2012/07/04

بعد أكثر من عشر سنوات على مصرعها السندريللا سعاد حسني حائرة بين السينما والتلفزيون
بعد أكثر من عشر سنوات على مصرعها السندريللا سعاد حسني حائرة بين السينما والتلفزيون


مجلة الشبكة

عانت كثيراً في حياتها وذاقت الأمرّين، ومع ذلك تحمّلت القهر والتجريح والتشهير، إلى أن غافلها المرض وهاجمها بشدة، فسافرت للعلاج وأنفقت كل ما ادخرته من عملها في الفن. راحت تفكر في حيلة أو طريقة تكمل بها علاجها، ولم تجد أمامها سوى كتابة مذكراتها وبيعها لمن يدفع أكثر وخصوصاً أن حياتها مليئة بالأسرار والفضائح لرموز النظام السابق، لذلك عجلوا في إنهاء حياتها قبل أن تبوح بالأسرار.

لم يرحمها حتى المقرّبون منها، فتاجروا باسمها وربحوا كثيراً من وراء هذه التجارة. حتى أصحاب شركات الإنتاج حاولوا استثمار مصرعها في أعمال سينمائية وتلفزيونية. ومنهم من حاول استغلال بعض أفلامها لإعادتها على نحو عصري يتناسب مع هذه المرحلة، ونخصّ بالذكر هنا فيلم "شفيقة ومتولي" الذي أدّت سعاد بطولته مع أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، وأخرجه علي بدرخان زوج السندريللا.


الثعبان الأسود

هو عنوان الفيلم الذي يروي السيرة الذاتية للفنانة الراحلة سعاد حسني. وعلى الرغم من الاستعدادات والتحفيزات لتصوير مشاهد الفيلم الأولى، فإنّ الخلافات دبّت بين منتجة الفيلم وبطلته عليا كيبالي، ومؤلفه جابر عبد السلام، ما حال دون أن يرى العمل النور، وأدّى إلى توقف المشروع إلى أجل غير مسمّى.

وكانت كيبالي قد فوجئت فور عودتها من الولايات المتحدة للبدء بتصوير العمل، بأنّ مؤلفه جابر عبد السلام لم يقم بتقديم العمل إلى الرقابة للحصول على الموافقة، لأنه ينوي تغيير الخط الأساسي للعمل. فبدلاً من عمل سينمائي في المقام الأول له بعد سياسي، اكتشفت أنه ينوي تبديل الفيلم بعمل سياسي بحت يروي السيرة الذاتية لصفوت الشريف. ومع ذلك لم يقم يطلب موافقة المخابرات وخصوصاً أنه لا يجوز تقديم عمل عن شخصيته وهو لا يزال يخضع للمحاكمة إلا بهذه الموافقات، ما أدى الى تصاعد الخلافات بينهما وتوقف العمل. ومن جانبها أكدت كيبالي "أنّ عبد السلام أهمل العمل بعد أن حصل على دفعات من أجره وتنازل عن القصة والسيناريو، ما لايعطيه الحق بتغيير القصة، كما أنه جعلني اتفق مع ابطال العمل مثل محمود حميدة، ودفعت دفعة تعاقد 10% من الأجر، وحجزت أماكن التصوير. ولم يكتف بالضرر المادي الذي لحق بي، بل إنه يحاول تشويه سمعتي الفنية، ويشيع انه لم يحصل على باقي مستحقاته المادية على الرغم من اتفاقنا على أن أعطيه باقي مستحقاته بعد ان يسلّمني السيناريو وبموافقة الرقابة. ولكن أصابته حالة من الطمع بعد أن عرف أنني قمت برصد موازانة 20 مليون جنيه للفيلم، فأراد أن يزيد أجره." واضافت "إن لم يرد لي الدفعة التي حصل عليها من أجره سأقاضيه، لأنني انسحبت من العمل ولم أكمل المشروع على الرغم من تحمّسي الشديد له." يذكر ان الفيلم كانت ستجسد من خلاله عاليا كيبالي دور السندريللا وخصوصاً بعد أن حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مسلسل "عيلة عجب" عن تقليدها سعاد حسني.

