2013/05/29

بعد أن أصبحت الدراما الورقة الرابحة في ظل تراجع السينما 2012 عام عودة "الكبار" إلى التلفزيون
بعد أن أصبحت الدراما الورقة الرابحة في ظل تراجع السينما 2012 عام عودة "الكبار" إلى التلفزيون

دار الخليج

2012 لم يكن عاماً عادياً بالنسبة للدراما المصرية، وإنما شهد عودة جماعية لكبار النجوم إلى الدراما الرمضانية بعد غياب استمر لسنوات طويلة، ورغم أن موسم شهر رمضان شهد منافسة قوية بسبب عرض أكثر من ستين مسلسلاً دفعة واحدة، فإن هؤلاء النجوم العائدين نجحوا في جذب المشاهدين لمتابعة أعمالهم، خاصة أن عودتهم جاءت بعد غياب طويل، كما أن إعادة عرض تلك المسلسلات مرة أخرى بعد انتهاء شهر رمضان نجحت في الحصول على نسبة مشاهدة عالية لا تقل أهمية عن العرض الأول لها . . فمن كانوا أبرز العائدين؟ وماذا قدموا؟ وكيف كانت ردود الفعل حول ما قدموه؟

يأتي في مقدمة النجوم الذين عادوا إلى شاشة الدراما بعد غياب طويل   عادل إمام الذي شارك في موسم الدراما الرمضاني الماضي من خلال بطولة مسلسل “فرقة ناجي عطا الله”، ليعود به إلى التلفزيون بعد غياب استمر لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، ورغم عرض المسلسل بشكل حصري على قناة فضائية واحدة، فإنه نجح في الحصول على نسبة مشاهدة عالية للغاية، وقد أكد كثير من النقاد أن تفوق المسلسل على غيره من المسلسلات يرجع إلى العديد من الأسباب أبرزها أنه يمثل عودة قوية للفنان عادل إمام بعد غياب طويل، أما السبب الثاني الذي أسهم في إنجاح العمل فهو مشاركة عدد كبير من النجوم الشباب في بطولة المسلسل، وعلى رأسهم أحمد السعدني ونضال الشافعي ومحمد عادل إمام وعمرو رمزي، أما العامل الثالث الذي أسهم في جذب الجمهور لمشاهدة المسلسل فهو القصة التي اختارها إمام للعودة بها، حيث إن أحداث العمل دارت حول سرقة مجموعة من المصريين لبنك ضخم في “إسرائيل”، ولكن في إطار كوميدي سياسي .

مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” لم يظهر إلى النور بسهولة، وإنما واجه كثير من الصعوبات والمخاطر أثناء التصوير والتحضير له، ويأتي في مقدمة هذه الصعوبات تصوير الكثير من المشاهد في بعض الدول ذات الطبيعة المناخية الصعبة، إلا أن فريق العمل قرر تحمل هذه الصعوبات والمخاطر من أجل خروج المسلسل بشكل متميز . الأزمة الثانية التي واجهت المسلسل كانت في حدوث انفجار في أحد مواقع التصوير، وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة الكثير من العاملين بحروق بسيطة، وجاءت الأزمة الثالثة قبل انتهاء تصوير المسلسل برفع أحد المحامين دعوى قضائية على عادل إمام تتهمه بازدراء الدين الإسلامي، وبالفعل صدر حكم بحبس عادل إمام لمدة ثلاثة شهور، وهو الأمر الذي دفع البعض للقول إن المسلسل يواجه مصيراً مجهولاً، ولكن نجح عادل إمام في الحصول على براءته بعد نظر الاستئناف المقدم منه على الحكم الصادر ضده .

نجاح الفنان عادل إمام في عودته إلى الدراما التلفزيونية وتحقيق مسلسله الجديد نسبة مشاهدة عالية دفعه للدخول في سباق الدراما الرمضاني المقبل، حيث أكد استعداده لتقديم مسلسل جديد بعنوان “العراب”، والذي يتناول قصة حياة الأب الروحي لأحد رجال المافيا، مسلسل “العراب” من تأليف يوسف معاطي وإنتاج تامر مرسي .

