب الحارة، رجال العز ) وعلى الرغم من أن الفنان بسام دكاك ابن البيئة الشامية وقد عاش في حاراتها وتمثل عاداتها وتقاليدها إلا أنه مقل في هذه الأعمال، ويقول:"الأمر يتوقف على المخرجين ووجهة نظرهم حيالي كفنان"، ولم تكن الإذاعة بعيدة عن مشاركاته في مسلسلين إذاعيين حكم العدالة إخراج حسن حناوي، ومسلسل محمود للبيع مع الراحل محمود جبر، وقد اقتصر حضوره السينمائي في عمل يتيم ووحيد مع المخرجة واحة الراهب.

وعلى صعيد المشاركات الفنية عربياً كان له حضور مصري في مسلسل "أحزان مريم" مع النجمة المصرية ميرفت أمين عام 2009.

إذاً تنوع الأداء وتعشقت الخبرة التي لم تقتصر على الممارسة فقد نهل الفنان بسام من ينابيع المخرجين واحتكم لتوجيهاتهم وأضافها إلى خبراته، وبالنسبة له أفضل من عمل معهم واستفاد منهم  المخرج حاتم علي، الذي وصفه بـ (الرجل الغاضب دائماً) السمة الإيجابية المدروسة التي تهدف إلى تحفيز الفنان واستدراج طاقاته واستنباط ما بداخله من أحاسيس، والمخرج هشام شربتجي، وسيف الدين السبيعي، وعلاء الدين كوكش، وأيمن زيدان الأب الروحي.

وجهة نظر

ويتمنى الفنان بسام دكاك أن ينخفض حجم المحسوبية في مهنة الدراما وأن يسند الدور المناسب إلى الفنان المناسب، فهذا جزء هام وأساسي في صناعة الدراما وتطورها، وألا تحصر الأدوار والبطولات ببعض الأشخاص ممن لهم باع طويل في العمل فهذا يزيد من حجم الهوة بين الأجيال الدرامية ويصنع حلقة فراغ سنرى نتائجها لاحقاً طال الزمان أم قصر.. كما أنه من المرحب التعامل مع مخرجين أكاديميين، تعلموا ودرسوا المهنة خلافاً لواقع الحال لمن كان ممثلاً وأصبح مخرجاً ..

ويرى بسام أن الموهبة أساس كل شيء، والمعهد للأسف يستقطب الطلاب منهم من يتمتع بالموهبة الصادقة ومنهم من يحكم موهبته المحسوبية، وعموماً الموهوب هو من تتقبله الكاميرا أولاً ويحبه الجمهور ثانياً، وهناك الكثير من المواهب الصامتة التي لم تأخذ فرصتها بعد وتدفع الثمن باهظاً.

ويعمل الفنان بسام في فن الدوبلاج منذ ثلاث سنوات، ويجد فيه فائدة من كونه يروض الممثل ويطوع أحاسيسه وينميها ويحقق الخبرة المطلوبة في استنهاض الذات، ومن هنا ينصح بسام بأن يمارس الفنان الدوبلاج قبل دخول عالم التمثيل، ولكن الجانب السلبي في هذا المجال هو تكاسل الممثل ولجوؤه إلى الدوبلاج الذي يحقق المال دون جهد أو تعب، وبالتالي هذا المجال أخذ الممثل من الدراما السورية إلى التركية ليحصد الفنان التركي شهرته عربياً بأدوات سورية.

وعن مشاركاته الأخيرة يستعد حالياً للتصوير مع المخرج فهد ميري في عمل «المصابيح الزرق»، وهو من إنتاج الهيئة العامة للتلفزيون عن رواية للكاتب حنا مينه.