الصراع على شفيقة


وكأنّ سعاد حسني مكتوب لها ألا ترتاح، حتى إنّ الصراع والتنافس لم يكونا على ميراثها فقط، وإنما أيضاً على الأعمال التي قامت بها. فبمجرد أن أعلنت الفنانة سمية الخشاب عن تحضيرها لمسلسل "شفيقة ومتولي"، مع المخرج حسني صالح والمؤلف محمد صفاء عامر، ظهر على الساحة مسلسل آخر بعنوان "شفيقة ومتولي"، كتبه أيضاً المؤلف جابر عبد السلام الذي رشح دنيا سمير غانم ودرّة للبطولة. الفريق الأول، فريق سمية الخشاب، يريد أن يقدّم "شفيقة ومتولي" بالشكل الذي ظهرت به في الفيلم ليكون استكمالاً للدراما الصعيدية. أما فريق دنيا سمير غانم فيريد ان يقدم "شفيقة ومتولي"المودرن الذي ينتمي إلى جيل 2011 بحيث يربط بين الظلم الذي يقع على البطلة من رموز فساد نظام مبارك، وقيام ثورة 25 يناير.

وقال المخرج حسني صالح: "على كل حال "شفيقة ومتولي" ليست ملكاً لشخص لأنها مأخوذة من التراث الشعبي. وأعتقد أن الشكل الذي سيتناول به محمد صفاء عامر الشخصيات مختلف عن أي معالجة أخرى لأي كاتب وخصوصاً أنّ عامر له أسلوبه المنفذ في تقديم الدراما الصعيدية بأشكالها. ولا يهمّني تقديم مسلسل آخر عن "شفيقة" لأنّ الجمهور، في النهاية، هو الذي يحكم مَن هو الأفضل."

أما السيناريست جابر عبد السلام، فقال: "لدي سيناريو المسلسل كاملاً، واتفقت مع قناة كبيرة لإنتاج الفيلم، وسنبدا التصوير أوائل العام المقبل مع تغيير اسم المسلسل حفاظاً على سرية التصوير." ويضيف "رشّحت رانيا يوسف لتقديم دور شفيقة بعد اعتذار رانيا في خر لحظة"، مؤكدا أنه "غير قلق من تقديم غير عمل يحمل اسم "شفيقة ومتولي". فلكل واحد وجهة نظر مختلفة، يقدّم العمل من خلالها، لكنّني مدهوش من هوجة تقديم هذه القصة في هذا العام تحديداً. كما أنني رشحت محمد النقلي لإخراج العمل. وفي حال اعتذاره سأقدّم المسلسل مع المخرج علي رجب الذي أبدى موافقته المبدأية وتحمّس لتقديم المشروع."

روبي تحلم بشفيقه

بعد صراع سمية الخشاب ورانيا يوسف ودنيا سمير غانم على "شفيقة"، ظهرت روبي أيضاً ليكتمل المربّع وقالت روبي إنها مبهورة بشخصية "شفيقة" عندما شاهدت الراحلة سعاد حسني وهي تقدمها بصورة اقرب إلى الحقيقة، فتمنّت أن تقدمها، فجاءتها الفرصة وتحقق حلمها على يد المخرج سيد عيسوي الذي رشحها للدور.

فيما قال المخرج سيد عيسوي إنه تناول الفكرة من منظور سياسي وتاريخي خلال الأربعينيات من القرن الماضي، وهي فترة إعلان دولة إسرائيل، "وكنت أقصد من ذلك أن الخلل الذي كان موجوداً في المنطقة هو الذي خلق العاهرة التي حملت اسم "شفيقة". ولن أتراجع عن تقديم العمل، لأنني، كما قلت، أقدمه من وجهة نظر مختلفة. كما أنّ المسلسل سيقدمني بشكل مختلف عن السينما التي لم أرضَ عن تجاربي فيها."