محمود عبدالعزيز هو الفنان الثاني الذي شهد عام 2012 عودته إلى الدراما التلفزيونية، بعد غياب استمر لأكثر من ثماني سنوات، وذلك من خلال مسلسل “باب الخلق”، والذي حصل على لقب “أفضل مسلسل” من خلال أكثر من استفتاء . محمود عبدالعزيز أكد أن اتخاذه لقرار العودة هذا العام جاء بعدما وجد السيناريو المتميز، فهو عمل سياسي يتناسب مع أحداث الثورة، ويتناول من خلاله العديد من المتغيرات السياسية والاجتماعية، التي طرأت على الشعب المصري خلال السنوات الأخيرة، كما أنه يتناول من خلال المسلسل قضية جديدة تماماً على الدراما المصرية، وهي قضية الجهاد والتطرف وتوضيح الفرق بينهما .

المفاجأة التي تضمنها مسلسل “باب الخلق” هي ظهور محمود عبدالعزيز ب”مظهر” جديد تماماً لم يظهر به من قبل، وهو الأمر الذي دفع المشاهدين لمتابعة حلقات المسلسل ليكتشفوا سر الإطلالة الجديدة، حيث جسد محمود عبدالعزيز دور رجل بسيط يدعى “محفوظ زلطة”، الذي تعرض لعملية نصب كبرى في مصر جعلته يعود إلى الصفر، وهو الأمر الذي دفعه للسفر إلى أفغانستان وعدد من الدول الأوروبية، وعندما يقرر بعد سنوات العودة إلى مصر يفاجأ باتهامه بالمشاركة في تنظيم إرهابي ويواجه العديد من المشاكل والمصائب .

شارك محمود عبدالعزيز في بطولة مسلسل “باب الخلق” عدد كبير من الفنانين منهم منة فضالي ودينا وأحمد فلوكس وشيري عادل . والعمل من تأليف محمد سليمان وإخراج عادل أديب .

وأعلن محمود عبدالعزيز مؤخراً عن رغبته الشديدة في الحضور في موسم الدراما الرمضاني المقبل، مؤكداً أن نجاحه في مسلسل “باب الخلق” يحمسه لعدم التغيب مرة أخرى عن جمهوره، إلا أنه لم يستقر حتى الآن على السيناريو المتميز الذي سيخوض من خلاله سباق الدراما الرمضاني المقبل .

شهد عام 2012 أيضاً عودة الفنانة نبيلة عبيد بعد غياب استمر لأكثر من خمس سنوات، من خلال مشاركة الفنانة فيفي عبده في بطولة الجزء الثاني من مسلسل “كيد النسا”، ورغم اتخاذ نبيلة الكثير من الاستعدادات قبل الخوض في هذه التجربة الجديدة، والتي قدمت من خلالها دوراً مختلفاً تماماً عن الأدوار التي قدمتها من قبل، حيث تعلمت كيفية استخدام الأسلحة البيضاء “كالسكين والعصي والآلات الحادة” لإرهاب الناس وتخويفهم وبذلها جهداً ضخماً أثناء التصوير للظهور بشكل مميز، لكن بعد عرض الحلقات الأولى فوجئت بهجوم شديد عليها من النقاد والجمهور، الذين اعتبروا دورها به تراجعاً ضخماً لمكانتها الفنية، بل طالبها البعض بعدم تقديم هذه النوعية من الأدوار مرة أخرى .

نبيلة أكدت احترامها لجميع الانتقادات التي وجهت إليها إلا أنها أوضحت أن السبب الرئيسي وراء هذا الهجوم هو تقديمها لدور سيدة شعبية تستخدم ألفاظا بذيئة وتتعامل مع الآخرين بعنف، مؤكدة أن الجمهور لم يتعود على تقديمها لهذه النوعية من الأدوار، وذلك لتركيزها طوال مشوارها الفني على تقديم دور السيدة الأرستقراطية التي تنتمي إلى الطبقة الراقية المثقفة .

