2012/07/04

«بورلسك» استعراضات وأغانٍ حشرت بينها مشاهد تمثيلية
«بورلسك» استعراضات وأغانٍ حشرت بينها مشاهد تمثيلية

أسامة عسل - البيان

الفيلم الاستعراضي الموسيقي الغنائي (بورلسك) الذي يعرض حاليا في صالات السينما المحلية، نسخه مشوهة ومكررة لتجربة فيلم «مولد نجمة»، الذي يتجاوز مدة عرضه الثلاث ساعات ورشحت عنه جودي غارلاند لأوسكار أفضل ممثلة عام 1954، وهي مطربة أميركية راحلة عن عمر السابعة والأربعين امتلكت صوتا رائعا وقويا وتعد من أيقونات السينما الجميلة.

وعلى الرغم من استغلال شركتي إنتاج وتوزيع الفيلم الجديد للمغنية المشهورة شير (64) عاما التي لم تفقد بريقها بعد غيابها السينمائي الذي دام أكثر من سبعة أعوام.

والمطربة الأميركية كريستينا أغيليرا (29) عاما في وقوفها للمرة الأولى أمام كاميرات السينما، مع المخرج ستيف أنتن المعروف بكفاءته ومهاراته كواحد من أفضل مخرجي الاستعراض، إلا أن الإيرادات المتواضعة التي حققها (بورلسك) عكست خيبة العديد من النقاد وتوقعاتهم بعودة قوية للأفلام الاستعراضية بعد غياب طويل عن الشاشة الكبيرة.

وبإنتاج متواضع نسبيا مقارنة لهذه النوعية من الأعمال ومن خلال ميزانية لم تتجاوز 55 مليون دولار، تم إعادة تقديم «التيمة» القديمة بنفس الفكرة وإيقاع الأحداث والبناء الدرامي للشخصيات، من دون إضافات جديدة أو مبتكرة تعكس روح العصر ومقدرة التكنولوجيا الحديثة على إضفاء الإبهار للقيمة الفنية.

وجاءت أحدث الفيلم متواضعة للغاية، وحولته إلي مجموعة من الاستعراضات والأغاني المطولة دون توظيف فني حشرت بينها مشاهد التمثيل التي لم يتم التركيز عليها، ومن دونها يتشابه الفيلم (مع الفارق الفني في التصوير والمونتاج والتقطيع والإضاءة) لبروفات مايكل جاكسون، التي شاهدها الجمهور بعنوان «هذا هو» في عمل وثائقي احتفى بذكرى وفاته.

واعتبر بعض النقاد أن نقل الفكرة نفسها حتى ولو كان الهدف منها إعادة إحياء الأفلام الاستعراضية من جديد، خطوة غير موفقة سينمائيا لأنها تتماشى فيما قدمته مع مسارح الاستعراض وليس شاشة السينما، حيث يتم يوميا عرض حفلات لفرق فتيات الاستعراض والتي تعتمد بشكل رئيسي وهذا ما شاهدناه في الفيلم على مهارة إخراج الاستعراضات وإبداع الإضاءة وتناغم وإيقاع الموسيقى واستخدامها في عشرات الرقصات بأشكال وتوصيفات مختلفة.

ويتناول الفيلم قصة الراقصة المتقاعدة «تيس» تقوم بدورها شير التي تقاوم للإبقاء على مسرحها الذي يحمل الفيلم عنوانه، وتحاول الحفاظ عليه وحمايته من البيع بعد تزايد الديون عليها لرجل أعمال يريد استغلال المكان لبناء ناطحة سحاب مكانه.

وفي الوقت نفسه تصل إلي المسرح «آلي روز» وتقوم به أغيليرا مجسدة دور فتاة صغيرة طموحة من الريف تتمتع بموهبة الغناء تركت أهلها وحياتها من أجل البحث عن فرصه لتقديم إبداعاتها لكنها تصطدم بواقع الحياة داخل المكان فتعمل كنادلة بالمسرح.

وتتطور الأحداث مع عند وإصرار «آلي» إلى أن تأخذ فرصتها في اعتلاء خشبة المسرح وأداء استعراضات تلفت الانتباه، خصوصا عندما تعتمد عليها «تيس» في الغناء الحي بعد غياب مفاجئ لنجمة الفرقة، وتبدأ رحلتها الفنية بالصعود وتتوالى النجاحات التي تحققها، وتستطيع بالحيلة والذكاء إنقاذ المسرح من شبح الإفلاس لتصبح صديقه وشريكه لصاحبته.

جاء أداء شير في (بورلسك) مقنعا وقدمت أغنيتين فقط وتركت المجال فسيحا لاستعراض كريستينا أغيليرا إطلالتها الأولى سينمائيا والتي أعتبرها بعض النقاد الشخص غير المناسب لتقديم دور فتاة ناجحة، خصوصا أن الجميع يعلم المشكلات الشخصية والفنية التي مرت بها طيلة العام الماضي.

كما تم توجيه انتقادات لمشاركة النجم ستانلي توشي وعدم توظيف المخرج أنتن لقدراته بشكل يتناسب وإمكاناته بعد أدائه الرائع مع ميريل ستريب في فيلم «جولي وجوليا»، ومن الانتقادات أيضا عدم استغلال شير وأغيليرا في غناء «دويتو» مشترك بينهما، حيث كان من المرجح أن يجذب ذلك جمهور أكثر للفيلم.