2013/05/29

بعيدة عن تاريخها .. مشوهة لمكانتها .. أجزاء مسلسلات البيئة الشامية تغزو موسم 2013 بشراسة
بعيدة عن تاريخها .. مشوهة لمكانتها .. أجزاء مسلسلات البيئة الشامية تغزو موسم 2013 بشراسة


آمنة ملحم - عربي برس

لم يكن متوقعا العودة للخوض في أحاديث فتح باب الحارة للمرة السادسة بعدما أغلق الموسم الماضي ونفى آل الملا مخرجيه ومنتجيه إعادة الخوض في غماره منذ العام الماضي ليفاجأ الجميع بالحديث عن تحضيرات حقيقية لجزء جديد سادس ليحطم بذلك الرقم القياسي في الدراما السورية .. ورغم الانتقادات الكثيرة التي طالما طالت هذا العمل بالذات من تشويهه المتواصل لتاريخ الشام وإضعافه لدور المرأة الشامية وطغيان مقولة " سي السيد " عليه مع غرقه في بحر الأجزاء لهثاً وراء رغبة بعض المحطات العربية

بقي مستمراً ضارباً بذلك عرض الحائط بكل تلك الانتقادات التي جاءت لاذعة بمعظمها ..

باب الحارة لم يفتح الأبواب لأجزاء جديدة لنفسه فقط بل كان البوابة التي مهدت الطريق أمام دراما البيئة الشامية ككل لتسير على خطا ذاك العمل وتتنقل من جزء لآخر فهاهو مسلسل " زمن البرغوت " الذي كان جزأه الأول في 2012 سيستمر مع عام 2013 بجزء جديد والحديث يدور في الكواليس منذ بدء تصويره عن خمسة أجزاء في جعبته ستصور موسما تلو الآخر .

ولايقتصر الأمر عليه بل أعلن كاتب باب الحارة مروان قاووق عن أجزاء ثانية لمسلسلاته الشامية الأخيرة التي شهدها موسم 2012 وهي " طاحون الشر " و" لعنة قسم " و " حارة الطنابر " ليصنف بذلك بكاتب الأجزاء للبيئة الشامية تحديداً .

ورغم أن تكرار الأعمال الشامية ووجوهها الدرامية تعد دليلاً واضحاً على ضعف الأفكار الجديدة وتمسك الكتاب بفكرة بدؤوها ليعقدوا أملاً على جزء جديد عليها كي لاينقطع رزقهم بغياب ابتكار جديد لموسم قادم .. لا تفلس الدراما السورية من الجديد حيث تشهد دمشق حالياً تصوير مسلسل شامي ضخم " ياسمين عتيق " للمخرج المثنى صبح والكاتب رضوان شبلي أبطاله وجوه جديدة على هذا النمط من الدراما كسلاف فواخرجي وغسان مسعود يقدم والشابين جوان خضر وزينة بارافي اللذين حلا محل تيم حسن ونسرين طافش بعد اعتذار الأخيرين عن الأدوار التي عرضت عليهما .. هذا وتضم أسرته القديرة منى واصف وإمارات رزق سلمى المصري، جهاد سعد ، سليم صبري ، روعة ياسين ونخبة من النجوم .. وتدور حكاية أبطاله في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وهي مرحلة وصفت بالمهمة والحساسة من تاريخ سوريا ودمشق .

ويتحدث صناع العمل اليوم عن طرح جديد سيقدم على مختلف المستويات بداية بالأزياء مروراً بالضوء وطريقة التصوير، وانتهاءً بالإخراج .. كما أن العمل سيتجاوز وفقاً لكادره الفني التهمة الملصقة بدراما البيئة الشامية بتقليلها من دور المرأة حيث سيطرح نموذجاً مختلفاً للمرأة الدمشقية الفاعلة في المجتمع والتي تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في مختلف المجالات الحياتية.

" ياسمين عتيق " العمل الشامي الوحيد الذي دخل إطار التصوير بينما يحضر حالياً لأعمال عدة أخرى جديدة منها " طوق البنات " للكاتب أحمد حامد الذي أجل من الموسم الماضي .. و" بنت الشهبندر الذي كتب نصه هوزان عكو .. و " الدومري" للكاتبين عثمان جحا وسليمان عبدالعزيز .. ولكن كلها أعمال مجهولة المصير إلى الآن حيث لم يحدد أسماء مخرجين لها ولم ينطلق أي منها .

إذاً نحن إلى الآن على موعد مع موسم رمضاني حافل بدراما البيئة الشامية المكررة بأجزاء جديدة البعيدة عن الأفكار الجديدة ومعظمها لم يحظ برضا النقاد والمشاهد مما قدمته عن الشام وحياة الشام وتاريخ الشام في أجزائها السابقة.. إذا تلك الدراما تدق ناقوس الخطر في عالم الدراما ان استمرت على هذا المنوال بحكايات مختلقة فقط لتعبئة الشاشات وإرضاء جيوب صناعها !!.