العودة إلى الدراما التلفزيونية هذا العام لم تقتصر على كبار النجوم، بل ضمت أيضاً عدداً كبيراً من نجوم السينما الشباب، الذين يأتي على رأسهم الفنان أحمد السقا الذي عاد إلى الدراما بعد غياب استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك من خلال مسلسل “خطوط حمراء”، الذي شهد اعتذار عدد كبير من الفنانات عن عدم المشاركة في بطولته، ومنهن غادة عادل وهند صبري لانشغالهما بالعديد من الارتباطات الفنية الأخرى ليستقر السقا في النهاية على كل من رانيا يوسف ويسرا اللوزي ودينا فؤاد لمشاركته في بطولة مسلسله الجديد .

ورغم أن مسلسل “خطوط حمراء” يمثل عودة قوية للفنان أحمد السقا، خاصة أنه تمكن من الحصول على نسبة مشاهدة عالية، فإنه نجح في إظهار نجم جديد بجواره وهو الفنان الأردني منذر رياحنة الذي أكد بعض النقاد أنه نجح في التفوق على أحمد السقا بأدائه المتميز .

النجاح الذي حققه السقا على المستوى الجماهيري من خلال مسلسل “خطوط حمراء”، لم يبعده عن الانتقادات، وكان أبرزها التشابه الضخم بين هذا المسلسل وفيلمه الأخير “المصلحة” وتقديمه لدور يتشابه كثيراً مع الأدوار التي قدمها من قبل، حيث قدم شخصية “الضابط”، الذي يتعرض للعديد من الصعوبات وقتل أفراد عائلته بسبب إخلاصه في عمله، الانتقاد الثاني الذي وجه لمسلسل “خطوط حمراء”، كان بسبب النهاية التي وصفها البعض بغير المنطقية والغريبة .

بعد غياب استمر لأكثر من أربعة عشر عاماً عاد النجم كريم عبدالعزيز إلى شاشة الدراما من خلال مسلسل “الهروب”، الذي تعرض قبل عرضه للعديد من الشائعات الغريبة منها مشاركة النجمة العالمية سلمى حايك في بطولته، وهو الأمر الذي دفع المخرج محمد علي لنفي هذه الشائعات، مؤكداً أنها عارية من الصحة تماماً . الشائعة الثانية التي لاحقت المسلسل هي أن قصته مأخوذة من فيلم “الهروب” للمخرج الراحل عاطف الطيب، الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي عام 1991 إلا أن الفنان كريم عبدالعزيز نفى هذه الأخبار، مؤكداً أن مسلسله الجديد لا علاقة له بهذا الفيلم، وهو ما وضح بعرض المسلسل .

مسلسل “الهروب” شهد أيضاً عودة الفنانة إيمان العاصي، وذلك بعد تراجعها عن قرار الاعتزال، والذي اتخذته لأكثر من عام تقريباً .

المسلسل الأخير الذي شهد حضور نجوم السينما في موسم الدراما الرمضاني الماضي، هو “شمس الأنصاري”، حيث عاد من خلاله الفنان محمد سعد إلى التلفزيون بعد غياب استمر لأكثر من عشر سنوات .

محمد سعد حاول من خلال هذا المسلسل الخروج من عباءة الكوميديا، حيث كان المسلسل توليفة من التراجيديا والأكشن، والإثارة، فقدم محمد سعد دور رجل يحاول الدفاع عن حقوق الفقراء والمظلومين إلا أن ردود الفعل حول العمل لم تكن في مصلحة محمد سعد، حيث تعرض للعديد من الانتقادات .

شارك محمد سعد في بطولة “شمس الأنصاري” عدد كبير من الفنانين منهم، لقاء الخميسي وفاروق الفيشاوي ومحمود الجندي، وهو من تأليف وإخراج جمال عبدالحميد .