2016/09/23

بوستر وتحليل: "Pulp Fiction"
بوستر وتحليل: "Pulp Fiction"

خاص بوسطة - بشار عباس

فرضيّتان لفهم جودة هذا البوستر  (الملصق الفيلمي) الذي يستند على صورة فوتوغرافيّة، الأولى: كاتب سيناريو يقوم بتصميم مُلصق عن الشّخصيّة التي ينوي الكتابة عنها، وذلك قبل الفيلم، وقبل النصّ، يضعه أمامه على الحائط، ثمّ يبدأ الكتابة، وعندها يكون على علاقة بصريّة وليس تخيّليّة مع الشخصيّة. الفرضيّة الثّانيّة هي تمرين شهير في محاضرات السّيناريو: يُطلب من التلاميذ احضار أغراض للشخصيّة التي سوف يبدؤون الكتابة عنها؛ الشخصيّة تستعملها، وعندها يلمسون باليد بعضاً من عوالم الشخصيّة، فلا تعود مجرّد فكرة فقط؛ الفرضيّتان السّابقتان هما أساس جودة هذا البوستر.

الكتاب مفتوح ومقلوب ويدها عليه، إنّها في صميم القراءة، ولكن ماذا يفعل المسدّس الذي يتنافى مع مزاج القارئ؟ ولماذا هذا السّلاح حاضر وعفوي وضروري بجانبها؟ التّناقض الأزلي بين المسدّس والكتاب، بين عالمي السلاح والكلمة، يقدّم تفاصيل مهمّة عن تناقضات الشخصيّة.

الأقدام المرفوعة عند الوسادة، والوضع المقلوب على السّرير بعكس جهة النّوم، وبعكس وضعيّة التكوّر الجنينيّة الانطوائيّة، إنّها لم تخلع حذائها عندما قفزت على السّرير، وخيط دخان يُضفي حركة دراميّة على الصّورة الثّابتة، ونظرة صعبة التّحديد توجّهها إلى الجمهور.

البوستر يُحاكي غلاف مجلّة، وبهذه الطّريقة التي يخترق فيها كعب الحذاء إطار الصّورة ليقود العين إلى عنوان المجلّة، أو: عنوان الفيلم، الحواف المهترئة للمجلّة توحي أنّها قديمة، من النّوع الذي نجده عادة في عيادات الأطباء، فينجح البوستر بإنشاء علاقة ألفة مع الفيلم، يعزّز ذلك سعر المجلّة الواضح في الدائرة: عشر سنتات.

هذه الصّورة طُبعت بمفردها وبيعت لزبائن من المراهقين وطلّاب المدارس، لتوضع بمفردها على الجدران، وحقّق بمفرده 3% من أرباح الفيلم، بالإضافة إلى أنّه ساهم في التّرويج النّاجح، وفي تلافي الأخطاء الكبيرة الواردة في القصّة الفيلميّة، ومنها افتقارها إلى حبكة رئيسة، فهذه الفتاة توحي بأنّها البطلة، وهي في الواقع ليست كذلك، وليس هناك بطل للفيلم، ولكنّ اشتراك عدد من النّجوم فيه ساهم أيضاً في ترويجه.